هل ابنى وابنك يمكن أن أقول له ارم نفسك فى البحر فلا يفتح فمه ويقول حاضر يا أمى أو يا أبى وينفذ.. طبعًا هذا شئ خيالى فى وقتنا هذا لقد اختلف الزمن واختلف معيار الطاعة فأصبح الآباء هم الذين يقولون حاضر يا ابنى أو يا ابنتى.. لكن الابن النبى إسماعيل ابن أبى الأنبياء إبراهيم قال: نعم يا أبتى ستجدنى إن شاء الله من الصابرين.. منتهى الطاعة وقوة الإيمان، هذا الابن المطيع فداه الله سبحانه وتعالى بذبح عظيم.. والقصة درسناها ونحن صغار لنتعلم الطاعة لوالدينا حتى فى أصعب الأمور. فى زمننا هذا كل ما يعيه الأبناء من العيد هى الملابس الجديدة والعيدية وأكل الفتة واللحمة ولكن ينسى الآباء أن يحكون لهم أن هذا العيد الكبير سببه النبى إبراهيم وابنه إسماعيل اللذين رفعا قواعد بيت الله وأذَّن إبراهيم فى الناس بالحج لبيته والطواف به.. هذا هو العيد ومعظم أعيادنا هى أعياد دينية ولها أسبابها العطرة التى تحمل ذكرى الأنبياء العظماء الذين أفادوا البشرية وهدوهم إلى سُبل العيش الكريم وتركوا لنا الموعظة الحسنة والتعاليم القيمة. فى الحقيقة الأعياد يجب أن تأتى لنا تهدينا للحب والتراحم بين البشر والعطاء فيما بيننا والتصالح ولا ننسى أقاربنا وأصدقاءنا وجيراننا الذين يحتاجون منا الهدى من الأضحية كما أمرنا الله سبحانه وتعالى وكذلك الفقراء الذين فى هذه الأيام الصعبة وغلاء الأسعار لا يأكلون اللحم إلا فى المناسبات ويا رب تكون (حملة بلاها لحمة) تكون أتت ثمارها ورخصت سعر اللحم ولو قليلا على العيد حتى يشترى الغنى والفقير اللحم على العيد. كل سنة وأنت طيب وكل سنة وأنت طيبة أعزائى القراء.. لقد تعلمت أن أطيع أمى حتى ولو كان كلامها قد لا يأتى بثماره.. وكان يأتى بثماره فقط لأننى نفذت ما تقول وتأتى مشيئة الله سبحانه بالخير فى كثير من الأحيان.. درس تعلمته من الطاعة للأم أو للأب، ومن إسماعيل النبى وأبوه سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء.