جاءت مبادرة الكنيسة القبطية والتى حملت عنوان «عظيمة يا بلدى» بدعوة المصريين فى الداخل والخارج لقضاء إجازتهم فى مصر، بمثابة طوق النجاة والحل الأمثل لمواجهة الحملة الغربية الشرسة ضد السياحة المصرية، وفى الوقت الذى أشاد بالمبادرة معظم الخبراء السياحيين معربين عن أملهم فى أن تخفف من حدة الأزمة، وأكدوا على ضرورة تضافر جميع الجهود فى الدولة والقطاع السياحى لكى تحقق المبادرة هدفها المنشود.فى البداية أكد القس بولس حليم رئيس المركز الإعلامى للكنيسة القبطية أن المبادرة جاءت من منطلق الدور الوطنى والتاريخى للكنيسة، فهى دائمًا متفاعلة وشاعرة بالوطن ومنشغلة بأموره، ومن هذا الإطار فإن الكنيسة أطلقت مبادرتها بدعوة المصريين فى الخارج أن يأتوا لزيارة مصر ملتقى الحضارات.. مصر التى وهبها الله الطبيعة الخلابة الساحرة، وهو ما يشجع الكل على السياحة إلى مصر، فضلاً عن أن سياحة المصريين بالخارج إلى مصر سوف يربط أبناء الجيل الثانى والثالث بمصر، وأضاف أن الكنيسة تدعو المصريين فى الداخل الذين لديهم خطط للسفر إلى الخارج، أن يتوجهوا لقضاء إجازتهم فى الداخل دعمًا للاقتصاد المصرى وتوفيرًا للعملة الصعبة. وأكد حليم أن المركز الإعلامى للكنيسة القبطية سوف يطلق حملة دعائية إعلامية عن الأماكن الخلابة الموجودة فى مصر والتى تجذب السياح للترويج للسياحة فى مصر. وأضاف لدينا منسقون فى الخارج، وتم إبلاغ إيبراشيتنا هناك بتفاصيل المبادرة، وبالصدفة كان لدينا وفد من هولندا بقيادة الأنبا أرسانى أسقف هولندا مع مجموعة من الشباب، وسوف يتم تنظيم رحلات سياحية لهم لمشاهدة الأماكن السياحية والدينية فى مصر تشجيعًا للسياحة المصرية، مشيرًا إلى أنه بالفعل قامت الكنائس المصرية فى الخارج بإعلان المبادرة، وسوف يتم تشجيع المصريين أثناء القداسات الأسبوعية على قضاء إجازتهم فى مصر. ووجه حليم رسالة للمصريين جميعًا سواء داخل أو خارج مصر، قائلاً: مصر بلد عظيمة ذات حضارة عريقة تحتاج إلى دعم كل مصرى موجود فى أى مكان فى العالم، ويجب علينا كمصريين أن ننهض ببلدنا ونجعلها أحسن بلد فى الدنيا. وأضاف: كنت أود أن تتكاتف الدول لمساندة مصر فى انطلاقاتها فى التنمية الاقتصادية ودعمها فى محاربة الإرهاب، ولكننا نثق فى وعى المصريين فى القيام بهذا الدور لدعم مصر. من جهته أكد الخبير السياحى وجيه رءوف صاحب إحدى شركات السياحة، أنهم بدأوا بالفعل فى إعداد برامج سياحية للمصريين المقيمين فى الخارج لزيارة مصر، مشيرًا إلى أن ما سوف يساعد فى نجاح هذه الحملة هو أن أسعار الزيارات فى الأماكن السياحية والأثرية للمصريين أرخص من الأجانب، وبالفعل استجاب لدعايتنا بعض العائلات المصرية المقيمة فى الخارج باستراليا وكندا وقرروا قضاء إجازات الكريسماس ورأس السنة فى مصر. ووصف رءوف مبادرة قداسة البابا تواضروس بأنها فعالة جدًا، معربًا عن أمانيه بقيام الايبراشيات التابعة للكنيسة القبطية فى الخارج بالتعاون مع شركات السياحة لتنظيم رحلات للمصريين المقيمين هناك للسياحة فى مصر، وأضاف أنه يمكن من خلال هذا التعاون استقدام أفواج من المصريين بالخارج للسياحة داخل مصر، وهو ما يمكن معه الحصول على أسعار خاصة عند حجز الفنادق التى تمنح أسعارًا مخفضة للأفواج المنظمة. وأشار رءوف إلى أن المستهدف هو جذب المصريين المقيمين فى الخارج للسياحة داخل مصر جذبًا