خطوات عبر الزمن هو عنوان المعرض المقام حاليا بالمتحف المصرى ويستمر حتى نهاية العام ليحكى من خلال 48 قطعة قصة صناعة الأحذية والصنادل فى مصر القديمة وتطور تلك الصناعة من خلال الخامات والتقنيات والشكل حتى العصر العثمانى. والمعرض المقام بالقاعة 44 بالتعاون مع الجامعة الأمريكية والمعهد الهولندى هو نتاج دراسة قام بها الباحث الهولندى آندريه فلاديمير عن الأحذية والصنادل فى مصر القديمة التى مازال شكلها ونمطها نستخدمه حتى الآن.وكان المعرض تم افتتاحه تحت عنوان «خطوات عبر الزمن» بحضور د. ممدوح الدماطى وزير الآثار قبل أيام والذى يضم عددًا من الأحذية والصنادل واللوحات التى تعطى صورة لما كان يرتديه المصريون فى أقدامهم عبر العصور حيث قال د. محمود الحلوجى مدير عام المتحف المصرى سابقا ومدير عام المتاحف الإقليمية حاليا إن «خطوات عبر الزمن» يلقى الضوء على حرفه برع بها الإنسان المصرى منذ أكثر من خمسة آلالف عام وهى صناعة الأحذية والصنادل كذلك يعرض ملامح الحياة فى مصر القديمة، إذ إننا نحن نعرف الكثير عن حياة الملوك والأمراء ورجال الدولة لكننا لا نعرف الكثير عن الإنسان المصرى القديم، كيف كان يعيش؟ ماذا كان يرتدى؟ ماذا كان يأكل؟ وأضاف: ترجع أهمية المعرض إلى أنه يؤرخ لمراحل تطور صناعة الأحذية والصنادل على مر العصور من الدولة القديمة مرورا بالوسطى والحديثة ثم العصر اليونانى الرومانى حيث التقت الثقافات و الحضارات التى أظهرت أنماط و موضات جديدة و تقاليع فى هذه الصناعة، كما يتضمن المعرض لوحات ملونة تعرض تطور صناعة الأحذية خلال العصر الإسلامى حتى الدولة العثمانية، وفى الآثار المصرية مناظر تشير إلى استخدام المصرى القديم للأحذية والنعال منذ عصور ما قبل الأسرات ومن أقدم تلك المناظر منظر الملك «ناعر مر» مؤسس الأسرة الأولى وموحد القطرين أول وحدة سياسية عرفها الإنسان على وجه الأرض على لوحته الشهيرة المعروضة بالمتحف واقفا ويقف خلفه حامل النعال أو الصندل. وتابع: المعرض أقيم على أساس بحث علمى استمر 10 سنوات قام به باحث هولندى يدعى «آندريه فلاديمير» من المعهد الهولندى عن الأحذية والصنادل فى مصر القديمة فكانت الفكرة هى تحويل هذا البحث إلى تطبيق عملى من خلال المعروضات وبطاقات العرض واللوحات وذلك بغرض لفت الأنظار وجذب الزوار من المصريين والأجانب وعمل رواج للمتحف. وأشار الحلوجى إلى أن المعرض يضم 48 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصرى من صنادل وأحذية وقطع أثرية تخدم موضوع المعرض مثل صنادل الملك توت عنخ أمون فهناك صندل من الجلد المحلى بفصوص الأحجار الكريمة وخرزات الذهب، مشيرًا إلى أنه تم عمل موديل حديث منه حتى نتمكن من دراسة آلية الصنع كما يوجد صندل آخر نقش على نعله صور لأعداء الملك حيث عندما يرتديه فإن قدمه تطأ عليهم فيخضعهم ويذلهم وهو من الصنادل الطقسية، كما يعرض تمثال من الذهب للملك توت عنخ آمون وهو يرتدى الصندل وإلى جواره يعرض صندل مصنوع من الذهب فكل ثروات مصر تكون متاحة للملك لأنه وفقا للمعتقد المصرى القديم هو ممثل للإله أو نصف إله أو إله. وأكد أن الخامات المستخدمة فى صناعة الصنادل أو الأحذية أو التكنيك المستخدم فى الصناعة يعبر عن المستوى الاقتصادى والاجتماعى للمرتدى مستطردًا فمثلا الأفراد العاديون يرتدون الصنادل المصنوعة من مواد رخيصة مثل القش أو الخوص لكن من الممكن أن يرتدى تلك الصنادل علية القوم لكن بتكنيك صناعى مختلف فمثلا الصنادل المأخوذة من مقبرة يويا وتويا وهما من العائلة المالكة سنجد أن تكنيك الصناعة والتقنيات المستخدمة عالية جدا على الرغم أن نفس الخامات من الممكن استخدامها لعامة الشعب. وأشار الحلوجى إلى أن المصريين القدماء كان لديهم خبرة فى دباغة الجلود وصباغتها وصناعتها من أقدم العصور فهناك حذاء مصنوع من الجلد المصبوغ بالأحمر ومزخرف برقرق جلدية مصبوغة بالأخضر وهى تعود لعصر الدولة الحديثة أو بدايات العصر المتأخر مضيفًا: كما يعرض أيضا مجموعة من الصنادل المصنوعة من الخوص والجلد التى استمرت معضتها التى تمثلت قى المقدمة المرتفعة لعصور لاحقة مثل العصور الإسلامية. أما صباح عبد الرازق مدير عام المعارض المؤقتة بالمتحف المصرى فقالت إن معرض «خطوات عبر الزمن» الذى يستمر حتى نهاية العام يضم 48 قطعة ما بين صنادل وأحذية مغلقة لكافة الفئات وتضم كافة الخامات مثل الخشب والألياف النباتية والجلد وقطع أثرية تخدم الموضوع مثل تمثال يعود لعصر الدولة القديمة لخادم يحمل الصندل وصندوقين أو شابتى مرسوم عليه كاهن يتعبد للمعبودة حتحور وهو يرتدى الصندل ولوحة لرئيس صانعى الصنادل الملكية يدعى «أيبو» يعود لعصر الدولة الحديثة.