زيارة أخرى ناجحة قام بها الرئيس لكل من قبرص وإسبانيا يومى 29 و 30 أبريل، وجاءت تلك الزيارة فى إطار حرص مصر على إثراء البعد المتوسطى فى سياستها الخارجية، وهو البعد الذى أكد السيد الرئيس منذ خطاب تنصيبه فى يونيو 2014 على كونه دائرة أساسية من دوائر حركة السياسة الخارجية المصرية. بدأت الزيارة بقبرص، حيث التقى الرئيس مع الرئيس القبرصى نيكوس أنستاسيادس، الذى أعرب عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون الاقتصادى مع مصر التى تعد من أكبر اقتصاديات المنطقة، ولاسيما فى ضوء العديد من المشروعات الوطنية العملاقة الجارى تنفيذها، وأكد الرئيس القبرصى أن العديد من رجال الأعمال القبارصة يولون اهتمامًا خاصًا بالاستثمار فى مصر، لاسيما فى ضوء القرارات التى تم اتخاذها مؤخرًا لتشجيع الاستثمار الأجنبى، فضلاً عن عودة الأمن والاستقرار. وأثناء زيارته لقبرص، عقد الرئيس لقاءً ثنائيًا مع رئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس، الذى أعرب عن سعادته بلقاء السيد الرئيس للمرة الأولى، مؤكدًا على أهمية استثمار العلاقات المتميزة التى تجمع بين بلاده وكل من مصر وقبرص لدفع العلاقات المتوسطية قدمًا، ولاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ومواجهة كافة التحديات التى تشهدها منطقة المتوسط، وأشاد رئيس الوزراء اليونانى بالدور الرائد الذى تضطلع به مصر على الصعيدين العربى والإسلامى، مؤكدًا حرص بلاده على زيادة التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وقد تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات، ولاسيما النقل والتجارة والسياحة والطاقة، ووافق الرئيس على اقتراح طرحه رئيس الوزراء اليونانى لتشكيل لجنة فنية لدفع التعاون فى المجالات الاقتصادية المختلفة، وأخرى لترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. بعد ذلك، عُقدت قمة ثلاثية بين الرئيس السيسى والرئيس القبرصى ورئيس الوزراء اليونانى بالعاصمة القبرصية«نيقوسيا»، لبحث دعم التعاون الثلاثى فى شتى المجالات، خصوصا الطاقة ومكافحة ظاهرتى التطرف والإرهاب فى ظل التحديات التى تواجه المنطقة، بالإضافة إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التى عقدت فى القاهرة فى نوفمبر 2014، وأعطت قوة دفع جديدة للتعاون بين الدول الثلاث، وصدر عن القمة الثلاثية «إعلان نيقوسيا» ووقعت عليه الدول الثلاث. عقب تلك الزيارة الناجحة، توجه الرئيس السيسى إلى العاصمة الإسبانية مدريد تلبيةً للدعوة الموجهة لسيادته من ملك إسبانيا فيليبى السادس، وقد عقد الرئيس لقاءً مع رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى، وعقب المباحثات شهد الرئيس توقيع اتفاقية تعاون فى مجال الأمن ومكافحة الجريمة بين البلدين، وقعها عن مصر وزير الخارجية سامح شكرى، وعن الجانب الإسبانى وزير الداخلية خوريه فرنانديز دياز. كما شهد الرئيس توقيع 3 مذكرات تفاهم بين البلدين، الأولى لحماية الممتلكات الثقافية المسروقة أو المصدرة بشكل غير شرعى، والمذكرة الثانية تتعلق بمجال السياحة، وتتعلق مذكرة التفاهم الثالثة بمجال البنية التحتية والنقل.