طبقًا لمحاضرة نشرتها مجلة الفن الإذاعى فى عددها ال 162 الصادر فى يناير عام 2001 كتبها رئيس معهد التدريب الإذاعى وقتها حسن أحمد حسن، فى مصر بدأ تفكير الحكومة فى إدخال التليفزيون حياة المصريين فى عام 1947، (نفس العام الذى قررت الحكومة فيه إنهاء عقد شركة ماركونى لإدارة الإذاعة وتمصير الإذاعة بالكامل) لكن أول تجارب الإرسال التليفزيونى كانت بعد ذلك التاريخ ب 4 سنوات، فى حين دخل التليفزيون حياة المصريين فعليًا فى يوليو عام 1960.فى المحاضرة ذكر رئيس معهد الإذاعة وقتها حسن أحمد حسن أن الحكومة المصرية اعتمدت مبلغ 200 ألف جنيه مصرى لإنشاء استديوهات للإذاعة والتليفزيون، وقد نقل هذا الرقم عن خبر نشرته البروجريه الفرنسية فى فبراير عام 1947، وذكر أن ذلك العزم فى تقديره لم يكن إلا محاولة من حكومةذلك الوقت لاستخدام اسم التليفزيون لتحقيق أغراض سياسية، لم يذكر لنا المحاضرفى المحاضرة المنشورة شيئا عن هذه الأغراض السياسية الذى كان لاستخدام اسم التليفزيون تأثير فى إقناع الناس بها كما لم يعلق على (المبلغ) المذكور أن الحكومة قد اعتمدته لبناء استديوهات للإذاعة والتليفزيون عام 1947 حيث كان المبلغ الفعلى الذى اعتمدته الحكومة فيما بعد هذا التاريخ ب 5 سنوات (108) آلاف جنيه هى تكاليف إقامة مبنى الإذاعة والتليفزيون الحالى على مساحة 12 ألف متر مربع فى ماسبيرو. فى مايو عام 1951 أجرت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أول تجربة إرسال تليفزيونى فى مصر حيث انتهزت فرصة حفل زفاف الملك فاروق (الزواج الثانى له) وقامت بتصوير الحدث وبثه على الهواء عن طريق محطة إرسال أقيمت فى مبنى سنترال باب اللوق، وكان لهذه الشركة المتخصصة فى تصنيع أجهزة الراديو والتليفزيون هدف من تلك الهدية التى قدمتها إلى الملك فاروق وإلى شعب مصر، حيث كانت تطمع فى الفوز بتعاقد يمنحها فرصة إنشاء التليفزيون فى مصر.. ويذكر المصدر ذاته الذى أنقل عنه هذه التفاصيل أن الشركة الفرنسية فى سكة الدعاية لفكرتها وكسب مؤيدين لها بين الشخصيات العامة قامت بوضع أجهزة استقبال تليفزيون فى بعض نوادى القاهرة الكبرى. دعت الشركة الصحفيين المصريين إلى سهرة وكان نقيب الصحفيين وقتها حافظ محمود هو أول صحفى يظهر على الشاشة الصغيرة الجديدة للرد على تحية البعثة الفرنسية للصحفيين ولمصر هذه التجربة الأولى فى البث التليفزيونى استخدمت فيها الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون إمكانيات مصلحة التليفونات المصرية. المحاولة الثانية لإدخال التليفزيون إلى حياة الناس فى مصر كانت فى مايو عام 1953 وكان المقترح إقامة محطة تليفزيونية بالقاهرة تغطى مساحة محدودة (60 كيلو مترًا مربعًا) من الممكن زيادتها فيما بعد لكن العرض الذى لاقى قبولاً من حكومة ذلك الوقت (حكومة ثورة يوليو 1952) كان اقتراح من الصاغ صلاح سالم قدمه إلى الرئيس جمال عبد الناصر عن إقامة محطة للإذاعة والتليفزيون فوق جبل المقطم. فى ذلك الوقت وبناء على ذلك الاقتراح وافقت الحكومة على إقامة مبنى للإذاعة والتليفزيون لكن فى شارع ماسبيرو وليس فى جبل المقطم واعتمدت الحكومة فى ذلك الوقت مبلغ 108 آلاف جنيه لإقامة هذا المبنى على مساحة 12 ألف متر مربع (وهو مبنى الإذاعة والتليفزيون الحالى)، وكان مقررًا أن تبدأ الخدمة (خدمة البث التليفزيونى) فى مصر مع مجىء عام 1958 لكن وقوع العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956 أدى إلى توقف كل الدراسات الخاصة بالمشروع وتأجيله إلى وقت آخر.. من جديد تم استئناف الدراسات فى الموضوع مع مطلع عام 1959 وكانت فى هذه المرة مهمته توصيل البث إلى أكبر مساحة ممكنة كما بحثت توفير أجهزة الاستقبال للجمهور بأسعار معقولة، فى 25 يوليو عام 1959 تم فتح العطاءات المقدمة من الشركات (14 شركة عالمية من كبرى الشركات المنتجة لمعدات وأجهزة التليفزيون فى العالم)، وافقت الحكومة على العرض المقدم من شركة (R.C.A) الأمريكية بعد ذلك التاريخ ب 6 شهور فقط بدأ تنفيذ الإنشاءات الهندسية ومحطات الإرسال وكان توقع الخبراء أن يكون التليفزيون المصرى حاضرًا فى حياة الناس مع مطلع عام 1961. لكن الرئيس جمال عبد الناصر حدد يوليو عام 1960 موعدًا لبدء الإرسال وقد حدث، وكانت تجهيزات البرامج تتم فى مسرح قصر عابدين وكان العمل الفنى يجرى فى أحد بلاتوهات استديو مصر (حيث لم يكن مبنى الإذاعة والتليفزيون ومُستكمل البناء وقتها).