الدهشة المحيطين به من سر ابتسامته الدائمة.. والتغيير المفاجئ فى معاملته مع جاره بعد سجل ملىء بالتراشق من الألفاظ النابية، بسبب الحديقة المواجهة لشرفات شقتهما.. ويدعو جاره الآن للوصول إلى حل من خلال حوار هادئ.. وتعجب صديقه فى العمل عندما شاهده مصادفة يمسك بأحد الفراشين وهو يسرق مبلغًا من المال من درج مكتبه، ثم يأخذه بعيدًا عن الناس وينصحه بصوت منخفض ويمنحه المبلغ على سبيل الاقتراض.. وسبب تعجب صديقه أنه كان ينهر السعاة بحدة شديدة لأتفه الأشياء.. ومعاملته أيضا مع أسرته تحولت إلى النقيض، وفسّرت زوجته طبيبة أمراض النساء سر تغير مشاعره وسلوكه المفاجئ إلى الأفضل بعد عملية زراعة القلب له من أحد المتبرعين فى الخارج. والسؤال: هل يعنى أن القلب المسئول الأول عن التفكير وضبط السلوك؟.. مع أن المعلوم لدينا علميا أنه مضخة للدم حيث يضخ فى اليوم الواحد ثمانية أمتار مكعبة من الدم إلى كافة أنحاء الجسد.. وبحسبة بسيطة عندما يبلغ الإنسان السبعين عاما يكون ضخ مليون برميل من الدم.. وفى نفس الوقت نعلم أنه مقصد الشعراء ورمز العشاق وينزف حزنا ويشتعل كراهية وحقدًا ويقسو ويتحجر أمام المشاعر الإنسانية.. وغالبية العلماء والباحثين يؤكدون أن الدماغ هى المنوط بها التفكير والتدبر.. رغم أن صحيفة واشنطن بوست نشرت قصة رجل زرع له قلب صناعى يشكو من أنه يفقد الشعور بالحب أو الكراهية حتى أحفاده لا يحس بهم بعد العملية، وبدأ لا يهتم بالحياة ولا بالمال ويراوده كثيرًا التفكير فى الانتحار.. مما يشير إلى أن الدماغ مجرد عامل مساعد أما رئيس مجلس إدارة الجسد فهو القلب.. والدليل الثانى على صحة هذا القول حكاية إعاقة طفل من الحركة بعد إجراء عملية زراعة قلب له من طفل متوف.. واكتشف طبيبه أن الأخير كان يعانى من خلل فى الجانب الأيسر من الدماغ رغم أن الطفل الأول كانت حركته طبيعية.. مما يثبت أنه كان هناك خلل ما فى القلب وليس فى الدماغ.. وتعال معى أيضا إلى تلك المرأة الشاذة جنسيا التى زرع لها قلب من سيدة متوفية وفجأة أصابت الدهشة رفيقاتها بأنها ترفض السحاق وبدأت تنفر منهن.. وكانت فى السابق تعشق الوجبات السريعة وسرعان ما تخلت عنها.. وكل ذلك دفع كثير من العلماء فى الوقت الحالى إلى تغير نظريتهم بأنه مجرد شرايين لضخ الدم.. ومنهم اعتراف الدكتور «جاك كوبلاند» الذى أشرف على أكثر من 700 حالة زراعة قلب ووجد تغيرات فى شخصياتهم جذرية، قال هناك شىء ما فى القلب نجهله.. وبعد ذلك أنشأت مراكز بحثية تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ.. حيث قال الدكتور «أندرو أرمور» إن هناك دماغا شديدة التعقيد داخل القلب. فإنها البشرى للإنسانية لما حدث من تغييرات فى الشخصية لكى نرى قريبا المدينة الفاضلة ويتحول الحلم إلى حقيقة بعد انتشار القتلة وسفاكى الدماء والمرتشين واللصوص والحاقدين وأصحاب الفكر المتطرف.. فيمكن أن نستبدل قلوبهم بأخرى صالحة، ولكن أعتقد أننا لن نجد ما يكفى من قلوب متبرعين صالحين.. فقد صدق رسولنا الكريم ?: «ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب» فهل يمكن أن نبدل قلوب رجال داعش وأمثالهم؟.. فلا تتعجب أيضا إذا قلت لك إن قلبك مسئول عن سمعك ولسانك، فصدق الله تعالى . حتى أن السمع الحسى مسئول عنه.. فقد اكتشف أحد الأطباء أن مريضًا فقد سمعه بعد عملية زراعة قلب نتيجة أن المتبرع كان يعانى من فقدان السمع بسبب خلل فى عضلة القلب لم يكن واضحا. N وأخيرًا لا يسعنا القول إلا كما قال رسولنا ?: «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك».