أقصى محنة من محن الزمان أن يرى الإنسان طفله مصابًا بمرض.. ولكنه مرض ليس ككل مرض.. يراه يبكى ويتألم وهو واقف مكتوف الأيدى غير قادر على فعل أى شىء له سوى أن يذرف الدمع وهو جالس بجواره.. وهذا ما يحدث لأسرة داليا الطفلة الصغيرة المسكينة التى لم يتعد عمرها فى ذلك الوقت العاشرة.. طفلة تعيش مع أبيها وأمها وأربعة من الأخوة فى إحدى قرى شمال الصعيد.. الطفلة كانت تجرى وتلعب وتضحك.. بل إن ضحكتها كانت تملأ الدنيا كلها.. كانت كالزهرة الجميلة التى يحملها عود أخضر جميل نضر.. لاحظت الأم أن زهرتها بدأت تذيل وتختفى ضحكتها.. بل إنها بدأت تتألم.. ألم يصل إلى حد البكاء بالدموع.. تسألها ماذا بك؟.. تضع الطفلة يدها الصغيرة على جسدها كله بطنها.. ظهرها.. أرجلها.. تبكى.. تصرخ.. تحملها الأم إلى الوحدة الصحية وصف الطبيب لها بعض الأدوية والمسكنات ولكن يوم والثانى والطفلة تبكى من الألم ووجهها الجميل تحول إلى اللون الأصفر.. الشفاة صبغها اللون الأزرق.. أصبحت غير قادرة على النوم أو حتى الجلوس تحتاج أن تحملها الأم على كتفها.. عادت بها الأم إلى الوحدة الصحية مرة أخرى.. هنا طلب الطبيب منها الذهاب بها إلى المستشفى المركزى حتى تعرض على أخصائى.. وقد كان وطلب من الأم إجراء بعض التحاليل السريعة حتى يكتشف ما سبب آلام الطفلة.. وكانت المصيبة التى لم تخطر على بال أحد أنها مصابة بسرطان الدم والنخاع وعلاجها لن يكون إلى بالمعهد القومى للأورام لم تصدق الأم كلام الطبيب وكانت الصدمة أكبر من أن تستوعبها وهى السيدة البسيطة سقطت من طولها وعندما فاقت أخذت تبكى وتصرخ وكانت دموعها دما.. حملتها مرة أخرى وجاءت بها هذه المرة إلى القاهرة لعلها تسمع تشخيصًا مخالفًا يطمئنها.. ولكنه كان التشخيص نفسه وبدأ الأطباء من علاج الطفلة علاجًا كيماويًا وإشعاعيًا على جرعات أسبوعية.. وكان على الأم أن تترك بيتها وأولادها الأربعة الآخرين وزوجها الذى أصابه المرض بسبب هذه المصيبة التى أصابة الابنة وأن تحمل طفلتها كل أسبوع وتركب القطار القادم للقاهرة وتذهب بها إلى المعهد القومى للأورام لتلقى العلاج الكيماوى ثم تعود مرة أخرى لقريتها فى إحدى قرى شمال الصعيد.. مشوار طويل من المعاناة والألم.. الألم وهى ترى فلذة كبدها تخضع لعلاج قاس أدى إلى فقدانها شعر رأسها.. ونظرة الشفعة فى عيون من حولها.. والألم أيضًا من تركها أولادها مع أبيهم الذى يعمل فلاحًا أجيرًا.. وبالرغم من مرضه كان يحاول توفير لقمة العيش وقوت اليوم للأسرة.. ولكنه غير قادر على توفير مصاريف علاج الطفلة وانتقالها من وإلى القرية دخل الأب لا يتعدى 400 جنيه شهريًا. سنوات طويلة من الشقاء والحسرة وضيق ذات اليد واضطرت الأم إلى مد يدها تطلب المساعدة من صفحة مواقف إنسانية ونحن بدورنا نناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة هذه الأسرة المسكينة.. من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.