حسابات التنظيم الإرهابى «داعش» وأنصاره على مواقع التواصل الاجتماعى «تويتر» وفيس بوك أصبح مثار اهتمام العديد من الأجهزة الأمنية والمخابراتية العالمية وذلك عقب الحملة التى شنها نشطاء الشبكة العنكبوتية إلى جانب العديد من كبار قراصنة الإنترنت خاصة بعد هجمات التنظيم مؤخرا على عدة دول وآخرها فرنسا ، وذلك بهدف كشف أهم الأماكن التى يتواجد بها أكبر عدد من المؤيدين والداعمين لأفكار التنظيم الإرهابى فى مختلف أرجاء العالم.وتمثلت حصيلة الحملة الإلكترونية التى يقوم بها النشطاء والقراصنة فى كشف أكثر من 5500 حساب لصالح التنظيم ومؤيديه، وجاءت قطر على رأس قائمة الدول الحاضنة لحسابات تويتر وفيس بوك المؤيدة لداعش حيث أظهر تحليل حسابات «تويتر» باللغة العربية أن 50 % من تغريدات قطر تغنى لداعش ، فيما تحتل باكستان المرتبة الثانية بعد قطر فى نسبة التغريدات المؤيدة لداعش حيث تصل إلى 35%، فيما تقف بلجيكا فى المركز الثالث والأول أوروبيا، يليها إندونيسيا وبريطانيا وليبيا فى المركزين الخامس والسادس، تتبعها تركيا ومصر والولاياتالمتحدة على التوالى، أما فرنسا تشكل نسبة الحسابات المؤيدة ل «داعش» فيها حوالى 21% من مجموع التغريدات وتحتل المركز العاشر، يليها المملكة العربية السعودية بنسبة 20% وتحتل المركز الحادى عشر، ثم تأتى ألمانيا بنسبة 16% لتقبع فى المركز الرابع عشر. أما سوريا، فتحتل المركز الثامن عشر بنسبة 8%.وأظهرت الحملة أن حسابات التويتر فى بلجيكا باللغة العربية أظهرت تعاطفا واضحا مع تنظيم داعش، وبذلك تقف بلجيكا الجار الغربى لألمانيا خلف قطروباكستان فى المرتبة الثالثة لقائمة الدول التى تعتبر حاضنة لحسابات التويتر لصالح تنظيم «داعش» الإرهابى، كما تظهر الحملة وبشكل جلى أن بريطانيا تشكل بين الدول الغربية «قلعة» المؤيدين لداعش فيما يخص نشر أخبار الدعاية للتنظيم المتشدد، وذلك حسبما قالت مجموعة «أنو نيموس» للقرصنة الإلكترونية فى تقرير لها ونشرته صحيفة «دى فيلت» الألمانية و«الغارديان» البريطانية. وتعد مجموعة «أنونيموس» من أشهر الحسابات التى تتبع مجموعات القرصنة الإلكترونية و التى قد أعلنت الحرب الإلكترونية على التنظيم الإرهابى على حسابها الخاص، ونجحت مؤخرا فى إغلاق أكثر من 20 ألف حساب لتنظيم داعش على موقع « تويتر» خاصة بعد هجمات باريس، وأعلنت مجموعة «أنونيموس» أنها ستستخدم فى حربها ضد التنظيم جميع قدراتها التقنية المتطورة بمشاركة أغلب المنتمين إليها من مختلف دول العالم، كما دشنت المجموعة حسابًا على تويتر لعرض أنشطتها اليومية ضد «داعش» واستعراض أحدث الأرقام والمعلومات المرتبطة بالهجمات. كما كشف تقرير لبرنامج التطرف فى جامعة جورج واشنطنالأمريكية أن 300 أمريكى يدعمون ويتعاطفون مع تنظيم «داعش» ويعملون لحسابه على موقع تويتر.وذكر التقرير أن الأمريكيين المتعاطفين مع داعش يقومون بالترويج والدعاية له فضلا عن تجنيد آخرين للانضمام إلى صفوفه. وأوضح التقرير أن العديد من المتعاطفين مع داعش يقومون بإنشاء حسابات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعى وبهويات مختلفة لتستخدم كمصدر احتياطى فى حال قيام الموقع بإغلاق أحد الحسابات. وأشار التقرير إلى أن داعمى داعش من الأمريكيين يستخدمون صورا تحوى رايات سوداء، وطيورا خضراء ورموزا تحتفى بالشهادة. وصنف التقرير المتعاطفين مع داعش إلى حسابات أساسية تقوم بصنع جمهور وجماعات من أتباع المهتمين بالقضايا المرتبطة بداعش، والأخرى هى التى تردد ما تذكره الحسابات الأساسية وثالثة تقوم بتعريف الحسابات الجديدة لمستخدمين تم إيقاف حساباتهم من قبل موقع التواصل الاجتماعى. يأتى هذا فى وقت أظهرت دراسة أعدها الخبير الاستراتيجى الأمريكى فى معهد بروكينغس «يوناثان مورغان» والتى شملت أكثر من 46 ألف تغريدة على حسابات أنصار «داعش»، تحليلا لشخصيات المستخدمين. ورغم أن قطروباكستانوبلجيكا تعتبر أكبر حاضنات لحسابات التويتر لصالح «داعش»، إلا أن