للعملة الصعبة، وفى نفس الوقت تشجيع مصريى الداخل على السياحة الداخلية منعًا لتسرب العملة الصعبة خارج البلاد فى هذا التوقيت الصعب التى تحتاج فيه البلاد لكل دولار، مؤكدًا أن إقبال المصريين على السياحة الداخلية سوف يساعد شركات السياحة والفنادق على الحفاظ على العمالة لديها وتغطية المصاريف وزيادة نسبة الإشغالات الفندقية فى هذه الفترة الصعبة. وشدد رءوف على أن مصر تعاقب سياسيًا من أمريكا وأنجلترا والدول الأوروبية، وأضاف مع ذلك فإن المصريين يمكن أن يواجهوا هذه الحملة الشرسة ضد بلادهم ويقفوا بجانبها فى هذا التوقيت، خاصة أن لدينا 10 ملايين مصرى مقيمين فى الخارج لو جاء نصفهم لامتلأت الفنادق داخل مصر، فالأمل الآن هو سياحة المصريين المقيمين سواء داخليا أو خارجيا إلى مصر، لإنقاذ صناعة السياحة فى مصر. من جهته وصف رامى صادق صاحب إحدى شركات السياحة مبادرة «عظيمة يا بلدى» التى أطلقتها الكنيسة بأنها مبادرة جيدة لدعم السياحة فى مصر، مضيفًا بأنهم سيقومون بالتركيز على الدعاية لجذب المصريين للسياحة داخل مصر فى الفترة القادمة. وأضاف صادق أن أهم ما يعوق سياحة المصريين سواء المقيمين فى الداخل أو الخارج لقضاء إجازتهم فى مصر هو التكلفة المرتفعة، خاصة مع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران حتى الداخلى منها، بالإضافة إلى أن أسعار الحجوزات فى الفنادق للمصريين تكون أعلى من مثيلتها للأجانب الذين يأتون فى أفواج سياحية بأسعار مخفضة، وبالتالى فإن هذه الأسعار المرتفعة لن تكون عامل جذب للمصريين، بالإضافة إلى أن هذا التوقيت داخل مصر هو موسم للدراسة وامتحانات منتصف العام، مشيرًا إلى أنهم يقومون حاليًا بالدعاية لاستهداف المصريين الذين تتناسب إجازتهم وإجازات أبنائهم مع إجازة رأس السنة وأعياد الميلاد، كما يمكن عمل دعاية وسط الجاليات الأجنبية داخل مصر لحثهم على السفر إلى شرم الشيخ والتركيز على أنها آمنة وأن الإجراءات الأمنية سواء فى سيناء أو مطار شرم الشيخ كافية لتأمين أى سائح سواء مصرى أو أجنبى. من جهته أكد الخبير السياحى ماركو لويس أن تنفيذ مبادرة الكنيسة يتطلب نوعًا من التعاون بين الجهات المختصة مثل وزارة السياحة والآثار والطيران والمحليات لخلق بيئة مناسبة لتمكين شركات السياحة والفنادق من جذب السائحين سواء المصريين أو الأجانب، مشددًا على أن مصر لديها عناصر جذب سياحية ليست موجودة فى أى مكان فى العالم، سواء مما تملكه من آثار تشكل ثلث آثار العالم أو الجو المعتدل على مدار السنة خاصة فى هذا التوقيت الذى ينتشر فيه الصقيع فى أوروبا والدول الغربية، بالإضافة إلى الشواطئ الجذابة الساحرة، وكل ما نحتاجه هو توفير البيئة المناسبة ليتمكن السائح من الاستمتاع بإجازته فى مصر. وأكد لويس أن تعليق بعض الدول لرحلاتها السياحية إلى شرم الشيخ سوف يؤثر بالطبع على الموسم السياحى، مشددًا على أن إقبال المصريين فى الخارج والداخل على السياحة فى مصر سوف يخفف من هذه الأزمة، وبالتالى فإن هذه الدعوة والدعوات المشابهة ستكون مفيدة فى حالة استغلالها الاستغلال الأمثل. وأضاف لويس أنه فى حالة الدعاية والتنسيق بطريقة مدروسة وتوفير العوامل المناسبة من تذاكر طيران بأسعار مناسبة، وخدمة وأسعار جيدة فى الفنادق فسوف يشهد الموسم إقبالًا بنسب معقولة للمصريين فى الخارج والداخل لقضاء إجازتهم فى مصر.