على الرغم من أن الدبلوماسية هى النار الهادئة التى تذيب الجليد بين الدول على المستوى الرسمى.. إلا أنها ستظل عاجزة عن إذابة الإرث الأسود فى قلوب الشعوب المجنى عليها! لقد كانت عاصفة الغضب التى أطلقها المصريون على مواقع التواصل الاجتماعى على مدار الأيام الماضية دليلاً واضحًا.. ولا يقبل الشك.. وذلك بعد أن استبقت بريطانيا وأمريكا إعلان لجنة التحقيق فى حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء.. وقرارات إجلاء مواطنيهم.. وبدء مقاطعة سياحية لا تستهدف سوى محاصرة مصر الناهضة اقتصاديًا.. وهو الأمر الذى أعاد لأذهان المصريين الإرث الأسود للاستعمار البريطانى الذى نهب خيرات بلادهم.. وقتل شبابهم.. وورث أرض فلسطين لليهود.. وكان أداة للتقسيم فى 48.. ثم شاركهم العدوان فى 56.. وحرض البنك الدولى على رفض تمويل بناء السد العالى.. وصولاً إلى هزيمة 67 التى كانوا فيها شيطان الكواليس! لقد صدم المصريون مرتين.. الأولى عندما اكتشفوا أن ما فات لم يمت.. والثانية عندما فجعوا فى هيئة الإذاعة والصحف البريطانية.. والتى كانوا يعتقدون أنها النموذج فى الحرية والاستقلالية.. وإذا بها مترصدة.. متربصة.. فاضحة لسوء النوايا الذى كان ميدان التحرير شاهدًا على بدايته فى 25 يناير 2011. نعم قد يكون هناك تقصير.. أو تفجير.. وقد لا يكون.. ولكن الاستباق يفضح النوايا الخبيثة والتى لن تنجح.. ولن تحقق مرادها مع شعب شهد تاريخه كل أهوال الدنيا.. وصمد أمامها.. وانتصرت له عناية الله.. فهى المحروسة دومًا.. حتى ولو لم ينتصر لها فى أزمتها وزراء السياحة العرب وجامعتهم المستمتعة بالكفن!!