وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة انعقدت فى العاصمة الفرنسية باريس قمة المناخ بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى وبمشاركة 150 من زعماء دول العالم، حيث شهد المؤتمر أكبر تجمع دبلوماسى فى تاريخ فرنسا وقد تحولت باحة المعارض فى منطقة (لوبورجيه) الفرنسية إلى حصن وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية بعد اعتداءات 13 نوفمبر الدامية التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس وفى ظل إعلان حالة الطوارئ كان انعقاد المؤتمر للتوصل إلى اتفاق تاريخى للحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى فى الوقت الذى تعهدت فيه 20 دولة بمضاعفة استثماراتها التكنولوجية النظيفة خلال السنوات الخمس القادمة..وفى باحة المعارض فى لوبورجيه استقبل الرئيس الفرنسى أولاند ومعه بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين والصينى شى جين بينغ وسط إجراءات أمنية مشددة شارك فيها 2800 من قوات الشرطة الفرنسية حيث جاء انعقاد قمة المناخ بعد 17 يوما من هجمات باريس الدموية جاء ذلك فى الوقت نفسه الذى شهدت فيه ساحة الجمهورية (لاربوبليك) إبان انعقاد المؤتمر بوسط العاصمة الفرنسية باريس اشتباكات عنيفة بين الشرطة وآلاف المتظاهرين والتى وصفها أولاند ب «المخرّبة» لأن من يتظاهرون ليس لهم علاقة بالمدافعين عن البيئة. فى كلمته أمام قمة التحديات المناخية والحلول الأفريقية، قال الرئيس السيسى: أود بداية أن أتوجه بالشكر إلى فخامة الرئيس الفرنسى على دعوته الكريمة لحضور تلك القمة المهمة التى نتناول خلالها عددًا من القضايا الحيوية المتعلقة بجهودنا المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية.. كما نعرب مجدداً عن أملنا فى أن يحقق مؤتمر تغير المناخ أهدافه المنشودة، بما يتناسب مع حجم التحديات التى تواجهنا جميعًا دون استثناء. ويُسعدنى أن أتناول بإيجاز ما تبذله القارة الأفريقية من جهود حثيثة من أجل تعزيز استخدامات الطاقة المتجددة فى دول القارة، بما يتسق مع التحركات الدولية لمواجهة تحديات تغير المناخ، ومع خططنا لتحقيق التنمية المستدامة؛ فمنذ تشرفى بتولى رئاسة لجنة القادة الأفارقة حول تغير المناخ فى العام الماضى، حرصتُ على دفع الجهود الأفريقية المبذولة لتطوير وبلورة مبادرة شاملة حول الطاقة المتجددة فى أفريقيا، وفى هذا الصدد، قمنا فى مصر خلال الفترة الماضية بتنظيم عدد من الفعاليات المهمة بمشاركة مفوضية الاتحاد الأفريقى ومجموعة المفوضين الأفارقة، وبالتعاون مع شركائنا الدوليين والإقليميين مثل البنك الدولى وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة وبنك التنمية الأفريقى. وقد ساهمت تلك الفعاليات فى وضع إطار شامل للمبادرة بحيث تعكس حجم وقوة التحديات التى تعانيها الدول الأفريقية جراء التغيرات المناخية، لا سيما أن إفريقيا هى الأكثر تأثراً بتلك التغيرات رغم كونها الأقل إسهاماً فى الانبعاثات الضارة بالبيئة. ولقد حرصنا أن تتضمن المبادرة الآليات اللازمة للنهوض الفعلى بالقدرات التصنيعية والتكنولوجية فى مجال الطاقة المتجددة فى أفريقيا، وذلك من خلال الدعم اللازم من شركائنا من الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة والقطاع الخاص العالمى، فضلاً عن إيلاء المبادرة الأهمية اللازمة لحصول الدول الأكثر احتياجاً فى قارتنا على الطاقة. كما راعينا أن توفر المبادرة خيارات عديدة وجاذبة للدول المتقدمة والقطاع الخاص العالمى