عندما يصدر هذا العدد من مجلة أكتوبر والذى يحمل رقم 2036 بتاريخ 31 أكتوبر 2015 تكون أكتوبر قد أتمت عامها التاسع والثلاثين وتضىء الشمعة ال 40 فى عمرها المديد ، لتبدأ عاما جديدا فى رسالتها الصحفية التى حافظت عليها منذ صدور العدد الأول منها فى 31 أكتوبر 1976.. مجلة سياسية تعبر عن روح نصر أكتوبر وتعبر عن الدولة المصرية فى كل زمان ومكان.. مجلة أكتوبر ولدت من فكر الرئيس الراحل السادات وكان يريد أن تكون فى مصر مجلة تنافس وبقوة مجلة «الحوادث اللبنانية» التى كانت فى هذا الوقت تحتل الصدارة وأوسع المجلات السياسية فى العالم العربى انتشارا وقد نجحت أكتوبر ولاتزال فى أن تحقق فكر الرئيس السادات ، وأن تتفوق على «الحوادث اللبنانية» وأن تصبح عبر 39 سنة هى المجلة السياسية الأولى والأوسع انتشارًا، وأرقام التوزيع لا تكذب ولا تتجمل.. ولدت أكتوبر من فكر الرئيس الراحل السادات عندما استدعى الأستاذ والمفكر الراحل أنيس منصور وعرض عليه فكرة إصدار مجلة سياسية عربية تحمل اسم انتصار 6 أكتوبر العظيم. وقد ترجم الأستاذ أنيس منصور «فكرة» السادات «وفكره» بصدور مجلة أكتوبر برؤيته السياسية والاستراتيجية مُعبرة عن دور مصر المحورى والمهم فى المنطقة العريقة وهو الدور الذى امتد حتى الآن ولا تزال «أكتوبر» متصدرة المشهد الصحفى السياسى. وإذا كنا نحتفل اليوم ببلوغ أكتوبر عامها ال 39 وبداية عامها ال 40 كمجلة ولُدت عملاقة ولاتزال.. تؤدى دورها ورسالتها فى بلاط صاحبة الجلالة.. فإن احتفالنا بهذه المناسبة جاء هذا العام متواكبا مع أكبر حدث ثقافى وفكرى فى العالم العربى وهو احتفال المؤسسة الأم دار المعارف بمرور 125 عامًا على إنشائها كأكبر دار نشر رائدة فى عالم التنوير الثقافى والمعرفى فى العالم العربى، فلا جدال أن مؤسسة دار المعارف قد شكلت بإصدارتها عبر 125 عاما فكر ووجدان أجيال متعاقبة فلا تكاد تخلوا مكتبة فى داخل أى منزل من كتب لإصدارات دار المعارف فى كل المجالات واستطاعت بجدارة تشكيل الوجدان الثقافى فى مصر والعالم العربى من خلال إصداراتها المتعددة واسعة التنوع فى مجالات الثقافة والفكر والسياسة والدين والأدب والعلوم والفنون ونشر التراث والزخائر المعرفية طوال سنوات عمرها المديد.. لاشك أن هذه المواكبة التى نعيشها مع احتفالنا ببداية العام ال 40 فى عمر مجلة أكتوبر ومرور 125 عامًا على إنشاء المؤسسة العريقة دار المعارف لأكبر دلالة على فكر الرئيس السادات عندما أصدر قرار إنشاء مجلة أكتوبر لتصدر عن مؤسسة عملاقة لها هذا الحجم من الثراء الفكرى فى العالم العربى، وهى «دار المعارف» فالقرار كان يهدف إلى أن تصدر المجلة من رحم أكبر مؤسسات النشر والثقافة فى مصر والعالم العربى لتعطى لأكتوبر القوة والدفعة الأولى وهو ما تحقق بالفعل منذ أن تولى الأستاذ أنيس منصور رئاسة مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر.. وكما أعطت المؤسسة العملاقة دار المعارف باسمها قوة الانطلاق لمجلة أكتوبر، أعطت المجلة بمولدها الذى بدأ عملاقا ولا يزال دار المعارف بعدا سياسيا وأحدثت حالة من الزخم الصحفى داخل المؤسسة فقد أحدث هذا التزاوج والتمازج بين المؤسسة العملاقة دار المعارف ومجلة أكتوبر حالة من الثراء السياسى والفكرى والثقافى بين أرجاء المعمورة.. ومع بداية العام ال 40 لمجلة أكتوبر التى بدأت معها مشوارى الصحفى ولا أزال حتى شرفت الآن برئاسة