بعد تنفيذ توجيهات الرئيس:الإسكندرية نجحت فى مواجهة المكنسة وتستعد للنوات القادمة

يبدو أن زيارة الرئيس السيسى المفاجئة للإسكندرية عقب ما تعرضت له من أمطار غزيرة ووصلت لدرجة السيول كان لها فعل السحر على المدينة وسكانها، ومنذ زيارة الرئيس والعمل يجرى لتنفيذ التوجيهات لمنع تكرار الأزمة خلال نوات الشتاء.وقد وجه الرئيس بتخصيص مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لتمويل خطة عاجلة تنفذها الوزارات المعنية بالتعاون مع القوات المسلحة لرفع كفاءة شبكة الصرف الصحى والزراعى بمحافظتيّ الإسكندرية والبحيرة، وتشمل أعمال الإنشاءات وتطهير وتعميق المصارف وتزويد محطات الصرف بالطلمبات وكافة المُعدات اللازمة، فضلاً عن إزالة التعديات على الترع والمصارف، على أن يتم الاِنتهاء من كافة الأعمال خلال فترة تتراوح بين 7-10أيام قبل موعد النوّة التالية وهى نوة المكنسة، وقد ظهرت النتائج بالفعل مع بداية نوة المكنسة يوم الإثنين الماضى والتى كان يترقبها السكندريون بقلق خوفا من تكرار ما حدث فى النوة الماضية، ولكن مرت النوة بسلام ولم تغرق الإسكندرية مرة أخرى وان كان قد حدث تجمعات لمياه الأمطار فى بعض المناطق مثل وادى القمر ومدخل الإسكندرية بالطريق الصحراوى أمام كارفور ولكن تم التعامل مع المياه بسرعة وشفطها وعادت الحياة لطبيعتها خلال ساعات، ووضح أن المسئولين خاصة بالصرف الصحى كانوا على استعداد للتعامل مع النوة بسرعة.
وكان للقوات المسلحة ممثلة فى المنطقة العسكرية الشمالية بقيادة اللواء أركان حرب محمد الزملوط الدور الأكبر فى المعالجة السريعة لآثار الأزمة حيث تحركت معداتها لتشفط المياه من الشوارع وتفتح المصبات الموجودة بالكورنيش وتزيل التعديات على مصرف المطار وتساهم فى إصلاح ما أفسدته الأمطار، وتحركت أيضا شركة الصرف الصحى بالإسكندرية لمحاولة عبور الأزمة، وكان للمحافظة أيضا جهود فى التنسيق بين الجهات المختلفة لتخطى الأزمة وتفادى تكرارها مرات أخرى خاصة أن فصل الشتاء لم يبدأ رسميا حتى الآن، ومع التحذيرات المتعددة للأرصاد الجوية من تصاعد احتمالات سقوط أمطار غزيرة طوال فصل الشتاء على محافظات مصر المختلفة بشكل عام وعلى الإسكندرية بصفة خاصة وبطريقة أكثر غزارة، وإعلانهم أن مصر دخلت إلى حزام الأمطار.
د.سعاد الخولى نائبة محافظ الإسكندرية ذكرت أنه فى أطار تنفيذ توجيهات الرئيس فقد تم عمل حصر مبدئى للمتضررين من السيول وتبين تضرر10 قرى، وحوالى 3842 فدان أرض زراعية و3864 حائزًا من الفلاحين، وهو حصر مبدئى قابل للتعديل بعد الحصر الفعلى، حيث تم جمع تلك الإحصائيات من واقع سجلات الجمعيات الزراعية لتعذر دخول اللجنة المنوط بها الحصر إلى الأماكن الغارقة والمحاطة بالمياه، وتم رفع تقرير إلى رئاسة الوزراء للإعداد لصرف التعويضات. كما أجرت القرعة العلنية لتسكين متضررى الأمطار والصرف الصحى بمنطقة شدس التابعة لحى شرق، بمقر مديرية الشباب والرياضة فى سموحة وتم توزيع عقود الوحدات السكنية الجديدة على الأهالى وقالت «الخولى» إنه تم توفير 32وحدة بزاوية عبد القادر «تعاونيات مبارك» التابعة لحى العامرية بدلا من 32 مأوى لمتضررى مساكن شدس التى غرقت فى مياه الأمطار خلال النوة الأخيرة، وتبلغ مساحة الشقة 68 مترا وتتوافر بها جميع الخدمات من غاز وكهرباء ومياه وتبلغ تكلفة الشقة الواحدة 71.5 ألف جنيه تسدد من خلال أقساط شهرية 150جنيها لمدة 40 سنة، مشيرة إلى أنه جار التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى لسداد الأقساط فترة محدودة لحين تحسن ظروف المتضررين، وتوفير المستلزمات الأساسية لهم. وأكدت الخولى أنه بناء على توجيهات رئيس الجمهورية تم الاتفاق مع الهيئة العربية للتصنيع لشراء معدات صرف صحى من نافورات وطلمبات وعربات الكسح وبدالات بالأمر المباشر نتيجة للخطورة القصوى وسيتم إحضارها فى فترة تتراوح بين 10و15 يوما. وتطوير مصبات الأمطار على الكورنيش وإعادة فتح المغلق منها وواصلت محافظة الإسكندرية، تنفيذ تطوير مصبات مياه الأمطار على الكورنيش، وذكرت أنه يوجد 57 مصبا لمياه الأمطار على كورنيش الإسكندرية، تم إعادة فتح 11 منها مغلقة منذ 20 عاما بسبب أعمال توسعة الكورنيش والحواجز الغاطسة لحماية الشواطئ، وجار إعادة تعميق وإعادة فتح 3 مصبات أخرى لمنشآت سياحية وأندية على الكورنيش.
