فى مشهد عبثى وغريب أثار استياء جموع المواطنين قام أمناء الشرطة بمديرية أمن الشرقية باقتحام المديرية، ومنع القيادات من الدخول، وإغلاق الأبواب بالجنازير.. وتصاعدت الاحتجاجات لينضم إليهم آخرون فى محافظات أخرى.. وعبثية المشهد فى أن تنتشر الفوضى بيد رجل الأمن.. وغرابته فى إختيار التوقيت، وتزامنه مع إحالة بعض الأمناء إلى التحقيق بعد حادثى الاعتداء على شابين فى مترو الأنفاق وفيصل، وقبيل دعوة بعض النقابات إلى وقفة احتجاجية ضد قانون العمل المدنى الجديد فى 12 سبتمبر القادم تحت عنوان «مليونية الفسطاط»! إن المطالب التى أعلنها الأمناء قد يكونوا على حق فيها.. ويجب بحث ودراسة تنفيذها لامتصاص غضبهم.. إلا أن ذلك لا يلوى على الإطلاق ذراع الدولة.. والتى كان يجب عليها فى نفس الوقت تطبيق القانون والذى يقضى بتجريم الإضراب غير السلمى، وإحالة قادة الاحتجاج إلى المحاكمة.. فأمناء الشرطة فئة من أبناء الوطن علينا النظر إلى تحقيق مطالبهم المشروعة، والتى لا ينبغى على الإطلاق أن يكون التعبير عنها بطرق غير مشروعة، تفتح الباب أمام احتجاجات جاهلة أخرى، وأن تعيد إنتاج مشاهد فوضى ما بعد 2011، لتوحى إلى الخارج أن الأحوال الداخلية فى مصر غير مستقرة. إن إمهال الأمناء الحكومة حتى 5سبتمبر لتحقيق مطالبهم لى لزراع الدولة واختبار لقدرتها على تنفيذ القانون وتحقيق الصالح العام.. فهل تنجح فى المواجهة؟!