السيد رشاد بعيدا عن ملف سد النهضة الإثيوبى، الذى يعد أهم وأخطر الملفات على أجندة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فإن ملفا آخر لا يقل خطورة، هو الوجه الآخر لأزمة نهر النيل، هو ملف تلوث شريان الحياة لمصر، وإذا كان أجدادنا العظماء قدسوا النيل، وحافظوا عليه آلاف السنين، بل جعلوا النفى والجلد والإعدام عقوبات رادعة لمن يرتكب خطيئة تلويث مياه النيل، وخصصوا شهر أغسطس من كل عام ليكون «عيد وفاء النيل» الذى يمدنا بماء الحياة والنماء، التى تنساب بشرا وشجرا وطيرا وتنمية وحضارة فى شرايين مصر، فإننا وبكامل وعينا عقدنا أسوأ صفقة على مدار تاريخنا الممتد عشرة آلاف عام لتدمير النيل بكل أشكال وصور التلوث، ليتحول النهر الخالد بعد «خيانتنا له» إلى نهر عجوز أصيبت شرايينه ومعه مصر بالتصلب والشيخوخة، ليكون حصاد «خيانة النيل» عشرات الأمراض والكوارث وتبوير الأراضى وانتشار السموم. هل تشهد الجمهورية الثالثة حلا جذريا لأزمة التعديات على النيل وتلويثه، وتعيد الاحتفال بعيد وفاء النيل عن جدارة واستحقاق، ونبدأ من حقائق الجغرافيا التى تقول إن نهر النيل، هو واحد من أطول أنهار العالم، ويبلغ طوله 6690 كيلومترا بداية من نهر الكاجيرا فى قلب إفريقيا حتى المصب إلى البحر المتوسط، وهو النهر الوحيد فى العالم الذى يفيض حينما تبدأ كل أنهار العالم الأخرى فى الهبوط الصيفى، وليس فى الأرض نهر يجرى إذا نقصت المياه إلا النيل، ولفظ النيل الذى عرف به نهرنا الخالد مشتق من الكلمة اليونانية «نيلوس»، وإن كانت هناك رواية تقول إن النهر كان يدعى «إيجبتوس» ثم أطلق عليه النيل تخليدا لذكرى الملك «أنيلوس» الذى قام بحفر الترع والقنوات واهتم برعاية النهر الخالد فأطلقوا اسمه عليه تقديرا لذلك. ولأن النيل يقطع طريقا طويلا وسط بيئة شديدة الحرارة والجفاف، فإنه يفقد معظم مائه فى الطريق ويعود ليجدد قوته على عدة مراحل. النيل هو النهر الوحيد الذى يستطيع الخروج من بحيرة فيكتوريا بوسط إفريقيا فى ظاهرة جغرافية فريدة من نوعها، فهذه البحيرة الضخمة تعد مصبا للعديد من الأنهار مثل نهر الكاجيرا - التى يبدأ قياس النيل الطولى من عنده - فتبتلع البحيرة جميع هذه الأنهار، ماعدا النيل الذى يستطيع ببطولة نادرة أن يجتاز العوائق ويصنع المستحيل ليخرج من البحرة حاملا ماء الحياة إلينا، وهو فى تلك الرحلة الشاقة يستمد 15 % من مائه من الهضبة الاستوائية المطيرة التى يمر بها خط الاستواء، لكن كمية ضخمة من ماء هذه الهضبة تهدر فى بحر الجبل والنيل الأزرق مما يصيب النيل بالوهن الشديد. حتى يسترد عافيته ب85 % من قوته المائية من خلال الأمطار الهائلة التى تسقط على الهضبة الإثيوبية، فضلا عن نصف مليون متر مكعب من بحر الغزال. وكما يقول الكاتب والباحث حفنى مصطفى حفنى، فإن النيل ينبع من مساقط «ريبون» والتى تقع شمال خط الاستواء رأسيا، ويطلق عليها الجغرافيون «أرض الحجارة»، ويبلغ عرضها 300 متر، وتحف صخورها ألوان