ارتبط لقب العظمة عادة بالله سبحانه وتعالى، ولكن من أغرب الأمور أن إنسان العصر الحالى قام باقتباس هذا اللقب ألا وهو العظمة فى عديد المجالات الخاصة بالظاهرات الجغرافية سواء أكانت طبيعية أم بشرية! وقد نبعت فى ذهنى أو تفكيرى كأستاذ جامعى فكرة التنويه إليها مع تشددى فى انطباقها وارتباطها بالله، وبهذا تكون العظمة لله وحده، ولقد تبينت من الفحص الدقيق لفرعى الجغرافيا الطبيعية أن كلمة العظمة ارتبطت ببعض هذه الظاهرات ولكننا قبل أن نستعرض عظمة هذه الظاهرات نؤكد أن العظمة فقط لله وحده لأنه هو الذى خلق كل هذه الظاهرات فهو الأكبر والأحق والأجدر بالعظمة فما عظمة المخلوقات إلا دلالة عى عظمة الخالق وإليك بعضًا من هذه الظاهرات الطبيعية ولقب العظمة. فالبحيرات العظمى خمس فى شمال أمريكا الشمالية وست فى وسط أفريقيا فالتى فى أمريكا الشمالية تستفيد بها مقاطعتان فى كندا وثمانى مقطاعات فى أمريكا وهذه البحيرات هى سوبيرو وهورن وميتشجان وإيرى وانتاريو وتحتوى على 20 بالمائة من المياه العذبة فى العالم ويعتمد عليها 35 مليون نسمة كمصدر لمياه الشرب، وتعويض المأخوذ منها لايزيد على 1 بالمائة سنويًا، وأما البحيرات الست العظمى فى أفريقيا فهى فكتوريا وتنجانيقا ونياسا وتوركانا وألبرت وكيوفو، وهى خزان مائى عذب، وهى منابع عليا للنيل الأعلى، تتميز هذه البحيرات بغناها باليورانيوم، والكوبالت، والنحاس، والذهب، والألماس، والأحجار الكريمة، وبها شلالات إنجا، تكفى وحدها لسد حاجة أفريقيا ككل من الكهرباء، وهى مطمع أجنبى قديمًا وحديثًا،حيث يمكن استغلالها فى العمران وحياتها المتنوعة، وهناك البحيرات المائية شمال خليج السويس بمصر وهى بحيرتان:- الأولى البحيرة المائية الصغرى، جنوب الكبرى وتقع الكبرى فى مدينة فايد ومياههما مالحة وهما معًا حاجزتان لقناة السويس من التيارات البحرية التى تتدفق من البحر الأحمرجنوبا ومن البحر المتوسط شمالًا وهى تيارات المفقود من مياه البحيرتين المفقودة بالتبخر، وهذه البحيرة تأثرت بحرب 67 فاحتجزت بها 14 سفينة حتى عام 75 فعرفت تلك السفن بالأسطول الأصغر بسبب تراكم رمال الصحراء عليها بشكل كثيف وهى البحيرات التى شهدت فى 1945اجتماع كل من ونستون تشرشل وستالين ثم فرانكلين مع الملك عبد العزيز ملك السعودية رحمه الله على متن طراد يو إس إس كوينسى. وهناك بحر الرمال العظيم وهو تكوينات رملية عظيمة المساحة 240 ألف كيلو متر مربع وهى منطقة تحوى 3 ملايين و700 ألف فدان قابل للزراعة حيث تتركز مواردها المائية على الخزان المائى الجوفى لمياه مصر الجوفية داخل إطار مكونات الحجر الرملى النوبى. وهو بذلك خزان يمكن سد حاجة مصر من الماء فى وقت تخفيض حصة مياهها من نهر النيل إذا فشلت المساعى السياسية فى هذا الاتجاه خاصة سد النهضة الذى يهدد أراضى مصر الزراعية بالبوار بشكل مباشر، وهناك الحوض الأرضى العظيم وهو هبوط أرضى بغرب أمريكا وهو صد عبير نتج عن الموجة الحركية لأمريكا الشمالية نحو الغرب الذى تركز فيما بين جبال الروكى وجبال سيرا نيفادا، ومن الظاهرات البشرية سور الصين العظيم المبنى فى شمال الصين فى عام 202 قبل الميلاد وشارك فيه أكثر من 300 ألف عامل، وقد بنى من الطوب وبعض أجزائه من الطين وبلغ طوله 6700 متر وعرضه مابين 4 أمتار ونصف و9 أمتار عند قاعدته ويضيق عرضه إلى 3 أمتار فى أعلاه وبنى لحماية الصين من غزوات أعدائها مثل المغول والهون وغيرهما من الشعوب وزود بأبراج على أبعاد فاصلة 200 متر، تهدمت بعض أجزائه ولكن توجد أطلاله. كل هذه الظاهرات الطبيعية التى توصف بالعظيمة مهما كانت هذه العظمة فتدل على الخالق الأعظم، ألست معى فى أن تعدد لفظ العظمة على هذه الحالات يتضاءل وأن العظمة لله وحده؟