للاستثمار فى تطوير وتنمية الطاقة المتجددة بدول القارة، فضلاً عن ضمانها للتنسيق مع باقى المبادرات الدولية الأخرى المُقدَمة فى هذا المجال، من أجل تحقيق التكامل فى جهودنا الدولية وتجنب الازدواجية والتضارب. ولقد ارتأيت إحاطتكم بالأهداف الأساسية للمبادرة، والتى نعمل على صياغة كافة تفاصيلها فى المستقبل القريب، لكى أبرز حرص الدول الأفريقية على لعب دور بناء ومؤثر فى التحركات الدولية الرامية للتصدى لتحديات تغير المناخ. وكما ذكرت فى بيانى أمس أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، فإننى أطالب المجتمع الدولى، وخاصة الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية والقطاع الخاص العالمى، بتقديم الدعم الكامل لهذه المبادرة من حيث التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات البشرية والمؤسسية، علماً بأنها المبادرة الوحيدة التى تربط بشكل مباشر بين زيادة معدلات التنمية فى القارة من جانب، والمساهمة فى الجهود الدولية للتصدى لتغير المناخ من جانب آخر. وفى كلمته أيضا أمام الدورة (21) لمؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ، قال الرئيس السيسى: أتوجه بالشكر إلى فخامة الرئيس الفرنسى على دعوته الكريمة وكرم الضيافة وحسن تنظيم المؤتمر.. كما أتقدم بخالص التعازى للقيادة والشعب الفرنسى فى ضحايا الحوادث الإرهابية الآثمة التى شهدتها باريس، ونجدد إدانتنا القوية لتلك الحوادث .. كما نعرب عن تضامن مصر التام مع فرنسا فى حربنا المشتركة ضد الإرهاب بكافة أشكاله.. إننا نجتمع اليوم فى لحظة فارقة يشهد فيها العالم تحديات متزايدة فى مقدمتها انتشار الإرهاب.. مما يتطلب التكاتف الدولى من أجل تحقيق آمال شعوبنا فى حياة آمنة ومستقرة .. يساهم فيها التوصل إلى اتفاق دولى طموح ومستدام.. ومتوازن لمواجهة تحديات تغير المناخ.. ولقد شاركنا جميعا، منذ أشهر قليلة بنيويورك.. فى اعتماد أجندة دولية طموحة تستهدف تحقيق التنمية المستدامة .. والقضاء على الفقر.. ولن يكتمل جهدنا المبذول فى هذا الصدد دون التوصل إلى اتفاق دولى يتصدى بقوة لتغير المناخ ويحقق التوازن المأمول بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على البيئة .. ويوفر ظروفا أفضل لإقرار السلم والأمن الدوليين. لقد لعبت مصر، وما تزال، دورًا بناء فى مختلف الجولات التفاوضية حول تغير المناخ.. وصولا إلى مؤتمرنا هذا.. اضطلاعا بمسئولياتها فى تمثيل القارة الأفريقية.. وتعبيرًا عن وحدة الصف الأفريقى حيث تتحدث جميع الدول الأفريقية بصوت واحد للدفاع عن مصالح القارة وتحقيق الرخاء لشعوبها.. فأفريقيا هى الأقل إسهامًا فى إجمالى الانبعاثات الضارة.. والأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ.. ولذلك ينبغى أن تشمل أى تدابير للمرونة فى الاتفاق الدول الأفريقية إلى جانب الدول الأقل نموًا والدول النامية المكونة من جزر صغيرة. كما تطالب إفريقيا بالتوصل لاتفاق دولى عادل وواضح.. نلتزم به جميعا.. ويتأسس على التباين فى الأعباء ما بين الدول المتقدمة والنامية.. وفى إطار المسئولية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية.. ووفقا لمبادئ وأحكام اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ.. وأن يحقق الاتفاق المنشود توازنا بين عناصره المختلفة.. فمن غير المقبول أن ينصب التركيز على عنصر الحد من الانبعاثات الضارة.. دون أن يقابله اهتمام مماثل بباقى العناصر.. خاصة ما يتعلق بتعزيز قدرات الدول النامية على