متعددة من الشجيرات والأزهار البرية، كما ترفرف على جابنى نبع النيل طيور البلاشين، وهو الطائر المعروف باسم «مالك الحزين» والكراكى، وهو طائر كبير أبتر الذنب، وأغبر اللون طويل العنق والرجلين، وكذلك طيور أبو سعن وهى طائفة من الطيور طويلة الأرجل والتمامر، وهو جمع ثمرة، وهو طائر جميل أصغر من العصفور ويعيش على امتصاص الزهر والثمر، وهناك أيضا القاوند، وهو عصفور صغير ذو ريش جميل يعيش على ضفاف مجارى المياه ويصيد صغار السمك، والدعرة: وهو طائر صغير يكثر من تحريك ذيله، كل هذه الطيور تشهد القطرات الأولى للنيل وهو مازال جنينا يتخلق رسولا إفريقيا يحمل إلى دول حوضه نبض الحياة وبشارة الطبيعة الساحرة من أعماق القارة السمراء إلى ضفاف المتوسط. رحلة الأهوال يعد مسقط «أوين» هو المسقط الثانى للنيل بعد مسقط ريبون، وهو يماثله تقريبا فى العرض وإن كان أعمق منه مرتين، بعدها ينحرف النيل إلى الشمال مارا ببيئة شديدة العذرية، حيث تتوارى المراعى والمروج والبيوت والأكواخ هربا من مرض «النوم» الذى ينتشر فى تلك المناطق على حافة الأخدود الإفريقى العظيم، وتظهر الغابة البكر التى تعانق النهر ويعانقها مستمتعا بالسباحة فى عينيها الخضراويين، بينما تلهو أعشابها المتشابكة مع أمواجه الحنون. وعلى بعد 60 كيلومترا من المنبع يترك النيل مهد الطفولة ليدخل مرحلة الشباب، حيث يمضى طوال 200 متر بين المساقط والدوافع حتى يحيط ببعض جزيرات صغيرة كثيرة الغابات عند درجة العرض الشمالية الأولى، حيث يكاد يتماس مع الخط الحديدى المتوجه نحو الجنوب الشرقى فى كينيا، حتى يصل إلى مسافة واسعة موحلة تسمى بحيرة «كيوغا» وهى مستنقع يحف بها نبات البردى طوال 100 كيلومتر، حيث ينضم إلى نهر كافو الصغير الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة فى البحيرة، بينما ينحدر النيل نحو الشمال. وفجأة وبلا مقدمات ينعطف النيل نحو الغرب ويضيق مجراه حتى يصل إلى الفيلق الإفريقى البقعة الصخيرة التى تتجمع فيها كتل الصوان، ويهبط من ارتفاع 40 مترا ويضيق اتساعه حتى لا يتجاوز 6 أمتار، وذلك بسبب مصب البحر الاستوائى الداخلى إلى هذا المسقط الذى يعد اختبارا قاسيا للنيل، لكن النهر العظيم سرعان ما يستعيد عنفوانه عند مساقط مرشسن، حيث تتعانق المياه مع الشمس الساطعة وترتع تماسيح النيل على صفحة النهر بالآلاف. عراة على بعد 500 كيلو متر من المنبع يستريح النيل قليلا على ضفاف بحيرة ألبرت وبعدها يتسع مجراه حتى يتحول إلى بحيرات صغيرة يحيط بها نبات القصب من كل اتجاه، وعلى ضفاف هذه البحيرات فى منطقة البونغو يعيش مجموعة من الرجال والنساء الأفارقة معيشة غاية فى البدائية، حيث يمضى الرجال عراة تماما لا يحملون سوى رماحهم التى يستخدمونها فى الصيد، أما النسوة فيغطين أجسادهن السمراء اللامعة بأوراق الشجر فقط. الغريب أن الرجال يتركون لنسائهم الحرية المطلقة فى دنيا العشق والغرام فلا يضربوهن إلا عند رداءة الطحن أو الطهو، لا بسبب عشاقهن، وإذا