رئيس جامعة طنطا يواصل جولات متابعة سير أعمال الامتحانات النهائية    الوزراء: لا توجد أي مؤشرات على تغير مستوى الخلفية الإشعاعية داخل مصر    وزير الطيران: استقبلنا أكثر من 700 طائرة بعد غلق المجالات الجوية المجاورة    فرق فنية للمرور على لجان الثانوية العامة بالقاهرة للتأكد من توافر خدمات مياه الشرب    محافظ المنيا يُسلم 328 عقد تقنين لأراضي أملاك الدولة    متحدث جيش الاحتلال : الهجمات الإيرانية لم تتوقف وإسرائيل مستعدة لكل الاحتمالات    خبير عسكري يفجر مفاجأة بشأن الضربات الإسرائيلية ضد إيران    ماسكيرانو يثير الجدل قبل مواجهة الأهلي وإنتر مامي    قائد بوتافوجو: مستعدون لمواجهة أتليتكو مدريد وسان جيرمان.. ونسعى لتحقيق اللقب    في اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث.. النيابة الإدارية تشدد علي الإبلاغ عن جريمتها    مؤامرة الحريم، محمد خميس يروي قصة قتل الملك رمسيس الثالث    بيعملوا كل حاجة على أكمل وجه.. تعرف على أكثر 5 أبراج مثالية    متحدث الحكومة يكشف أسباب تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير: التداعيات الإقليمية ستستمر لفترة طويلة    مايان السيد تنشر صورًا من حفل زفاف شقيقتها وتعلق: "أختي أحلى عروسة"    ب فستان جريء وشفاف.. جومانا مراد بإطلالة لافتة في أحدث ظهور    أحاديث عن فضل صيام العشر الأوائل من شهر المحرم    التايمز: الدفاع البريطانية تأهبت قبيل هجوم إسرائيل على إيران لكن تم استبعادها    مصدر ليلا كورة: الزمالك يرحب بعودة طارق حامد.. واللاعب ينتظر عرضًا رسميًا    السياحة: منع الحج غير النظامي أسهم بشكل مباشر في تحقيق موسم آمن    خبير استراتيجي: إيران في مأزق كبير.. والجبهة الداخلية مخترقة بدعم أمريكي    نور الشربيني من الإسكندرية تؤازر الأهلي في كأس العالم للأندية    تزامنا مع دخول الصيف.. الصحة تصدر تحذيرات وقائية من أشعة الشمس    صوت أم كلثوم على تتر مسلسل «فات الميعاد» | شاهد    تعليمات لرؤساء لجان امتحانات الثانوية العامة بالفيوم    "الإصلاح المؤسسي وتحسين كفاءة الخدمات الحكومية".. جلسة تثقيفية بجامعة أسيوط    شركة سكاى أبو ظبي تسدد 10 ملايين دولار دفعة مقدمة لتطوير 430 فدانا فى الساحل الشمالي    بأغاني رومانسية واستعراضات مبهرة.. حمادة هلال يشعل أجواء الصيف في حفل «بتروسبورت»    ديمبيلي يكشف عن الهدف الأهم فى مسيرته    باحث عمانى: جميع الخيارات مطروحة لإنهاء الحرب أو استمرارها    تعاون بين «إيتيدا» وجامعة العريش لبناء القدرات الرقمية لأبناء شمال سيناء    تأجيل محاكمة 3 متهمين في حادث وفاة لاعب الكاراتيه بالإسكندرية ل28 يونيو للنطق بالحكم    كأس العالم للأندية.. باريس الباحث عن موسم استثنائي يتحدى طموحات أتلتيكو    رئيس الوزراء يتفقد مركز تنمية الأسرة والطفل بزاوية صقر    الأكاديمية العسكرية تحتفل بتخرج الدورة التدريبية الرابعة لأعضاء هيئة الرقابة الإدارية    امتحانات الثانوية العامة.. الصحة تعتمد خطة تأمين أكثر من 800 ألف طالب    محافظ كفر الشيخ يُدشن حملة «من بدري أمان» للكشف المبكر عن