التكيف مع التغيرات المناخية.. وتوفير التمويل والدعم الفنى والتكنولوجيا الحديثة.. مع أهمية أن يشمل الاتفاق هدفا عالميا حول التكيف.. ويضمن الالتزام بألا تزيد حرارة الأرض عن 1.5 درجة مئوية، وعدم تحويل عبء خفض الانبعاثات من الدول المتقدمة إلى الدول النامية بما يمكن الدول الأفريقية والنامية من تخفيف الانبعاثات الضارة.. وتحقيق التنمية المستدامة. كما أدعو المجتمع الدولى إلى دعم الجهود التى تقوم بها مصر على المستوى الوطنى فى هذا المجال.. إذ استوفت مصر وكل الدول الإفريقية التزامها بتقديم مساهماتها وخططها الوطنية الطموحة لمواجهة تغير المناخ .. وقد أقرت مصر قبل انعقاد المؤتمر خطة وطنية شاملة للتنمية المستدامة حتى عام 2030. وقد توجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى مقر انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ، حيث كان فى استقباله الرئيس الفرنسى «فرانسوا أولاند»، وعقد الرئيسان اجتماعًا ثنائيًا، رحّب فيه أولاند بالرئيس السيسى، مشيدًا بالمواقف المصرية الداعمة لفرنسا فى مواجهتها للإرهاب، ومثنيا على الدور الذى تقوم به مصر لمكافحته على كافة الأصعدة، باعتبارها أحد أهم ركائز الأمن والاستقرار فى منطقتيّ الشرق الأوسط والمتوسط.. وأدان الرئيس الفرنسى الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها مصر. وقد أعرب الرئيس عن خالص التعازى للرئيس الفرنسى فى ضحايا الهجمات الإرهابية التى وقعت فى باريس فى 13 نوفمبر الجاري، مؤكداً على أن الإرهاب لادين ولا وطن له، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال الآثمة بعيدة تمام البُعد عن الدين الإسلامى بتعاليمه السمحة التى تحض على الرحمة والتسامح، والتعارف وقبول الآخر. وأشاد الرئيس الفرنسى بالتنامى الملحوظ الذى تشهده العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة فى المرحلة الراهنة، مؤكداً على أهمية مواصلة العمل لتحقيق المزيد من توثيق العلاقات بين البلدين، ومعرباً عن تطلعه للقيام بزيارة مصر بغية التباحث بشأن كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وتحقيق المزيد من دعم وتنمية العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات. وقد وجه الرئيس السيسى التهنئة للرئيس الفرنسى على تنظيم مؤتمر تغير المناخ، مشيدًا بالمشاركة الدولية الواسعة التى يشهدها. وفى هذا السياق، أعرب الرئيس الفرنسى عن ثقته فى حيوية الدور الذى تقوم به مصر لإنجاح أعمال المؤتمر. وقد أكد السيد الرئيس حرص مصر على خروج المؤتمر بنتائج إيجابية تحقق طموحات الدول الإفريقية التى تتولى مصر مهمة التعبير عن مصالحها فى التكيف مع التغيرات المناخية والتحول نحو التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، والتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن لاسيما أن إفريقيا تُعد القارة الأقل إسهاماً فى الانباعاثات الحرارية، والأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ. وعلى الصعيد الإقليمي، تناول اللقاء تطورات الأوضاع الإقليمية، ولاسيما على الساحتين السورية والليبية، حيث توافقت الرؤى على أهمية تسوية الأزمات فى المنطقة للحيلولة دون انتشار التنظيمات الإرهابية وامتداد تأثيرها، والحفاظ على حقوق شعوب المنطقة فى التنمية والتقدم والاستقرار. وأكد السيد الرئيس على أهمية مكافحة التنظيمات الإرهابية فى كافة تلك الدول، مشيرًا إلى ضرورة إيلاء ذات الاهتمام بمحاربة التنظيمات الإرهابية فى ليبيا والعمل