بعد تفوقها فى مجال التكنولوجيا الإلكترونية طوال السنوات الماضية ،لم تعد إسرائيل فى حاجة الآن للاعتماد فقط على وسائل التجسس البشرية لجمع المعلومات الاستخباراتية عن ما تصفهم بأعدائها من الدول العربية ولا يمر أسبوع واحد على نشر الصحف الإسرائيلية اكتشاف المخابرات الإسرائيلية لوحدات استخباراتية أمريكية للتجسس على إسرائيل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، إلا وكشفت إسرائيل النقاب عن تأسيس وحدات استخباراتية عسكرية خاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلى للتجسس على العالم العربى وغير العربى عن طريق مراقبة الشباب بمواقع التواصل الاجتماعى. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن من أهم تلك الوحدات وحدة شهيرة تابعة لسلاح أمان الاستخباراتى الإسرائيلى، تدعى 8200 وهى أكبر وحدات التجسس الاستخباراتية التى تهتم بجميع المجالات الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية. ويزعم تقرير نشرته صحيفة «معاريف» أن إسرائيل أصبحت بطريقتها التجسسية الجديدة على العالم العربى ثان أقوى دول التجسس بعد أمريكا، بسبب ما قامت به وحدة 8200 التابعة لوحدة أمان من عمليات تجسسية بالتنصت على الهواتف المحمولة ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعى، كما تقوم بالتشويش والرصد لمواقع عربية ومحطات إذاعية عربية. وينضم إلى وحدة 8200 وحدة أخرى تتبعها تدعى 9900 التى خصصتها إسرائيل للتجسس على مصر على اعتبارها رأس العالم العربى، كما يوجد هناك وحدات فرعية أخرى مثل «نحشون» «وحتساف» وتأسست فى البداية من أجل مراقبة المجتمع الفلسطينى، لتكون السبب وراء الاعتقال الإدارى لكثير من الفلسطينيين المسجونين الآن بتهمة التحريض ضد دولة إسرائيل بسبب كتاباتهم بحساباتهم على الفيسبوك وتويتر، كما خصصت وحدة «حتساف» لتكون مسئولة عن متابعة ومراقبة الإعلام العربى. ولأن صفحات الفيسبوك متاحة للجميع وبدون أى قيود، فإسرائيل كانت الوحيدة من دول العالم المدشنة لصفحات خاصة بها فى جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الناطقه باسم إسرائيل، والمتوفرة بجميع اللغات، فلم تكتف إسرائيل بمراقبة كتابات الشباب العربى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى للحصول على معلومات استخباراتية، بل خصصت مواقع بالعربية لجذبه إليها حتى ولو كان دخوله إلى صفحاتها على سبيل إظهار الفكر المناهض للاحتلال الإسرائيلى بالأراضى الفلسطينية، ومن خلال ذلك يقوم عنصر من الموساد الإسرائيلى بإدارة عدد من أهم الحسابات ومراقبتها، لكتابة تقارير يومية وأسبوعية وشهرية عن الأوضاع داخل الوطن العربى، ومن أهم تلك الصفحات «إسرائيل تتحدث بالعربية» و«إسرائيل فى مصر» التى دشنها الموساد الإسرائيلى فى نفس فترة قيام ثورات الربيع العربى. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طورته إسرائيل ليتحول إلى حملة شنها الموساد الإسرائيلى على الفيسبوك تحت اسم «مع أعداء من هذا النوع ليصبحوا أصدقاء» لتصبح نقطة تجنيد للشباب العربى وإغرائهم بإمكانية السفر إلى إسرائيل وجميع أنحاء العالم وتدريبهم فى الموساد من شتى المجالات والتخصصات، ومن هنا أًصبح العديد من الشباب العربي والإسلامى فريسة سهلة للموساد الإسرائيلى، بتقديمهم معلومات هامة دون أن يعلموا للمخابرات الإسرائيلية. وفى نفس السياق تعددت فى الآونة الأخيرة الوحدات الإسرائيلية الاستخباراتية لتصبح ملمة بكل التخصصات على رأسها «الملك داوود» التى تخصصت فى فن التشويش على المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية العربية وكان من ضمنها قناة المنار التابعة لحزب الله اللبنانى. وذكر موقع «ديبكا» الإسرائيلى الاستخباراتى أن ضابطًا إسرائيليًا من وحدة التنصت التابعة للمخابرات الحربية الإسرائيليه أكد أن الاعتماد على الأقمار الصناعية فى التجسس على الوطن العربى يصل إلى أكثرمن 200%حيث يعتمدون عليها للحصول على المعلومات وعمليات الرصد، مشيراً أن استخدامها سيزداد كثيراً الفترة القادمة نظرًا لما يتعرض له الشرق الأوسط من تطورات سريعة فى الأحداث. وكشفت صحيفة «إسرائيل» اليوم القادمة عن سيطرة الاحتلال الإسرائيلى بالأقمار الصناعية على فضاء الدول العربية بواسطة 6 أقمار صناعية تدعى مجموعة أقمار عاموس، والتى تقوم بتصوير كل صغيرة وكبيرة تحدث فى الدول العربية وغير العربية، وتعرف الوحدة المسئولة عن إدارة الأقمار الصناعية، الوحدة 9900 السرية التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية أمان ودور تلك الوحدة إلتقاط صور لمنشآت عسكرية لأية دولة فى منطقة الشرق الأوسط، بشكل يومى مستمر للمناطق العسكرية للجيوش العربية والتدريبات التى تجريها.