استوقفتنى فيما قرأت مقولة لعالم الكمبيوتر الأمريكى الذى رحل عن عالمنا فى 2011 وصاحب اختراع الأى باد والآى فون الكمبيوتر المحمول يقول فيها «إن كل الأشياء من حولك من صنع بشر ليسوا أذكى منك وعندما تعلم هذا فلن تكون نفس الشخص مرة أخرى» ووجدتها نصف حالة المصريين الذين سيحتفلون بعد أيام قليلة بافتتاح قناة السويس الجديدة. فها هو الشعب الذى أسقط نظامين فى 3 سنوات يهب من جديد بإرادته القوية مصطفًا خلف قيادة تحرص دائمًا على أن تكون القدوة فى السلوك، والمثل فى الأداء، ويحقق إعجازًا بشريًا جديدًا بإتمام قناة السويس الجديدة فى سنة لا يساويه إلا إعجازه فى الصمود خلف قواته المسلحة وتحقيق النصر فى أكتوبر 1973 والذى وصفه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بأنه معجزة عسكرية بكل المقاييس تحققت فى 6 ساعات.! لقد أتهم المصريون كثيرًا فى وطنيتهم وإنتمائهم عندما قيل أنهم شعب من الكسالى، لا يعمل سوى 27 دقيقة فى اليوم، وأنهم يسعون دائمًا إلى المال دون عمل إلا أن حماسهم الذى لم يقل عن حماس رئيسهم الذى أحبوه وأحبهم كان وراء تلبية ندائه بجمع أكثر من 60 مليار جنيه فى 6 أيام لتمويل تنفيذ القناة الجديدة وهو أمر ليس جديدًا عليهم. فلم يكن اصطفاف المصريين الوطنى خلف السيسى إلا إمتدادًا لنفس الإصطفاف خلف ناصر فى تأميم القناة، وبناء السد العالى، وخلف السادات فى الحرب والسلام. إن أفراح المصريين اليوم لتؤكد للعالم أجمع أن الإرادة الشعبية هى العملة الوحيدة التى لا تنخفض قيمتها.. وتحيا مصر.