حملت المرأة هناك سفاحا عليها الإفصاح عن اسم من كان يعاشرها، والذى عليه بدوره أن يقدم بقرة تكفيرا عن خطاياه وثأرًا للشرف، أما إذا كانت للمرأة عدة عشاق وكانت جريئة أخذت قبضة من التراب ونثرتها على ضفاف النيل وهى تصرخ هؤلاء عدد عشاقى، ويواصل النيل طريقه، حيث ينقبض مجراه فى مضيق يبلغ عرضه سبعين مترا بسب الصخور، بعدها ينحنى فجأة من الشرق إلى الشمال بنحو 90 درجة ليتحول إلى نهر جبلى، لذلك يطلق على النيل فى تلك المنطقة «بحر الجبل» ويستمر هذا الاسم ملاصقا للنيل لمسافة 700 كيلومتر، وبعدها ينهى النهر مرحلة الشباب ليبدأ مرحلة النضج والهدوء ويصبح صالحا للملاحة، وهى المرحلة التى تستمر بين درجتى 5 و18 عرضا، أى لمسافة تقدر بنحو ألفى كيلومتر، وهى المرحلة التى يمر بها النيل فى الدولتين الشقيقتين السودان ومصر، حيث يحمل الغرين، وفى هذه المرحلة يتعرض النيل لمحنة بيئية أخرى، هى مروره بكتل من النباتات العائمة التى تنشر الفوضى فى مجرى النيل، خصوصا فى ظل ضغط الرياح الموسمية، حيث يتشتت فى قنوات ملتوية وخلجان وبحيرات وبرك وأحواض تمضى كأخاديد وسط جبال القمر، وينكمش أخدوده فلا يزيد على ستة أمتار، حتى يصل النيل إلى «بور» ليستر النيل مجراه وحريته وتزداد سرعته، حتى يبلغ الحد الغربى من مجراه فى الدرجة الثلاثين من الطول الشرقى، حيث يوجد الشلال الثالث وبعد نحو 120 كيلومترا يبلغ «ملاكال» ثم يسلك طريقه الطبيعى من الجنوب إلى الشمال، حيث يلتقى ببحر الغزال، ثم يلتقى النيل ببحر الزراف شرق بحيرة «نو» حتى الامتداد الجنوبى لمجرى النيل الأبيض ثم يلتقى بنهر السوباط الذى يصب فى مجرى النيل، وهو الرافد الأول الذى يحمل غرين الحبشة، ويمد النيل بنحو 14 % من مياه النيل فى الخرطوم. ويستمر النيل فى مسيرة بلا عوائق 1200 كيلومتر بين سفح هضبة البحيرات والخرطوم، حيث يتعانق النيل الأبيض والنيل الأزرق، والأخير يخرج من بحيرة طانة على ارتفاع 2700 متر، وفور تعانق النيلين الأبيض والأزرق يدخل الماء الطيب أرض مصر الطيبة فى رحلة تبلغ 1500 كيلومتر وحيدا بلا أى روافد، وذلك عند دائرة العرض 22، حيث يضيق المجرى والوادى ويتسع السهل الرسوبى وتحفه أحجار رملية حتى إسنا بعدها تحل الصخور الجيرية، حتى يصل إلى قنا، حيث تقترب الحافة الغربية من النيل فيدور فى تثية كبيرة ليغير اتجاهه من الشرق إلى الغرب، ثم يعود إلى مجراه مرة أخرى عند نجع حمادى، حيث يتجه إلى الشمال، ويلتزم الجانب الشرقى من الوادى ليدع السهل يفيض على الضفة الغربية، حيث تقوم الزراعة ويستقر البشر. وعندما يصل النيل إلى شمال القاهرة تنفرج الحافتان اللتان حكمتا السهل الرسوبى ليكون النيل دلتاه الشهيرة والتى يحدها فرع دمياط فى الشرق وفرع رشيد فى الغرب، اللذان يمضيان نحو البحر المتوسط. بينما تحتضن الدلتا بحيرة البرلس بين فرعى دمياط ورشيد، وتؤدى ظاهرة عدم تكامل الترسيب النهرى إلى وجود عدد من البحيرات منها البردويل شمال شبه جزيرة سيناء والمنزلة