آلامك تؤلمنى.. بكاؤك يمزقنى.. اختناق أنفاسك يقضى على فى اليوم آلاف المرات.. جميلة هى.. عيونها صغيرة.. كلها صغيرة على الآلام.. آلام مرض يثير اسمه المكون من خمسة حروف أبجدية (س . ر . ط . ا . ن) الرعب فى النفوس.. والفزع.. والخوف من المجهول.. تتحول معه الحياة إلى بكاء وألم.. تتحول الدموع إلى دماء تنزف من قلوب جميع أفراد الأسرة.. إنه اسم لمرض تقشعر له الأبدان عندما ينطق به اللسان.. فما بالنا عندما يحكم الله على إنسان أن يصاب به.. اللهم لا اعتراض على قضائك وقدرك.. ولكن عندما يكون المريض طفلة بريئة صغيرة لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها فإن حال أسرتها لا يسر عدوًا ولا حبيبًا فآلامهم مضاعفة ودموعهم تصبح أنهارًا.. وحسرتهم عليها وعلى طفولتها تدمى القلوب من حولها.. وصاحبة المأساة هذا الأسبوع هى الطفلة الجميلة «دينا» وهى ثانى عضو من أعضاء الأسرة التى تتكون من الأم والأب وابنة أكبر منها وولدين أصغر.. هى ابنة لأم لا تعلم شيئًا من الحياة سوى أبنائها وبنتها وزوجها.. تعيش من أجلهم تطلب من الله أول كل نهار الصحة والستر والهداية.. والأب يعمل عاملا أرزقيا يخرج مع أول خيوط فى نور الفجر لعمله ويعود فى نهاية اليوم بما رزقه به الله فكل شىء من أجل الأولاد.. خاصة الصغيرة «دينا» فهى منذ جاءت إلى الدنيا وهى رقيقة.. ضعيفة.. صحتها يا دوب كما يقولون (على قدها) وبسبب ذلك كان هو وزوجته يخافان عليها فهى تشعر بالتعب والإرهاق سريعا.. كانت ليلة ليلاء عندما نامت الابنة، ولكن الأم لاحظت أنه نوم متقطع وسمعت الابنة تتأوه.. أرادت أن توقظها لتسألها عما تشعر به، ولكنها أشفقت عليها وتركتها.. ولكن لم تمر ساعات قليلة إلا وبدأت الابنة فى البكاء وارتفعت آهاتها ورأتها تضع يدها على رأسها وتبكى.. تصرخ.. بل تخبط رأسها بيدها وتحاول أن تخبطها فى خشب السرير الذى تنام عليه وتأخذها الأم بين أحضانها تربت على ظهرها وتحاول أن ترضيها فهى لا تعلم ما تشعر به أو ما يدور وينمو داخل رأسها.. فى الصباح حملتها إلى الوحدة الصحية وصف لها الطبيب بعض المسكنات وعادت بها إلى البيت وساعدت المسكنات الطفلة على النوم لسويعات قليلة واستيقظت وهى تبكى وتصرخ من الألم والأم تحاول أن تخفف عنها وتطلب من أختها ان تلعب معها ربما تنسى آلامها، ولكن هيهات كل الحيل لم تفلح فى تخفيف الآلام.. وهنا طلبت الأم من الأب حمل الطفلة إلى الطبيب، ولكن (العين بصيرة واليد بصيرة).. كيف يذهب بها إلى الطبيب وهو لا يملك قيمة الكشف فكل دخله لا يتعدى 500 جنيه.. ولكنه دبر حاله واستدان وحمل طفلته إلى الطبيب بعد تزايد الأعراض وأصبحت غير قادرة على تحمل الآلام.. قام الطبيب بفحصها ثم طلب إجراء أشعة وتحاليل وظهر ما لم يكن فى الحسبان.. الابنة مصابة بسرطان فى العين اليمنى وظهر ذلك بوضوح للأطباء، خاصة عندما تغير لون العين إلى اللون الأحمر، بل أصبحت وكأنها عين زجاجية وتكلم كثيرا وحاول أن يوضح للأب والأم ماهية مرض الطفلة ولكنهما لم يدركا ما قال إلا بعد مدة.. سألت الأم كيف تصاب الطفلة الصغيرة بهذا المرض؟ ولكنها لم تجد إجابة سوى أنه أمر الله وحده.. ظلت تنظر للطبيب مدة طويلة.. فهى لم تسمع مثل هذه الكلمات من قبل.. سقطت على أول كرسى عندما طلب الطبيب منها اصطحاب الطفلة «دينا» إلى القاهرة، حيث مستشفى 57357 وما بها من أجهزة متقدمة وطرق جديدة للعلاج ليست متوافرة بالمستشفى العام بالمحافظة التى تنتمى لها الأسرة.. تساقطت الدموع كالشلال لم تنم الأسرة ليلتها ومع الصباح اصطحب ابنته وأمها إلى القاهرة وبدأ مشوار العذاب الذى لم ينته لمدة ثلاثة أعوام ورحلة شاقة ومرهفة للطفلة ولها فهى مصابة بورم سرطانى بالعين اليمنى وخضعت لجلسات علاج كيماوى وإشعاعى، ولكن كان على الأطباء استئصال العين حتى يمنعوا انتشار السرطان إلى العين اليسرى وبل والمخ وبسبب جلسات الكيماوى التى تعرضت له الطفلة توقف نموها.. واضطر الأطباء إلى علاجها بالعلاج الهرمونى وأصبح على الأب والأم حمل الطفلة إلى القاهرة كل أسبوع لتلقى العلاج الكيماوى والإشعاعى رحلة عذاب وألم، ولكن هذه الرحلة تحتاج إلى تكاليف كثيرة أصبح الأب غير قادر على تحمل هذه التكاليف بجانب احتياجات الأسرة وأرسلت الأم تطلب المساعدة، فهل من مساعد؟ من يرغب فليتصل بصفحة ربنا كريم.