اجتماعات يومية بالمحافظة:
وتعقد القيادات التنفيذية بمحافظة الإسكندرية اجتماعات يومية بالتنسيق مع القوات المسلحة، لمتابعة الموقف والجهود المبذولة أول بأول لتنفيذ توجيهات الرئيس فى حل الأزمة. وناقشت الدكتورة سعاد الخولى محافظ الإسكندرية بالإنابة استعدادات كافة الأجهزة والإدارات لمواجهة أزمات نوات المطر القادمة والإطلاع على خطط التعامل العاجلة للتصرف مع الأزمة فى حينها للربط بين جميع الأجهزة بعضها البعض، ومحاولة تفادى ما حدث فى المرات السابقة واستمعت إلى استعدادات كل مديرية والخطط السارية والبديلة لكل من الصرف الصحى والرى الكهرباء والمياه والصحة والمرور والطرق والزراعة والتضامن الاجتماعى لمواجهة الأزمة ووضع حلول عاجلة للمشاكل التى تواجههم وكذا الاستماع إلى الحلول المطروحة من الإدارات. وجهت الخولى برفع الاستعدادات وحالة الطوارئ بكل مديرية وإدارة وتشكيل غرف عمليات بها لتلقى الشكاوى والعمل على مدار 24 ساعة، مؤكدة على ضرورة التعامل مع البلاغات فى خلال 30 دقيقة وإذا تم التأخير فى التعامل يتم إبلاغ غرفة العمليات الرئيسية فورا. وطالبت الخولى بعمل بيان بعدد جميع عربات الصرف الصحى المتمركزة فى كل الأحياء ويشرف عليها رئيس الحى مباشرة بالإضافة إلى الاستعانة بالعربات الخاصة بالجيش والشرطة وقالت إنه تم تحديد الأماكن الساخنة للتعامل الفورى معها، وأمرت الخولى بأن يكون هناك مرور يومى على مدار الساعة بالتنسيق مع المتابعة والحى للوقوف على حالات كافة الشوارع لحظة بلحظة وخاصة الأماكن الساخنة والمتوقع حدوث مشاكل بها، ومعاينة مديرية الطرق لجميع الشوارع بالتنسيق مع المرور. وطالبت الخولى من اللجنة المكلفة بسرعة الانتهاء من الحصر النهائى لحالات التضرر بجميع القرى المتضررة من مياه صرف الرى أو الصرف الصحى أو الأمطار وحصر جميع الحيازات الزراعية المتضررة وعمل بحوث اجتماعية لتوفير جميع المستلزمات الأساسية للأهالى المتضررة.
وشنت محافظة الإسكندرية بالتنسيق مع القوات المسلحة حملة بمرافقة قوة من الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية ومديرية أمن الإسكندرية وحى شرق، لإزالة التعديات الواقعة على مصرف داير المطار. حيث تسببت فى ضيق مسار المصرف وما ينتج عنه من ارتفاع منسوب المياه متسببة فى إحداث أضرار جسيمة للأرواح والممتلكات وتعريض حياة المواطنين للخطر وتسببت فى غرق منازل عزبة المطار حيث تمت الإزالة بالتفجير الذى نفذته ضباط الشعبة الهندسية للمنطقة الشمالية العسكرية حيث تمت إزالة العقارات المبنية بالتعدى على المصرف حيث تم إخلاء الوحدات المشغولة بها وتنفيذ قرارات الإزالة.