حالة من الذعر أصابت عددًا كبيرًا من الأسر المصرية بعد تحذيرات أطلقها عدد من أطباء الحميات بانتشار مرض الحمى الشوكية وميكروب يسبب التهاب رئوى حاد سريع الانتشار، لكن وزارة الصحة نفت هذه التحذيرات مؤكدة أن السبب فى الوفيات التى وصلت إلى 50 شخصًا والاصابات التى بلغت نحو 380 شخصًا حتى نهاية الأسبوع الماضى هى موجة الطقس السيئ والارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة.ورغم نفى وزارة الصحة السريع إلا أن «أكتوبر» حصلت على خطاب رسمى صادر عن إدارة مكافحة العدوى وأمانة المجالس الطبية المتخصصة، موجه إلى جميع مستشفيات الحميات برفع حالة الطوارئ والبحث فى أسباب تزايد حالات الوفاة والإصابة داخل المستشفيات بأعراض واحدة وهى ارتفاع فى درجات الحرارة والإجهاد، وأخطر الخطاب جميع المستشفيات بضرورة تحويل كل الحالات إلى أقسام الحميات مع إبلاغ إدارة مكافحة العدوى لحظيًا حالة كل مريض لاتخاذ اللازم. وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة إنه فى خلال 3 أيام فقط الأسبوع الماضى أصيب 377 مواطنا بالاجهاد الحرارى ووقعت حالات وفاة من كبار السن بسبب الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، مشيرا إلى أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس هم الرضع وصغار الأطفال وكبار السن 65 سنة أو أكثر والمرضى المعرضون للتشنجات العصبية والمرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة وخاصة أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم. وأوضح عبد الغفار أن أعراض ضربة الشمس هى ارتفاع فى درجة حرارة الجسم وإحمرار فى الوجه وجفاف فى الجلد والتهاب فى العين وإجهاد عام يصاحبه صداع وتقلصات عضلية والشعور بدوار مع قىء وشعور بالهذيان يؤدى إلى فقدان الوعى وسرعة فى النبض مع تنفس غير طبيعى ومن الممكن أن تظهر بصورة فجائية حيث يفقد الشخص وعيه من غير سابق إنذارويجب ملاحظة أن قلة العرق معناها احتياج الجسم لكثير من السوائل وفى الحالات التى تصل إلى درجة الدوار أو فقدان الوعى يجب نقل المصاب فورا إلى أقرب مستشفى حميات. وأضاف المتحدث الرسمى أن تلك الموجة أسفرت عن سقوط 15 حالة وفاة فى القاهرة و4 فى محافظة مطروح وحالتى وفاة بمحافظة قنا، بينما أصيب 40 شخصًا بالإجهاد الحرارى فى محافظة القاهرة، و9 مصابين فى محافظة القليوبية، و2 فى محافظة مطروح، و5 بالدقهلية، ومصاب فى البحر الأحمر، ومصاب بمحافظة أسيوط، و3 مصابين بمحافظة سوهاج، و4 فى الأقصر، ومصاب فى قنا. بينما ينفى الدكتور محمد عيد طبيب بمستشفى المطرية ما يقوله المتحدث باسم وزارة الصحة، مؤكدا أن الوضع مقلق حيث إن العناية المركزة بالمستشفى غير مجهزة لاستقبال هذه الحالات الحرجة خاصة وأن كل المرضى الذين دخلوا الاستقبال خلال الأيام الماضية مصابين بحمى شديدة بدأت خلال 24 ساعة لتصل إلى 41 درجة لافتا إلى أن بعض المرضى فى إغماءة تامة والبعض الآخر يصارع ليعيش والبعض فى حالة توقف فى القلب والأطباء محيطين به لعمل الإنعاش الرئوى. ويؤكد عيد أن بعض المرضى ظهر عليهم علامات الحمى الشوكية كتغيرات فى لون الجلد ومع عمل أشعة عادية على الصدر وضحت الالتهابات الشديدة فى الصدر، وهو ما يشير إلى أن الالتهاب الرئوى الحاد سريع الانتشار. أعراض المرض من جانبها تقول الدكتورة سناء أحمد فؤاد، أخصائية السميات إن الالتهاب السحائى أو الحمى الشوكية تعرف على أنها التهاب فى الغشاء المحيط بالمخ وعند حدوث الالتهاب ينتج عنه ظهور أعراض الالتهاب السحائى كالإصابة بالصداع وارتفاع درجة الحرارة. ويصاب الإنسان بهذا المرض من خلال الإصابة بمرض فيروسى، ويمكن أن تسبب العدوى البكتيريا أو الفطريات الإصابة بالحمى الشوكية وغالبا ما يعانى المريض من أعراض الالتهاب السحائى مدة لا تقل عن عشرة أيام. وتضيف أن أعراض الإصابة بمرض الحمى الشوكية هى ارتفاع درجة الحرارة بشكل تدريجى يصل أقصاه بعد الإصابة بعدة أيام وشعور المريض بصداع حاد مع وجود شعور بالرغبة فى القىء أو غثيان. مؤكدة إذا لم يتم علاج الحمى الشوكية بصورة فعالة وسريعة فإن مضاعفاته خطيرة مثل حدوث تلف أو ضمور دائم بالجهاز العصبى وفقدان السمع والعمى وعدم القدرة على الكلام وصعوبات فى التعلم. وأوضحت أن مرض الالتهاب السحائى مرض معدِ ينتقل من شخص لآخر عن طريق السعال أو العطس أو التقبيل أو مشاركة الشخص المريض فى أدواته مثل فرشاة الأسنان وأدوات الطعام أو حتى السيجارة لذا فان الحفاظ على نظافتك الشخصية، بالإضافة إلى وجود مسافة لا تقل عن مترين بينك وبين المريض تقيك من الإصابة بهذا المرض الخبيث. طوارئ بالمستشفيات وقال الدكتور أشرف الإتربى مدير عام مستشفيات الحميات بوزارة الصحة إنه تم رفع درجة الاستعداد فى جميع مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية بالتزامن مع الموجة الحارة التى تضرب البلاد، مشيرا إلى أن أسباب الوفيات تتمثل فى إجهاد حرارى شديد يؤدى إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية وغيبوبة وبعدها تتم الوفاة لافتا إلى أن الوفيات كلها لكبار فى السن. وأضاف الإتربى أن جميع المرضى يتم التعامل معهم وفق آليات التعامل مع الحالات التى تعانى من ارتفاع فى درجات الحرارة، مشيراً إلى أن جميع المرضى يلقون الرعاية الكاملة حتى تحسن حالاتهم وخروجهم من المستشفى، لافتاً إلى أن المتوفين بسبب الموجة الحارة يعانون من أمراض الضغط والسكر. ومن جهته أكد الدكتور عادل العدوى وزير الصحة، أن الوفيات على مستوى الجمهورية كلهم من كبار السن، مشيراً إلى أنه وجه مستشفيات الحميات بضرورة التعامل السريع مع الحالات لحمايتها من المضاعفات، كما أنه وجه أيضاً بضرورة إحالة أية حالات تصل للمستشفيات وتعانى من الإجهاد الحرارى لمستتشفيات الحميات. وأكد العدوى أن المستشفيات لم ترصد أية حالات حتى الآن مصابة بالحمى الشوكية أو الالتهاب السحائى، قائلا: الإصابات بعيدة كل البعد عن القول بوجود وباء تسبب فى الوفاة.. فالوضع تحت السيطرة. وطالب وزير الصحة المواطنين خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض القلب وذوى الاحتياجات الخاصة والأطفال باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة فى ضوء الارتفاع المسجل فى درجات الحرارة وعدم التعرض المباشر للشمس خاصة فى أوقات الظهيرة وعدم الخروج من المنزل إلا فى حالات الضرورة القصوى. وكانت وزارة الصحة وجهت عددا من النصائح للمواطنين، وطالبت الجميع تنفيذها وهى الإكثار من شرب الماء أو السوائل بكمية كافية وعدم التواجد فى أماكن سيئة التهوية وارتداء الملابس الفضفاضة الواسعة ذات الألوان الفاتحة خاصة القطنية وعند الشعور بالتعب يجب الراحة فى مكان ظليل وجيد التهوية، بالإضافة إلى تعرض الجسم لوسائل التبريد والاستحمام يومياً بماء فاتر ويفضل الامتناع عن المشى فى الشمس لمسافات طويلة واستعمال المظلة الشمسية أو القبعات الواقية لمنع التعرض المباشر للشمس.