دولا مثل سوريا والعراق تعتبر موطن حسابات «داعش» على التويتر ويمكن عبر تحليل الحسابات معرفة المزيد من المعلومات الهامة وحسب تلك التحليلات فإن 69% من التغريدات ترسل عبر الهواتف الذكية مع نظام أندرويد للتشغيل ، فيما يستخدم 30% من المغردين ل «داعش» هواتف آيفون، وقال «مورغان» إن تنظيم داعش يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى وبشكل خاص حسابات تويتر لتجنيد الشباب وللتحريض والتخطيط لاعتداءات إرهابية، مشددا على ضرورة إعارة وسائل التواصل الاجتماعى أهمية خاصة. ففى المعدل يملك كل داعشى حسابا خاصا به على التويتر ولكل حساب متابعون يصل عددهم فى المعدل إلى 100 شخص أى لكل داعشى أنصار يروجون أخباره. وأظهرت تلك المراقبات لحسابات تويتر «داعش» وأنصارهم حقائق ومعلومات هامه فى الحرب على الإرهاب وأماكن تواجد الداعشيين فى مختلف أرجاء العالم من خلال مراقبة حسابات التنظيم وأنصاره، وهو ما يتطلب من الأجهزة الأمنية والمخابراتية أن تهتم بالمعلومات المتوفره على حسابات التويتر فهو غنى بالمعلومات وأن تركز تحقيقاتها ومتابعتها على هذه الدول التى تحتضن الإرهابيين وأنصارهم فى أوروبا والعالم العربى. مصدرالمعلومات من جهته يرى العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية أن مواقع التواصل الاجتماعى خاصة تويتر أصبح من المصادر الهامة والمهمة فى توفير المعلومات خاصة المتعلقة بمحاربة الإرهاب. وقال أننا طالبنا ولانزال نطالب بمراقبة حسابات مواقع التواصل الاجتماعى وتويتر، والأجهزة الأمنية والمخابراتية فى مختلف أرجاء العالم تتابع حسابات الأشخاص الذين يتبنون أفكارا متطرفة وإرهابية وكذلك الصحفيون والإعلامييين فهم يتابعون صفحات وحسابات جماعة الإخوان لاستقصاء المعلومات عن تحركاتهم التحريضيية خاصة فى المناسبات التى يودون إفسادها، وكذلك الأمر أجهزة المخابرات العالمية وعلى رأسهما الولاياتالمتحدةالأمريكية فهى تتوصل إلى معلوماتها من خلال مراقبة الاتصالات والحسابات على الإنترنت وذلك باعتراف ادوارد سنودن الذى كان يعمل فى المخابرات الأمريكية وأقر أنها تراقب اتصالات وحسابات العديد من الأشخاص فى كافة دول العالم. ومن جانبه قال اللواء أسامة همام وكيل جهاز المخابرات الأسبق انه من الضرورى أن نتحرى الدقة من تلك المعلومات خاصة أننا نعيش هذه الأيام حروب الجيل الرابع، محذرا من أن تكون هذه المعلومات موجه أو مقصود منها أهداف معينة. وأضاف أن داعش يستغل هذه الصفحات فى الترويج لنفسه حيث ينشئ الشخص أكثر من صفحة ويقوم بنشر أخبار مؤيدة للتنظيم وتدافع عن افكارة المتطرفة، مشددا على ضرورة ألا نعول على هذه المعلومات فى الحرب على الإرهاب فقد تكون لها أجندات معينة أو لها أبعاد أخرى. وأكد أهمية أن يكون للمعلومة أكثر من مصدر وألا نبنى على معلومات من مصدر واحد فقط، وأوضح أن أجهزة المخابرات المصرية تستقصى الخبر من أكثر من مصدر، مطالبا الإعلاميين والصحفيين بأن يتحروا الدقة فى نشر الأخبار والمعلومات. بدوره أكد أحمد بأن الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أن تنظيم داعش يمتلك 40 ألف حساب على تويتر فضلا عن الآلاف من المتعاطفين والمؤيدين وللأسف فإن إمكانيات أى دولة لاتسمح بمراقبة هذه الأعداد الرهيبة من الحسابات من دون تعاون دولى خاصة مع الدول التى تمتلك شركات مراقبة، مشددا على ضرورة أن تكون هناك استراتيجية موحده بين كافة دول العالم لمواجهة الإرهاب خاصة بعد أن أصبح التنظيم ورقة مساومة سياسية تستخدمها بعض الدول لصالحها، مشيرا إلى أن عدم وجود استراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب وتنسيق دولى يزيد من انتشار الظاهرة. وطالب بضرورة أن تتكاتف الدول لمواجهة هذه الظاهرة وأن يتم التنسيق وتبادل المعلومات فيما يخص مراقبة الاتصالات وتحركات عناصر التنظيم وحساباتهم الشخصية والمتعاطفين معهم، مضيفا أن هذه الإجراءات تحد من وقوع العديد من الهجمات الإرهابية.