بشكل مباشر من أجل دعم مؤسسات الدولة الشرعية فى ليبيا، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وفى مقدمتها الجيش الليبى والمؤسسات الأمنية لتمكينها من التصدى للتنظيمات الإرهابية، وذلك فى إطار مقاربة شاملة للقضاء على التنظيمات الإرهابية دون انتقائية وفى كافة مناطق تواجدها ونشاطها، وهو الأمر الذى يستدعى توظيف كافة وسائل الاتصال والتقنية الحديثة لمواجهة فكر تلك التنظيمات الهادف إلى تجنيد المقاتلين الأجانب والترويج لأفكارهم المتطرفة. وقد قام الرئيس السيسى بزيارة مقر رئاسة الوزراء، حيث كان فى استقباله رئيس الوزراء الفرنسى «مانويل فالس».. حيث اجتمع مع رئيس الوزراء الفرنسي، حيث أعرب الرئيس مجددًا عن التعازى فى ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة التى تعرضت لها فرنسا، مؤكدًا على تضامن مصر مع فرنسا شعبًا وحكومة فى مواجهة هذا التهديد المشترك. وأوضح السيد الرئيس أن كافة التنظيمات الإرهابية تستقى أفكارها المتطرفة والعنيفة من ذات المصدر. وقد أعرب رئيس الوزراء «فالس» عن تقدير فرنسا للمواقف المصرية التى تعكس تضامنًا حقيقيًا مع بلاده من أجل التصدى لخطر الإرهاب، مؤكداً على أهمية العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين البلدين واِمتدادها عبر التاريخ. كما أعرب الرئيس عن التطلع لمزيد من التعاون بين البلدين فى المجالات ذات الأولوية للاقتصاد المصرى كتوليد الطاقة من المصادر الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية، وتوفير فرص العمل، والارتقاء بطرق النقل. وأكد حرص الحكومة المصرية على العمل لجذب الاستثمارات الأجنبية فى المشروعات القومية العملاقة مثل مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وترحيبها بالشركات الفرنسية للاستثمار فى هذا المشروع العملاق. ومن جانبه أكد «فالس» على أن مصر تُعد ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بل يمتد تأثيرها إلى أوروبا أيضًا، فضلا عن كونها شريكا أساسيًا لفرنسا لتحقيق العديد من المصالح المشتركة. وذكر رئيس الوزراء الفرنسى أن بلاده تولى اهتماماً كبيراً للاستثمار فى مصر والاستفادة من الفرص الواعدة التى تطرحها فى مختلف المجالات. وقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة وزارة الدفاع الفرنسية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى للرئيس وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. وقد عقد السيد الرئيس اجتماعاً مع وزير الدفاع جان إيف لودريان، بحضور قيادات وزارة الدفاع الفرنسية وأعضاء الوفد الرسمى المصري. وقد أعرب الرئيس لوزير الدفاع الفرنسى عن خالص التعازى فى ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة التى تعرضت لها فرنسا، مشيداً بما أظهره الشعب الفرنسى من تضامن وتماسك ساعداه على تجاوز هذه المحنة، ومؤكدًا على تضامن مصر مع فرنسا شعباً وحكومة فى مواجهة هذا التهديد المشترك. من جانبه، أعرب وزير الدفاع الفرنسى عن خالص تقديره للموقف المصرى المُساند لبلاده فى مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن مصر تعد أحد أهم شركاء فرنسا فى منطقة الشرق الأوسط، ومشيدا بدور مصر باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقتيّ الشرق الأوسط والمتوسط. وأكد الرئيس على أهمية تنسيق الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل الأفريقى الذى ما زالت تنشط فيه التنظيمات الإرهابية بالنظر إلى ما تمثله تلك التنظيمات من تهديد خطير على أمن واستقرار القارة الإفريقية بأكملها، وخاصةً فى ضوء الهجمات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها عدة دول إفريقية. وتوافق الجانبان خلال اللقاء على أن الأحداث الإرهابية التى تقع فى أنحاء متفرقة من العالم تعكس أهمية توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتطوير التنسيق وتعزيز التعاون القائم بين الدول من خلال تبنى مقاربة شاملة تضم إلى جانب المواجهات العسكرية والأمنية الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وكذا الجوانب الفكرية والدينية، وذلك من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية من منظور فكرى وأيديولوجي، بما يساهم فى التصدى لظاهرة المقاتلين الأجانب ويحول دون الترويج لأفكارهم المتطرفة. وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى أيضا بزيارة إلى مقر مجلس الشيوخ الفرنسى، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى للرئيس وتم استعراض حرس الشرف. وقد عقد الرئيس اجتماعًا مع رئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشيه، فى حضور عدد من أبرز أعضاء المجلس، ومن بينهم رئيس مجلس الوزراء السابق جان بيير رافاران، وعمدة مارسيليا جان كلود جودان.. حيث أعرب لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسى عن التعازى باسم شعب وحكومة جمهورية مصر العربية، منوهاً إلى أن الشعب المصرى الذى عانى من ويلات الإرهاب يدرك تماماً مدى الألم الذى يستشعره الشعب الفرنسى الصديق. وأكد السيد الرئيس تضامن مصر مع فرنسا على المستويين الرسمى والشعبي، وأهمية العمل معاً لدحر هذا التهديد المشترك. من جانبه، أعرب لارشيه عن تقدير بلاده، حكومة وشعباً، للمواقف المصرية الداعمة لفرنسا وشعبها فى مثل هذه الأحداث العصيبة. وأشاد بما شهدته العلاقات الثنائية من تطور وتنامٍ ملحوظ فى كافة المجالات، منوهاً إلى أهمية تحقيق مزيدٍ من تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين لمواجهة كافة التحديات المشتركة وتحقيق مصالح الشعبين. وفى سياق متصل، أشاد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى بالسياسة الحكيمة التى تنتهجها القيادة السياسية المصرية، والتى كان لها أكبر الأثر فى استعادة مصر لدورها الرائد وموقعها المتميز على الساحة الدولية. وأشاد لارشيه بالعلاقات المتميزة التى تجمع بين البلدين والتى يتعين تنميتها وتعزيزها فى كافة المجالات، ومن بينها الصعيد البرلماني. ووجه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى التهنئة للسيد الرئيس على قرب اختتام المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، معرباً عن اعتزام بلاده تنمية العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب تشكيل مجلس النواب المصرى الجديد. وفى هذا السياق، أكد الرئيس أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين مجلس النواب الجديد عقب تشكيله والبرلمان الفرنسى فى ضوء أهمية تفعيل الجانب البرلمانى فى العلاقات بين البلدين لما له من تأثير إيجابى على دعم تلك العلاقات على المستوى الشعبي، فضلاً عن تعزيز التواصل السياسى والثقافى والإنسانى بينهما، وزيادة الوعى بالظروف والتحديات المشتركة، والتقريب بين الثقافات وتنمية روح التسامح واحترام الآخر. ووجه السيد الرئيس الدعوة لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسى لزيارة مصر على رأس وفد من المجلس للتعرف عن قرب على التطورات المهمة