كلمة نظام أو «سيستم» كما جاءت فى القاموس تعنى طريقة، كيفية، منظومة، منهج، نسق، نظام، وتحتاج فى شرحها مساحة أكثر مما يستوعبه هذا المكان.. ولكن الملاحظ أن الكل يشكو قائلاً «مافيش سيستم» والبعض يقول ال «سيستم» واقع أو ضائع.. وللأسف تلك هى الحقيقة، ونحن نريد وضع نظام «سيستم» يتعارف عليه الناس ويسيرون على نهجه، نريد طريقًا واضح المعالم كما فى الدول المتقدمة، نريد مقدمات تؤدى إلى نتائج، وبدايات توصل إلى نهايات، لا نريد 95 مليون نظام، حيث لكل مواطن نظامه الخاص، نريد نظامًا عامًا للدولة نصبح كلنا جزءًا منه، ساعتها فقط يمكن أن نتقدم وتصبح لمصر مكانتها بين الأمم. وقد جاءت حكاية المخترع المصرى الشاب مصطفى الصاوى ابن الدقهلية والذى حصل على المركز الأول فى الأممالمتحدة كأفضل مخترع على مستوى العالم لعام 2014 خير دليل على عدم وجود «سيستم» لأن المخترع الشاب لم يجد أى رعاية أو دعم مادى من بلده المحروسة. فاحتضنته دولة الإماراتالمتحدة ومنحته جنسيتها، ومثل الإمارات فى المعرض الدولى الثامن للاختراعات وحصل على المركز الأول والميدالية الذهبية. وقد أعلن المخترع الشاب أنه سيواصل تعليمه بالإمارات فى مدرسة المتفوقين، مشيرًا إلى أن شركة إماراتية تعاقدت معه لتبنى وتنفيذ اختراعه على الفور، موضحًا أنه سيظل بالإمارات بقية حياته لاستكمال اختراعه وتعليمه. وعبّر الصاوى عن استيائه من اتهامات التخوين التى وجهت إليه. حكاية المخترع الشاب تجعلنى أكرر الرسائل لسيادة الرئيس فأقول وأعيد إن مصر لن تنهض بالروتين والبيروقراطية، مصر ستنهض بالإبداع والابتكار، افتح بابك سيادة الرئيس للأفكار الجديدة لشباب المخترعين، ادعم البحث العلمى، فهو سبيل التقدم. وكان وزير البحث العلمى قد صرح منذ فترة بأن ميزانية البحث العلمى لعام 2015 - 2016 «مليار جنيه». وهو ما يمثل نحو نصف فى المائة من الناتج القومى، رغم وجود مادة فى الدستور تنص على ألا تقل ميزانية البحث العلمى عن 1% إلا أن هذه المادة لم يتم تفعيلها فى الموازنة الحالية، وننتظر من البرلمان أن يفعلها فى الموازنة القادمة. أيضًا أشارت القائمة العالمية لجودة البحث العلمى لدول العالم إلى تراجع ترتيب مصر للمركز 129 من بين 148 دولة فى عام 2013. وهو الأمر الذى يحتاج إلى وقفة جادة فى ظل وجود عدد كبير من الجامعات المصرية العريقة ومراكز البحوث العلمية المتخصصة التى تضم عشرات الآلاف من الباحثين، وكذلك هجرة الآلاف من كبار الباحثين المصريين إلى جامعات أمريكا وأوروبا والدول العربية. وأكد على هذه النقطة بالذات الاتحاد العام للمصريين بالخارج والذى كشف عن تعداد علماء مصر فى الخارج والذى بلغ 86 ألف عالم، وأن مصر تأتى فى المركز الأول فى عدد العلماء على مستوى العالم، حيث يوجد 3 آلاف عالم مصرى فى أمريكا فقط فى كافة التخصصات. وللأسف فحتى الآن لا يوجد لدينا منظومة بحث علمى تضعنا فى مرتبة المنافسة، ونحن فى أمس الحاجة لاستراتيجية وطنية للبحث العلمى على مستوى الدولة، فما هو موجود حاليًا عبارة عن برامج معدة بطريقة عشوائية. فالاهتمام بالبحث العلمى أساس النهوض بالاقتصاد الذى هو الأساس لبناء مصر، فبدون البحث العلمى لا ترقى الدول، والتخلف عن ركوب البحث العلمى الحقيقى هو تخلف فى كل شىء.