تحريرها يجرى أمامى شريط الذكريات يحمل كل الامتنان والحب لأستاذى العملاق أنيس منصور ولكل أساتذتى الكبار الذين عايشتهم طوال رحلة ال 39 عامًا وأيضًا لكل زملائى الذين عملت بجوارهم وأعمل بينهم حتى الآن وأحمل لهم كل الحب والامتنان لما لاقيته من حب وروح ومساندة غير مسبوقة منذ أن توليت مسئولية رئاسة تحرير المجلة فالذى أراه الآن ويشهده معى كل زملائى أن المجلة تعمل بروح فريق العمل المتكامل فى إطار من الحب والتمازج وبروح تنافسية شريفة تهدف إلى أن تكون مجلة أكتوبر دائما فى صدارة المشهد الصحفى وهى قد وصلت لذلك بالفعل بفضل جهد زملائى الصحفيين من أبناء هذه المجلة سواء من القيادات أو جيل الوسط أو جيل الشباب الذى أعتز بإصرارهم جميعا على أن تكون أكتوبر هى المتصدرة دائما سوق الصحافة المصرية والعربية. احمل فى قلبى كل الحب والتقدير والامتنان لأخوتى وزملائى فى مطابع مؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر هذه الكتيبة التى تشكل قوة المؤسسة والمجلة بكل فرد فيها - فزملائى العاملون فى مطابع المؤسسة هم الذين يحولون الأفكار والكلمات المكتوبة على الورق أو المرسومة على أغلفة الكتب والمجلة إلى منتج عالى الجودة يحوز رضاء القارىء.. ولا أخالف الحقيقة تماما عندما أقول أن العاملين فى مطابع مؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر.. هم من أكفأ العاملين فى مطابع مصر والعالم العربى وهى حقيقة واضحة وجلية واجبة التقدير والامتنان. أحمل فى قلبى كل الحب والامتنان للزعيم الراحل أنور السادات صاحب قرار العبور العظيم وصاحب قرار إصدار «مجلة أكتوبر» وأجدنى أتذكر يوم أن ذهبنا إليه نحن صحفيين مجلة أكتوبر جميعا قيادات وجيل وسط وشباب إلى قريته ميت أبو الكوم يصحبنا الأستاذ أنيس منصور لنلتقى معه فى حوار فقدمنا الأستاذ أنيس إلى السادات قائلًا: أقدم لك أحفادك يا سيادة الرئيس - فنظر السادات إلى أنيس منصور مندهشا - ولكنى سرعان ما استكمل الأستاذ أنيس كلامه قائلًا: نعم أحفادك يا سيادة الرئيس فهم أبناء إحدى بنات أفكارك (مجلة أكتوبر) وأبتسم الرئيس السادات وصفقنا كثيرا. أحمل فى قبلى كل الامتنان والحب لأستاذى المفكر الكبير الأستاذ أنيس منصور الذى كتب شهادة ميلادى صحفيا منذ صدور قراره بتعينى فى مجلة أكتوبر منذ بدايتها وإذا كان الرئيس والأستاذ قد رحلا إلا أن التاريخ السياسى سطر فى سجلاته مجدا للرئيس الراحل السادات الذى حقق معجزة العبور فى أكتوبر 73 ، كما سطر التاريخ الصحفى فى سجلاته أيضًا اسم أنيس منصور صاحب الأسلوب السلس النافذ بصدق إلى كل العقول والقلوب من خلال إبداعاته الأدبية والفكرية والصحفية وسوف يظل أنيس منصور فيلسوف الصحافة المصرية والعربية يعيش فى قلوبنا وعقولنا نحن أبناء مدرسته الصحفية فى مجلة أكتوبر وسوف نظل متمسكين بروح الأسرة والفريق يجمعنا دائما الحب والحفاظ على أخلاقيات المهنة فيما بيننا والتى زرعها بداخلنا منذ بداية مشوارنا الصحفى معه وحوله.. أحمل فى قلبى أيضًا كل الامتنان والحب للأستاذ سعيد عبده رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر الذى هو ابن دار المعارف.. والحريص دائما منذ أن تولى المسئولية أن تعود دار المعارف إلى عصرها الذهبى قلعة للثقافة والتنوير فى مصر والعالم العربى والحريص أيضًا على تقديم كل العون لمجلة أكتوبر التى حتى تكون دائما فى صدارة السوق الصحفية.