التى شهدتها مصر على الصعيدين السياسى والاقتصادى وكذا لبحث سُبل تطوير العلاقات المصرية-الفرنسية وآفاق تفعيلها، فضلاً عن الاستماع إلى رؤية مصر إزاء الملفات الإقليمية والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وقد عقد الرئيس السيسى بباريس اجتماعا بمقر إقامته مع إيريك ترابييه رئيس مجلس إدارة شركة «داسو» الفرنسية للصناعات الجوية، مشيدًا بالتعاون القائم مع الشركة وقيامها بتزويد مصر بطائرات «الرافال» الفرنسية. وأشار السيد الرئيس إلى أن التعاون مع الشركة يعد تجسيداً لعمق ومتانة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا التى تشهد تنامياً ملحوظاً وطفرة نوعية على مختلف الأصعدة خلال الفترة الحالية، لاسيما على الصعيد العسكري. وأعرب رئيس شركة «داسو» عن تطلعه لتعزيز ومواصلة التعاون مع مصر فى مختلف المجالات، وتزويدها بمختلف الاحتياجات العسكرية والتقنية بما يزيد من قدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار، مشيدًا بدور مصر المحورى والفعال فى تعزيز الأمن والاستقرار داخل محيطها الإقليمي، لاسيما فى ظل تصاعد التهديدات التى تشهدها المنطقة والعالم، وعلى رأسها تحدى الإرهاب. التقى عقب هذا اللقاء بإيرفيه جيوو رئيس مجلس إدارة شركة «دى سى إن أس» الفرنسية العاملة فى مجال الصناعات البحرية. وأشاد رئيس الشركة بمستوى التعاون والتنسيق القائم مع القوات البحرية المصرية، لاسيما فى ضوء صفقات التسليح الهامة التى تم إبرامها مع مصر مؤخراً وعلى رأسها صفقة حاملتيّ المروحيات من طراز «ميسترال» والفرقاطة البحرية متعددة المهام من طراز «فريم». وأكد رئيس الشركة التزامه بمواصلة هذا التعاون، منوهاً إلى الأهمية الاستراتيجية التى تحتلها مصر بالنسبة للشركة فى ضوء التقارب السياسى القائم بين مصر وفرنسا. وأشاد السيد الرئيس بما تقدمه الشركة من دعم عسكرى وفنى للقوات البحرية المصرية، معربًا عن ثقته فى زيادة مستوى التعاون، بما يساعد على الارتقاء بمستوى الصناعات البحرية فى مصر. والتقى أيضا الرئيس عبد الفتاح السيسى بسكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون، الذى بادر إلى تهنئة الرئيس بحصول مصر على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامى 2016-2017، مؤكداً ثقته فى الدور النشط الذى سوف تضطلع به مصر خلال فترة عضويتها فى مجلس الأمن إزاء كافة القضايا ذات الصلة بعمل المجلس. وفى هذا الصدد، أكد السيد الرئيس على اعتزام مصر الاضطلاع بمسئولياتها فى مجلس الأمن، والمساهمة بفاعلية فى كافة القضايا التى يتناولها المجلس، بما يعزز من السلم والأمن الدوليين. وأدان سكرتير عام الأممالمتحدة العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر مؤخرًا، منوهًا إلى أهمية مواجهة الإرهاب من خلال خطة شاملة تتضافر فيها جهود المجتمع الدولى على كافة الأصعدة. وقد أكد السيد الرئيس على أن هذه المقاربة الشاملة يتعين أن تتصدى للبناء الفكرى والأيديولوجى للتنظيمات الإرهابية والعمل على تفنيده وإيضاح المغالطات التى يستندون إليها من أجل استقطاب مزيد من العناصر إلى تلك الجماعات، والتى يتم نشرها على المواقع الالكترونية. وعلى صعيد تغير المناخ، أشار سكرتير عام الأممالمتحدة إلى أهمية مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ باعتباره حدثا عالميا يشهد أكبر مشاركة دولية على مستوى العالم، معولا على دور مصر فى إنجاح المؤتمر وضمان خروجه بنتائج إيجابية. وفى هذا السياق، أكد السيد الرئيس