الأورام    لطلاب الثانوية العامة.. نصائح لتعزيز القدرة على المذاكرة دون إرهاق    «التعليم العالي» تنظم حفل تخرج للوافدين من المركز الثقافي المصري لتعليم اللغة العربية    خبير اقتصادي: الدولة المصرية تتعامل بمرونة واستباقية مع أي تطورات جيوسياسية    السجن المؤبد ل5 متهمين بقضية داعش سوهاج وإدراجهم بقوائم الإرهاب    تخفيف عقوبة السجن المشدد ل متهم بالشروع في القتل ب المنيا    غدا.. بدء التقديم "لمسابقة الأزهر للسنة النبوية"    أهم أخبار الكويت اليوم السبت 14 يونيو 2025    غدا .. انطلاق فعاليات مؤتمر التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" ومؤسسة "شجرة التوت" يطلقان فعاليات منصة "القدرة على الفن - Artability HUB"    يسرى جبرى يرد على من يقولون إن فريضة الحج تعب ومشقة وزيارة حجارة    باستخدام المنظار.. استئصال جذري لكلى مريض مصاب بورم خبيث في مستشفى المبرة بالمحلة    إيران تؤكد وقوع أضرار في موقع فوردو النووي    إجرام واستعلاء.. حزب النور يستنكر الهجمات الإسرائيلية على إيران    طلب إحاطة يحذر من غش مواد البناء: تهديد لحياة المواطنين والمنشآت    وكيل تعليم الإسماعيلية يجتمع برؤساء لجان الثانوية العامة    مدبولي: الحكومة تبذل قصارى جهدها لتحقيق نقلة نوعية في حياة المواطنين    الطبيب الألماني يخطر أحمد حمدي بهذا الأمر    على غرار ياسين.. والدة طفل تتهم مدرب كاراتيه بهتك عرض نجلها بالفيوم    الصحة: قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال ب«طنطا العام» بمشاركة الخبير العالمي الدكتور كريم أبوالمجد    جماهير الأهلي توجه رسائل مباشرة ل تريزيجية وهاني قبل مباراة إنتر ميامي (فيديو)    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى ل أكتوبر: الإخوان لا يستطيعون اتخاذ قرار دون الرجوع لتركيا وقطر
نشر في أكتوبر يوم 21 - 06 - 2015

فى يوليو 1997 أصدر ستة من قيادة الجماعة الإسلامية بيانا أعلنوا فيه وقف عمليات العنف وكذلك وقف كل البيانات المحرضة عليه من جانب واحد دون قيد أو شرط وهو ما أطلق عليه وقتها مبادرة وقف العنف . هذه المبادرة كانت إيذانا بإنهاء سلسلة طويلة من عمليات العنف والتفجيرات التى قام بها اعضاء الجماعة الإسلامية ضد رموز ومؤسسات الدولة . وفى هذا الحوار مع «أكتوبر» يتحدث الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الاسلامى واحد القادة الذين وقعوا على هذه المبادرة عن الأسباب التى دفعتهم للتوقف عن عمليات العنف وإطلاق تلك المبادرة ، وكيف تعاملت معها الدولة وكذلك أعضاء الجماعة بالداخل والخارج ، وحقيقة ماتردد عن أنها كانت مجرد صفقة بين نظام مبارك والجماعة الإسلامية ، كما يكشف عن الأخطاء التى وقعت فيها الحركة الإسلامية بشكل عام وخصوصا فيما يتعلق بتركيزها على تكفير الحكام وتأجيج الصدام معهم والسعى الدائم للحصول على السلطة إلى جانب الدعوة، وأخيرا يتحدث عن مدى إمكانية أن تتبنى جماعة الإخوان طريق المراجعات لإنقاذ ما تبقى من تنظيمها وكوادرها وإلى نص الحوار. ? لنبدأ من مبادرة «منع العنف» لماذا فكرتم فى إطلاقها ؟!
