على الرغم من أن مصر دولة زراعية إلا أن كلية الزراعة تأتى ذيل رغبات الطلاب، يقول د. حسنى عبد ربه أستاذ النباتات بكلية الزراعة إنه على الرغم من عدم اهتمام الطلاب بكلية الزراعة إلا أنها من أهم الكليات التى يحتاجها سوق العمل خلال الفترة المقبلة خاصة بعد التوسع فى مجال الزراعة الصحراوية كما أن الدولة تحاول توفير عدد من الأراضى للزراعة وسيكون خريجى الزراعة هم الأولى بالحصول عليها. وأضاف أن كلية الزراعة لا تعتمد على تدريس المواد الزراعية فقط وإنما هناك أكثر من 15 قسمًا آخر ولا يتعدى عدد الطلاب فى بعض الأقسام أكثر من 20 طالبًا مثل قسم الإنتاج الحيوانى، وأمراض النبات، علوم الأغذية، والاقتصاد الزراعى، والهندسة الزراعية وغيرها. قلة الأعداد مؤكدًا أن هناك بعض الشركات تتعاقد مع أوائل هذه الأقسام نتيجة قلة أعدادهم وأضاف: على الرغم من أننا نتمنى قبول طلاب بكلية الزراعة إلا أن قلة عددهم يؤهلنا لتقديم المادة العلمية بطريقة أفضل فنحن نعرف الطلبة بالاسم مشيرا إلى أن سوق العمل يحتاج خلال الفترة القادمة إلى التخصصات الفنية. وعن قسم التربية الخاصة بكليات التربية لتأهيل الخريجين للتعامل مع الحالات الخاصة من الإعاقات الذهنية والسمعية والذى يعد من المجالات المطلوبة فى سوق العمل منذ سنوات. يقول د. أحمد الصباغ أستاذ التخاطب بمعهد السمع والكلام إن هناك حوالى 8 ملايين معاق يتواجدون داخل مصر وتصل الخدمة الطبية إلى حوالى 3 ملايين طفل منهم فقط نتيجة قلة وعى الأهالى فى بعض الأوقات بعدم إلحاق أطفالهم بعيادات التأهيل أو لقلة العاملين فى المجال فى كثير من الأحيان. وأضاف لا يوجد مؤهلون للعمل بهذا المجال الذى يحتاج إلى مواصفات نفسية خاصة لمن سيعمل بها نتيجة الحالات التى سيتعامل معها والتى تحتاج إلى الصبر والهدوء فى التعامل مشيرا إلى أن هذا المجال ينقسم إلى قسمين خريجى التربية الخاصة والتى تتعامل مع الإعاقات الذهنية والحركية وهناك تخصص التخاطب الذى يحاول التعامل مع مشكلات اللغة ويحاول أن يأقلم المريض مع الإعاقة الموجودة لديه. وأشار إلى أن هذه المجالات تعتبر من المجالات الجديدة والواعدة فى مجال الطب كما أنها مطلوبة داخل وخارج مصر خاصة فى دول الخليج بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية التى أصبحت تهتم بهذا المجال وبالتالى تحتاج إلى متخصصين مدربين فى هذا المجال. أقسام مهملة وعن بعض الأقسام المهمة فى كليات الآداب ولكنها مهملة يقول د. أحمد الشرقاوى الأستاذ بكلية الآداب أن معظم الطلبة يركزون على قسمى اللغة الفرنسية والإنجليزية ويهملون أقسام اللغات الشرقية والتى تعتبر من المجالات المهمة المطلوبة فى سوق العمل وأقسام اللغة التركية والفارسية والعبرية اليونانية اللاتينية ، مشيرا إلى انه أحيانا تأتى السفارات إلى الكليات تطلب أوائل أقسام اللغة التركية والتى أشرنا إليها سابقا للعمل لديهم أو بالمعاهد التابعة لهم كما أنهم مطلوبون جدا فى الترجمة سواء بالصرف أو فى أقسام العلاقات الخارجية المصرية. ولفت إلى أن هناك أقسامًا مثل الاجتماع وعلم النفس يؤهلها للعمل فى مجال الطب النفسى وذلك من خلال إنهاء الدراسة بالكلية ثم الحصول على دبلومة فى العلاج النفسى وبالتالى تتيح العمل فى هذا المجال دون إعطاء أدوية مثل الطبيب النفسى وإنما يطلق عليه المعالج النفسى. ومن الكليات المظلومة فعليا والتى ينظر إليها البعض على أن خريجها هم مدرسون للألعاب فقط كلية التربية الرياضية ولكن هذا مفهوم خاطىء تماما هكذا يقول د. أحمد لاشين مشيرًا إلى كلية التربية الرياضية لا تؤهل الطلاب للعمل مدرسين فقط وإنما تفتح الباب أمامهم للعمل بمجال التأهيل الرياضى ككل ومن خلاله يمكن الحصول على دبلومات تعليمية تؤهل للعمل داخل الصالات الرياضية والتى يعتبر العمل بها من المجالات المربحة للغاية كما أنه مطلوب خارج مصر. العلوم المنسية وعن كلية العلوم التى تراجع الاهتمام بها تقول د. نيفين التهامى الأستاذة بكلية العلوم اننى اعتبر تلك الكلية من اهم الكليات العلمية على عكس ما ينظر إليها البعض فلدينا أقسام وتخصصات نادرة جدا وتؤهل طلابها للعمل بأفضل الأماكن ولكنها تحتاج إلى دراسة جادة مثل أقسام الجيوفيوياء والجيولوجيا وتوفر فرص عمل أفضل من خريجى كليات الهندسة والطب الذين أصبحوا يتخرجون بأعداد هائلة. وأضافت لابد أن يكون هناك دراسات توزع على الكليات وتوضح احتياجاتها خلال خمس أو عشر سنوات مقبلة بحيث تعمل الكليات على تأهيل طلابها على هذا الأساس بحيث يتخرج الطالب يجد فرصة العمل بدلا من أن نجد طوابير من الشباب والطاقات المكبوتة التى توجه الآن إلى الطريق الخطأ واستغلال عقولهم فى ما لا يفيد من خلال جهات غير معلومة.