لم أقصد من وراء هذا العنوان الذى يعلو هذه السطور الحديث عن القناعة كما يذهب ظن البعض.. حتى لو كانت القناعة كنزًا لا يفنى وهى بالفعل كذلك.. ولكن أيضًا القمامة كنزًا لا يفنى وهو تعبير لم أضعه وإنما أنقله إعجابًا به عن شرف إمام والملقب بمليونير الزبالة فى مصر. ففى تقرير سابق للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أكد صحة هذه المقولة أن قمامة مصر هى الأغنى فى العالم حيث يصل سعر الطن منها إلى 6 آلاف جنيه لاحتوائه على مكونات تخدم عدة صناعات تحويلية. ولك أن تتخيل حجم هذا الكنز عندما تعرف وطبقًا للإحصاءات الرسمية أن حجم القمامة فى مدن مصر وحدها سوف يسجل بحلول عام 2016 مالا يقل عن 30 مليون طن من بين 70 مليون طن لكل الجمهورية وأن عدم استخدام الأسلوب الأمثل فى جمعها يؤدى لإهدار قيمة تدويرها.. و24 مليار جنيه تكلفة الإهدار والتلوث البيئى. ومنذ أيام أعلنت الحكومة عن بدء تطبيق منظومة جمع القمامة من المنازل والتى أشك فى نجاحها فلم يعد من المنطقى أو المقبول أن نواجه مشكلات اليوم بأدوات الأمس. فها هى اليابان تخترع سلة تتحرك ذاتيًا لالتقاط القمامة وآخرون حولوها إلى بنزين وطوب وأخشاب ونحن مازلنا نصر على الزبال «أبو مقشة» والنقل المكشوف والدفن غير الصحى وكلها طرق لإهدار المال وتلويث البيئة التى لم تعد تليق بحيوان. تغيير المسميات من «أبو مقشة» إلى منظومة الجمع من المنازل لن يحل كارثة القمامة فى مصر والتى بأيدينا من الممكن تحويلها إلى ثروة قومية!