أن مصر تبذل قُصارى جهدها من أجل إنجاح المؤتمر، والتوصل إلى اتفاق مُنصف ومتوازن يحقق مصالح الدول الإفريقية والنامية والأقل نمواً، وينفذ مبدأ المسئولية المشتركة وتباين الأعباء، ويساعد الدول النامية على تحمل أعباء التكيف مع ظاهرة تغير المناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر. واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مقر إقامته بباريس الرئيس الفلسطينى محمود عباس. وقد أكد خلال اللقاء على الأهمية التى توليها مصر للقضية الفلسطينية ودعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. وأكد الرئيس خلال اللقاء على مواصلة مصر لمساعيها الدؤوبة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، موضحاً أن التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يوجد واقعاً اقليمياً جديداً سيساهم فى توفير البيئة المواتية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار، كما سيقضى على أحد أهم الذرائع التى تستند إليها الجماعات الإرهابية لِضم المزيد من العناصر إلى صفوفها. من جانبه، أكد الرئيس الفلسطينى على أن بلاده تُقدر الجهود المصرية الصادقة والمساعى المُقدرة للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتهدئة الأجواء المتوترة التى تشهدها الأراضى الفلسطينية المحتلة فى الوقت الراهن. وأشاد الرئيس الفلسطينى بالدور المصرى التاريخى فى هذا الصدد وما تقوم به مصر من اتصالات مع القوى الإقليمية والدولية بهدف توفير الحماية للشعب الفلسطينى ودفع جهود استئناف مفاوضات السلام قدماً. كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقر إقامته فى باريس أيضا بفؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق.. حيث أكد الرئيس على متانة العلاقات الأخوية والمتميزة التى تجمع بين البلدين الشقيقين، منوهاً إلى أهمية العمل على دفعها وتطويرها والارتقاء بمختلف مجالات التعاون الثنائى خلال الفترة المقبلة. وأكد الرئيس العراقى اعتزازه وتقديره بدور مصر المحورى كركيزة للأمن والاستقرار فى المنطقة، مشيداً بما تبذله من جهود مُقدرة من أجل تعزيز العمل العربى المشترك. وتناول اللقاء كذلك آخر المستجدات فى المنطقة، حيث اتفق الجانبان على أن الواقع الإقليمى المضطرب يتطلب تضافر كافة الجهود والتحرك العاجل والفعال من أجل نزع فتيل الأزمات التى يشهدها عدد من دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة وسلامة الدول الوطنية، ويساعدها على التغلب على تحدى الإرهاب المتصاعد الذى يتسع نطاقه ويمتد على الساحة الإقليمية والدولية دون تفرقة بين دول وجنسيات وأديان. كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى أيضا بمقر إقامته بباريس أيضا برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسي.. معربا عن خالص تعازيه فى ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة التى تعرضت لها فرنسا، مشيدًا بما أظهرته أجهزة الأمن الفرنسية من مهنية وسرعة فى التعامل مع الأحداث الإرهابية، ومؤكداً تضامن مصر مع فرنسا شعباً وحكومة فى مواجهة هذا التهديد المشترك. من جانبه، أشاد وزير الداخلية الفرنسى بالدور المصرى فى مكافحة الإرهاب، والجهود التى تبذلها مصر من أجل مكافحته ودحره سواء على الصعيد الداخلى أو على الساحتين الإقليمية والدولية. وقد توافقت رؤى الجانبين على أن الأحداث الإرهابية التى وقعت فى أنحاء متفرقة من العالم تعكس أهمية توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتطوير