يتطور الهاجس الأمنى الإسرائيلي بتطور الزمن خاصة فى مجالات التجسس والإستخبارات الخاصة بالجيش الإسرائيلي الذى يعد الجيش الوحيد المستعد على كل جبهاته، و لكن ذلك الهاجس تحول من الطرق التقليدية للتجسس إلى الطرق الأكثر تطوراً، وعلى الرغم من هذا التطور إلا أن وحدات التجسس العسكرية الإسرائيلية لا تؤدي دورها المطلوب نظرا لتطور الوسائل الدفاعية فى دول الطوق و خاصة الجيش المصري. تعددت وحدات الحرب الإلكترونية داخل الجيش الإسرائيلي ولكن كان أبرزها على الإطلاق وفقا لما نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" كان وحدة "الملك داود" التى تتمثل مهمتها في إختراق البث الإذاعي والتليفزيوني وأجهزة الإتصالات والمراقبة وتعطيل نظُم الإتصالات وإرسال رسائل خاصة خلال العمليات الميدانية التى يقوم بها الجيش الإسرائيلي. وتستطيع الوحدة السيطرة على الأجهزة التى تستخدم ترددات إلكترونية سواء كانت ملحقة بالطائرات أو السفن الحربية و نفذت الوحدة العديد من عمليات التشويش منذ عام 2006 و كان أبرزها على الإطلاق إختراق محطة قناة المنار التليفزيونية التابعة لحزب الله و كانت آخر تلك العمليات هو التشويش على المحطات التليفزيونية الفلسطينية أثناء عملية عامود السحاب عام 2012. كما تعد وحدة "كومتس" التى تراقب الحدود مع لبنان من الوحدات التى تستخدم أحدث التقنيات التكنولوجية لمراقبة الحدود الشمالية الإسرائيلية و تعمل الوحدة على تقوية السياج الحدودي على طول المنطقة الحدودية مع لبنان ونصب كاميرات مراقبة ومعدات واجهزة إستخبارية حديثة ومتطورة فيما الدوريات العسكرية تكثف نشاطها بإدعاء القلق الإسرائيلي من أن انتقال الأزمة السورية إلى لبنان يتعاظم مع مرور الوقت. ولايمكن أن نغفل أهمية وحدة الحاسبات " MAMRAM " الخاصة بالجيش الإسرائيلية وهي مركز البيانات ونظم المعلومات العسكرية الإسرائيلية و تلك الوحدة قامت بإدخال الحاسب الآلى لأول مرة فى الحروب الإسرائيلية وتأسست عام 1959 تحديدا فى الخامس عشر من شهر يوليو إلى أن أصبحت تمثل البنية التحتية لقوات المشاة الإسرائيلية و دورها الرئيسي هو تشغيل مراكز البيانات و رصد و تطوير النظم الإلكترونية الملحقة بالجيش الإسرائيلي. و تضم الوحدة عدد من المبرمجين و خبراء أنظمة الجيش الإسرائيلي الذين يمتلكون إمكانية التطوير التكنولوجي و الإتصال بين أسلحة الجيش الإسرائيلي المختلفة و من أهم أعمال الوحدة برمجة القاذفات الصاروخية بالطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي و التعامل مع هجمات الهاكرز و إستحداث برامج خاصة بالجيش الإسرائيلي و صناعة برامج المحاكاة والتدريب في الجيش الإسرائيلي ومسئولية نقل البيانات بطريقة آمنة من الوحدات لقيادة الجيش. أما أقوى قاعدة تنصت فى المخابرات الإسرائيلية فهي قاعدة "أوريم" وتتبع وحدة التجسس 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وتعد الأكبر في العالم كما أنها تبعد حوالي 30 كيلو متر عن سجن النقب و تظهر مهمتها فى القيام بإعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية المرسلة عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط وقارات آسيا وأوروبا وإفريقيا. وتم إنشاء قاعدة أوريم عام 1996 بتعاون أمريكي وبريطاني وكندي وأسترالي ونيوزيلندي لإعتراض المكالمات الهاتفية والتجسس عليها في جميع أنحاء العالم وكانت هواتف الأقمار الصناعية المستخدمة من قبل سفن المساعدات المتجهة الى غزة هدفا سهلا لهذه المعدات. و دورة العمل فى هذه الوحدة تبدأ بنقل المكالمات إلى الوحدة 8200 فى مدينة هرتسيليا ويتم ترجمتها ونقلها إلى وكالات أخرى بما فيها الجيش الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية والموساد و مقر الاتصالات الحكومية البريطانية و وكالة ناسا و المخابرات البريطانية عن طريق الإعتماد على عدة إستراتيجيات خاصة بالعمل الإستخباري و هي الرصد و التنصت و التصوير و التشويش. كما يوجد وحدة استخبارية أخرى على الحدود مع مصر و هي الوحدة 8200 و هي تقوم برصد الاتصالات وتراقب المعلومات الخاصة بأنشطة الجيش المصري والمجموعات الارهابية داخل سيناء بهدف إحباط أي عمل معادي . و تتبع الوحدة 8200 شعبة الاستخبارات العسكرية تعمل على جمع المعلومات الأمنية من سيناء بهدف دعم العمل الأمني الذي تقوم به وحدات الموساد هناك وأيضا بهدف وضع خطط أمنية لإسقاط وتجنيد عملاء جدد. بالإضافة إلى وحدة حتساق المتخصصة فى رصد مواقع التواصل الاجتماعي و قد تم تشكيلها بعد ثورات الربيع العربي و أفرادها يتميزون بخبرتهم الهندسية الفائقة و لغتهم العربية القوية. كما أنشأ الجيش الإسرائيلي غرفة عمليات خاصة بالحرب على مواقع التواصل الإجتماعي و المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت. ونقلت إذاعة "ريشيت بيت" تصريحات عن مسئول عسكري إسرائيلي حيث قال أن هناك إرتفاع فى محاولات إختراق أجهزة الحاسب الآلى فى إسرائيل مضيفا أنه خلال سيطرة قوات الكوماندوز الإسرائيلية على سفينة مرمرة التابعة لأسطول الحرية لفك الحصار عن قطاع غزة تعرضت إذاعة الجيش الإسرائيلي "جالي تساهال" لقرصنة من أجل التشويش على الإذاعة كما تعرضت عدة مواقع إلكترونية إسرائيلية لمحاولات إختراق أثناء عملية عامود السحاب الأخيرة.