غرب قناةالسويس، والمنزلة ومريوط، وهى بحيرات يفصلها عن البحر شطوط غرينية ورملية جيرية. وإذا كان النيل يمر بعشرات العقبات على مدار طريقه الوعر من المنبع فى قلب بحيرة فيكتوريا إلى المصب فى الأبيض المتوسط، فإن هذه المصاعب والعقبات التى يجتازها النيل ببطولة نادرة لا تساوى شيئا، أمام ما يتعرض له من مخاطر وأهوال فى المسافة بين أسوان إلى رشيد ودمياط، وهى أهوال يشتعل لها رأس النيل شيبا، ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة على أسنة رماحها، لولا بقية من عنفوان المقاومة تحفظ بدورها الرمق الأخير للحياة فى مصر التى لا حياة لها بدون النيل. تعديات فعلى امتداد مجرى النهر الخالد يتعرض النيل لكل أشكال التعديات ممثلة فى الصرف الصناعى من آلاف العائمات والبواخر السياحية والمصانع التى تصب مخلفاتها فى مجراه ومعظمها دون تنقية أو تكرير، مرورا بمخلفات الصرف الزراعى المكدسة بالمبيدات السامة والشوائب، وانتهاء بإلقاء المخلفات الصلبة والحيوانات النافقة والقمامة فى مياهه، هذا الوضع المأساوى الذى دفع المفكرة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، أشهر من أرخ للنيل أن تطلق صيحات التحذير من تفاقم مشكلة تلوث النيل وآثارها المدمرة، خصوصا على القاهرة، لتطالب بسرعة نقل الورش والمصانع على ضفتى النهر إلى قلب الصحراء، وإقامة الحدائق بدلا منها ونشر المتنزهات الشعبية لتنقية البيئة التى دمرتها المصانع والورش. ملوثات أما الدكتور أحمد لطفى، استشارى أمراض الباطنة والقلب بطب قصر العينى فيقول: إن أخطر الملوثات المائية هو إطلاق الصرف الصحى والزراعى والصناعى فى النيل، مما يجعل مياهه غير صالحة للاستخدام الآدمى، بل تهدد بالخطر صحة المواطنين وفى مقدمتها أمراض الفشل الكلوى، مشيرا إلى أن زيادة نسبة المعادن الثقيلة خصوصا الرصاص والنحاس والفوسفات نتيجة الصرف الصناعى تؤدى إلى تفاقم مشكلة التلوث، ويتضافر معها - مع الأسف الشديد - الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والنواتج العضوية، وكلها تؤدى إلى أمراض خطيرة تصيب الجهاز الهضمى للإنسان بالعديد من الأمراض والأوبئة، فضلا عن كونها المتسبب الرئيسى فى الفشل الكبدى والكلوى والإصابة بالسرطانات المختلفة جراء تناول مياه الشرب أو عن طريق تناول الأسماك والمحاصيل الزراعية بسبب المياه الملوثة التى تعيش وتنمو فيها. للحصول على مياه نقية يقول د. نبيل صدقى، الخبير فى الصحة العامة وأمراض البشرة والجلد: يفضل أن تستخدم المنازل فلاتر تنقية المياه المصنوعة من الفحم، حيث إنه أكثر المواد امتصاصا للشوائب والملوثات، كذلك عدم استخدام خزانات المياه الحديدية نتيجة خطورتها بسبب تراكم القاذروات فى مياهها الراكدة أو لإهمالها مما يصيبها بالصدأ، مما يمثل خطورة على حياة المواطنين، مشيرا إلى أن تلوث مياه الشرب له خطر بالغ على بشرة الإنسان. فيما تؤكد د. هبت الله رأفت، مدرس الأحياء المائية بكلية البنات جامعة عين شمس، أن النيل ينقى ذاتيا كل 11 كيلومترا من خلال دورة المياه الطبيعية، لكن العناصر السامة الثقيلة مثل مادة د.