التنسيق القائم بين الدول فى هذا الصدد. كما تناول اللقاء التأكيد على أهمية تبنى مقاربة شاملة للقضاء على التنظيمات الإرهابية من منظور فكرى وأيديولوجي. وقد أشاد السيد الرئيس بالدور الذى يقوم به الأزهر الشريف فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف باعتباره منارة للإسلام الوسطى المعتدل، معرباً عن استعداد مصر للتعاون مع فرنسا من خلال الأزهر الشريف لمقاومة الأفكار المتطرفة، وهو ما رحب به وزير الداخلية الفرنسى. وعلى الصعيد الثنائي، أشاد الرئيس بما وصل إليه مستوى العلاقات بين البلدين من شراكة استراتيجية على كافة الأصعدة، معرباً عن التطلع لتعزيز التعاون الأمنى القائم بين البلدين، وهو الأمر الذى أبدى وزير الداخلية استعداد بلاده لتعزيزه وتطويره مع مصر. والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى إيرينا بوكوفا مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، معرباً عن تقديره للجهود التى بذلتها المنظمة خلال الفترة الماضية من أجل رفع قدرات تأمين المتاحف والمواقع الأثرية فى مصر، فضلاً عن دورها فى مساعدة الحكومة المصرية فى ترميم المواقع الأثرية التى تعرضت للأضرار جراء الحوادث الإرهابية. وأشار السيد الرئيس إلى تطلعه لتعزيز التعاون بين الحكومة المصرية والمنظمة فى مختلف المجالات الثقافية والفكرية، معرباً عن استعداد مصر للمساهمة فى تفعيل عدد من المبادرات العالمية التى أطلقتها المنظمة مؤخراً فى مجاليّ التعليم والتراث، والتى تتفق مع الخطط والجهود المصرية للارتقاء بالمستوى التعليمى والثقافى للمجتمع المصري، وتأهيل الشباب وتزويدهم بكافة أدوات المعرفة لقيادة مستقبل التنمية فى مصر. وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى لقاء مع إيريك ترابييه رئيس مجلس إدارة شركة «داسو» الفرنسية للصناعات الجوية، مشيداً بالتعاون القائم مع الشركة وقيامها بتزويد مصر بطائرات «الرافال» الفرنسية. وأشار السيد الرئيس إلى أن التعاون مع الشركة يعد تجسيداً لعمق ومتانة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا التى تشهد تنامياً ملحوظاً وطفرة نوعية على مختلف الأصعدة خلال الفترة الحالية، لاسيما على الصعيد العسكري. وأعرب رئيس شركة «داسو» عن تطلعه لتعزيز ومواصلة التعاون مع مصر فى مختلف المجالات، وتزويدها بمختلف الاحتياجات العسكرية والتقنية بما يزيد من قدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار، مشيدًا بدور مصر المحورى والفعال فى تعزيز الأمن والاستقرار داخل محيطها الإقليمي، لاسيما فى ظل تصاعد التهديدات التى تشهدها المنطقة والعالم، وعلى رأسها تحدى الإرهاب. عقب هذا اللقاء التقى الرئيس وايرفيه جيوو رئيس مجلس إدارة شركة «دى سى إن أس» الفرنسية العاملة فى مجال الصناعات البحرية. واشاد رئيس الشركة بمستوى التعاون والتنسيق القائم مع القوات البحرية المصرية، لاسيما فى ضوء صفقات التسليح الهامة التى تم إبرامها مع مصر مؤخراً وعلى رأسها صفقة حاملتيّ المروحيات من طراز «ميسترال» والفرقاطة البحرية متعددة المهام من طراز «فريم». وأكد رئيس الشركة التزامه بمواصلة هذا التعاون، منوهاً إلى الأهمية الاستراتيجية التى تحتلها مصر بالنسبة للشركة فى ضوء التقارب السياسى القائم بين مصر وفرنسا. وأشاد الرئيس بما تقدمه الشركة من دعم عسكرى وفنى للقوات البحرية المصرية، معربًا عن ثقته فى زيادة مستوى التعاون، بما يساعد على الارتقاء بمستوى الصناعات البحرية فى مصر.