مرض.. فقر.. جهل.. أضلاع مثلث الرعب الذى تعيش داخله أى حالة بائسة يائسة.. وهناك آلاف الحالات التى تعانى.. حالات تعيش مقهورة.. منبوذة.. تنظر إلى من حولها.. وقلوبها تبكى بدل الدموع دما.. تبكى حالها وحال أسرتها.. وياويلها لو كان عدد أفرادها كبيرا فإنها تعيش عيشة سيئة.. تمد يدها وتطلب المساعدة.. ومن بين آلاف الحالات هذه حالة شاب لم يتجاوز بعد الخامسة والثلاثين من عمره.. طحنته الأيام هو وأسرته فمنذ فتح عينيه على الحياة وهى حياة صعبة.. الأب ينحت فى الصخر حتى يوفر لهم الحياة واللقمة حتى ولو كانت لقمة عيش حاف.. خرج للعمل هو وإخوته ليساعدوا الأب، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. المصاعب والمصائب لا تأتى فرادى.. الأب لم يستطع أن يلبى احتياجات ومطالب أسرته طلب من الأم أن تقف بجانب أولادها.. أما هو فسوف يبحث عن الرزق فى إحدى البلاد العربية.. بكت كيف يتركها وأولادها ويذهب إلى المجهول، ولكنه أكد لها أن الخير كثير والرزق سيصبح وفيرا.. حمل حقيبته وطار مع زملائه.. وأصبح «سعيد» - وهو كما يقول اسم على غير مسمى - مسئولا عن أمه وأخواته.. كان يحلم كثيرا ويتمنى أيضًا كثيرا، ولكن حلمه تبدل.. حاول العمل فى أكثر من مهنة حتى يوفر لأسرته أقل القليل من متطلباتهم وأن يصل بهم إلى بر الأمان.. وفى خضم الحياة الصعبة كان يشعر بالآلام، ولكنه لم يلق لها بالًا فهناك هدف كبير وهو الأسرة ومتطلباتها.. وقف وقفة رجل.. زوج البنات.. وبعد ذلك سقط صريعا للمرض.. كانت الأم فى أول الأمر تظن أنه مريض بالإجهاد بسبب العمل الكثير، ولكن الآلام تزايدت والأنات تحولت إلى آهات تشق صمت الليل.. الجيران طلبوا من الأم أن تستخدم الأعشاب الطبية حاولت معه، ولكن أصبحت الآهات صرخات وخرجت فى إحدى الليالى تدق على أبواب الجيران ليساعدوها فى حمل الابن إلى المستشفى وكان لها ما أرادت وتم علاجه بالمسكنات على أنه مصاب بمغص كلوى.. وعاد إلى البيت ولكن ما أن مر يوم حتى ظهر تورم بساقيه وأصيب بارتفاع بدرجة الحرارة مع نوبات قىء وتحول إلى شبح ولم يكن هناك مفر من أن تصطحبه إلى الطبيب الذى طلب إجراء تحاليل وأشعة وكانت النهاية المؤلمة أنه مصاب بفشل كلوى ويحتاج إلى جلسات غسيل دموى بصفة مستمرة وبسبب هذه الجلسات وما يتعرض لها من إجهاد شديد ويضطر بعدها للنوم يوما بليلة ترك العمل وأصبح قعيد الفراش غير قادر على ممارسة أى عمل مع أنه شاب وفى مقتبل العمر.. المعاش الذى تحصل على الأم لا يكفى سد احتياجاتها هى وابنها ومتطلبات مرضه من غذاء وأدوية مكملة.. اضطرت الأم أن ترسل خطابا تطلب فيه مساعدة الابن ومساعدتها لتحمل مصاعب الحياة فهل تجد؟ من يرد فليتصل بصفحة ربنا كريم.