د.ت والأكاسيد المختلفة بأنواعها ترسب فى قاع النهر ولا تذوب، وسرعان ما تطفو مرة أخرى فور تحرك السفن والمراكب ليختلط بمياه محطات التنقية والمعالجة الكيماوية، مما يتسبب فى تسرب أجزاء منها إلى مياه الشرب، وتطالب د. هبت الله بتوفير سبل المعالجة والحماية فى الأجلين القصير والطويل للحفاظ على النيل من التلوث كمصدر للحياة. تشديد العقوبات من جانبه يرى الخبير القانونى خالد حمدان حمادة، أن قانون حماية النيل الذى صدر عام 1984 لم يطبق بشكل فاعل حتى الآن، ويطالب خالد حمدان بضرورة تشديد العقوبات فى مواجهة ملوثى مياه النيل سواء أكانوا أشخاصا اعتباريين (مصانع وشركات) أم أشخاصا طبيعيين، وذلك لترويع هؤلاء المخالفين حفاظا على هيبة القانون وحماية للصحة العامة، كذلك إزالة التعديادت الواقعة على النيل بكل صورها ووضع الضوابط الخاصة باستخدامات النيل وضمان عدم إقامة أبراج وكتل خرسانية تحجب رؤية النيل مع تشديد الرقابة على وسائل وأجهزة المعالجة الكيماوية للمخلفات الملوثة للنيل وضرورة التفتيش الدورى لضمان تطبيق قوانين المحافظة على البيئة. ويطالب د. محمد ممدوح غالى، الخبير المائى بإيقاف إهدار مياه النيل، خصوصا فى المنتجعات ونوادى الجولف التى تحصل على المياه مباشرة من النيل عبر مواسير مباشرة دون مراعاة لحقوق المواطنين، ودون سداد لتكلفتها الحقيقية وتحويل هذه المياه إلى أراض جديدة لإنتاج الحبوب وفى مقدمتها القمح. ويرى د. محمد ممدوح غالى أنه يمكن تعويض الفاقد فى سد النهضة عن طريق خلق تعاون جيد مع جنوب السودان لإتمام مشاريع قناتى جونجلى 1 وجونجلى 2، من خلال النيل الأبيض، كما يمكن توفير 4 مليارات أخرى من نهر مشارى من خلال تصفية المستنقعات لتضاف إلى حصة مصر عبر النيل الأبيض، وتوفير المليارات السابقة الباقية من نهرى السوباط وعطرة بالتعامل مع المستنقعات، لتصب هذه الكمية فى النيل الأبيض الذى يلتقى مع النيل الأزرق فى جزيرة توش فى الخرطوم، وإضافة الحصة لمصر بمعدل 20 مليار متر مكعب بعيدا عن سد تاكيزى وسد الألفية، وهذا التعويض لفاقد سد النهضة قضية مصيرية لمصر لا يمكن التهاون فيها. يذكر أن النيل هو المصدر الرئيسى لموارد مصر من الثروة المائية، ويبلغ نصيب مصر من مياهه وفقا لاتفاقيات حوض النيل الدولية 55 مليار متر مكعب سنويا، بينما تشير الإحصاءات إلى قفز استهلاك مصر من المياه إلى 80 مليار متر مكعب خلال العامين القادمين، مما يعنى وجود عجز كبير فى المياه، الأمر الذى يتطلب ضرورة إعادة النظر فى تعاملنا مع نهر النيل، والحفاظ على بيئته المائية نقية بعيدا عن التلوث مع بعض مخططات حكيمة لتغيير الاستهلاك الزراعى والصناعى فى المياه وتقليل نسبة الفاقد إلى أقل حد ممكن حتى لا نتعرض لكارثة مائية، وقتها لن يشفع البكاء حتى لو فاض النهر الخالد بدموعنا بدلا من مياهه العزيزة.