فى زيارة هى الأولى من نوعها منذ العدوان الإسرائيلى على مصر عام 1967، وقرار المجمع المقدس بعدم سفر الاقباط للقدس المحتلة، توجه قداسة البابا تواضروس الثانى إلى القدس صباح الخميس الماضى على رأس وفد كنسى رفيع المستوى لترأس الصلاة على جثمان نيافة الأنبا ابراهام مطران القدس المتنيح الذى وافته المنية الأربعاء الماضى عن عمر يناهز 73 عاماً.. من جهته أكد القس بولس حليم رئيس المركز الإعلامى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ان زيارة البابا للقدس لا تعدو إلا انها لترأس صلاة الجنازة للمطران الراحل الذى يعد الرجل الثانى فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طبقا للتقاليد الكنسية، ومن هنا كانت له مكانة وأهمية خاصة فى المجمع المقدس، واضاف كان من المفترض ان يتم احضار الجثمان إلى مصر للصلاة عليه فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ولكن بعد فتح وصية المطران اتضح انه اوصى بأن يتم دفنه فى الاراضى المقدسة، ومن هنا تعذر الصلاة عليه فى مصر واضطر قداسة البابا إلى ان يسافر بنفسه إلى القدس لإجراء شعائر الجنازة، خاصة أن المطران الراحل كان قد استقبل قداسة البابا تواضروس فى بداية رهبنته فى دير الأنبا بيشوى، وتوطدت العلاقة بينهما منذ ذلك الحين.. وشدد حليم على ان موقف الكنيسة ثابت ولم يتغير، وهو الالتزام بقرار المجمع المقدس بعدم دخول الاقباط القدس إلا مع إخوتنا المسلمين، مؤكداً على ان الكنيسة تتصرف بدون أى حسابات سياسية، وان عملها رعوى بالدرجة الأولى وخطواتها دينية بحته، فهى تتصرف بمعزل عن المعادلة السياسية.. من ناحية اخرى اكد المفكر كمال زاخر المنسق العام للتيار العلمانى، أن زيارة البابا للقدس تحددها قواعد الكنيسة ونظامها، باعتبار ان المطران الراحل هو الرجل الثانى فى المجمع المقدس، بحكم كونه مطراناً على الكرسى الاورشليمى، وهى الايبراشية مسقط رأس السيد المسيح ومنشأ المسيحية، ولذلك تعطى كرامة أكثر للمطران المسئول عنها، ولهذا لا يتم رسامتة اسقفاً فى البداية كما هو متبع فى الإيبراشيات الاخرى، بل مطراناً مباشرة وهى درجة اعلى فى رتبة الاساقفة، بل ان مطران القدس يتقدم على المطارنة الموجودين بالمجمع المقدس حتى ولو كانوا اقدم منه، لذلك يصبح لزاماً على البابا البطريرك الحضور فى رسامته، وفى الصلاة عليه بعد نياحته (وفاته). وأضاف زاخر أنه لا يمكن قراءة هذا الحدث بمعايير سياسية، لأنه لا يعبر عن موقف سياسى ولا يعد خروجاً عن قرار الكنيسة بمنع السفر إلى القدس، والذى كان يستهدف الزيارات التى تتم فى المواسم الدينية.