?? محاولتنا لوقف العنف فى مصر لم تبدأ عام1997 وقت إعلان المبادرة ولكنها بدأت قبل ذلك بكثير، فقد كانت هناك محاولات مبذولة فى الماضى لإيقاف العنف، ولكنها فشلت لأسباب مختلفة ثم كانت المحاولة الأخيرة فى يوليو 1997 والتى كتب لها النجاح بفضل الله تعالى والمبادرة ببساطة هى تغيير فقهى مهم وتجديد فقهى عظيم قام به قادة الجماعة الإسلامية بشجاعة ورجولة منقطعة النظير وهذا ما كتبه العلامة الكبير د.محمد سليم العوا مادحا هذا التغيير الفقهى فى الطبعة الجديدة لكتابه «تجديد الفقه الإسلامى» وكذلك الدكتور يوسف القرضاوى الذى مدح شجاعة الذين قاموا بهذه المبادرة، أما قصيرو النظر أو ذوو الأهواء أو الأغراض الخاصة فلا يرون فيها إلا نوعاً من التغير أو التلون السياسى والذى يقرأ كتب المبادرة يعلم أنها بعيدة عن ذلك بُعد المشرقين.
? ماذا عن الأجواء التى أحاطت بأول بيان للمبادرة ؟!
?? كان البيان الأول مفاجأة أصابت الجميع بالذهول وذلك عندما وقف الأخ محمد أمين فى المحكمة العسكرية فى يوم 5/7/1997أثناء نظر القضية العسكرية رقم (235) ليلقى بيانا مذيلا وموقعا بأسماء ستة من قادة الجماعة الإسلامية يطلبون فيه إيقاف عمليات العنف بالداخل والخارج ووقف جميع البيانات المحرضة عليها دون قيد أو شرط ومن جانب واحد، كان هذا البيان هو البداية أو لنقل هو الحجر الذى ألقى فى الماء الراكد وبعده توالت موجات الأحداث فكان رد الفعل فى البداية مشجعا وأثنى الكثيرون على هذا التوجه ودارت عجلة التفاعلات وكادت المبادرة أن تؤتى ثمارها وتظهر آثارها منذ ذلك الحين لولا حادث الأقصر بكل تداعياته المؤلمة وتفاصيله المفجعة والذى أعلنا وقتها ومازلنا نردد أنه كان طعنة شديدة فى ظهورنا. بدت المبادرة وقتها كوليد صغير فوجئ بضربة قوية على رأسه ففقد الوعى وكاد أن يموت لولا لطف الله تعالى حتى أن الكثيرين وقتها تشككوا فى إمكانية أن يفيق هذا الوليد مرة أخرى ولو بعد حين خاصة وأن تفعيل المبادرة تعطل مدة ليست بالقصيرة ولكننا استعنا بالله ومضينا فى طريق ملىء بالأشواك ننحت فيه الصخر بأظافرنا لأننا على يقين من صدق ما نصبو إليه فنحن نسعى لحقن الدماء وإسباغ الأمان والصلح بين أبناء الوطن الواحد ولن يخذلنا الله فهدى الله إخواننا فى خارج البلاد إلى إعلان تأييدهم للمبادرة فى 28/3/1999م ثم شاء العلى القدير أن يهيئ لهذا البلد مجموعة من الرجال الشرفاء الأمناء وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار . وأقولها صراحة إن الفريق الأمنى الذى قاده المرحوم اللواء أحمد رأفت الذى تحمس للسلام والصلح وقدم منطق الحوار على منطق البندقية والتعذيب وهذا الفريق ندر أن يوجد مثله على أرض الوطن.. لقد قبلوا فى شجاعة كاملة أن يتحملوا مسئولية تفعيل هذه المبادرة وتنزيلها واقعًا ملموسًا بالرغم من أن جميع رؤسائهم حذروهم من فشلها.
سوق الصفقات
? تحدث البعض وقتها عن أن المبادرة كانت صفقة بين نظام مبارك والجماعة الإسلامية فما هو تعليقك ؟!
?? لا شك فى أن المبادرة لم تكن صفقة كما يتصور البعض تعطى الدولة للجماعة بمقتضاها بعضا من الدنيا فى مقابل طمس بعض معالم الدين، فالدين وأحكامه لا يشترى ولا يباع فى سوق الصفقات، والمبادرة عند صدورها لم تكن مخاطبة للدولة بقدر مخاطبة أعضاء الجماعة الإسلامية بالداخل والخارج طالبة منهم إيقاف العمليات القتالية دون قيد أو شرط، فضلا عن أن الدولة لم يكن من همها البحث عمن يطمس معالم الدين أو يسعى لذلك لقد قمنا بالمبادرة لوجه الله سبحانه وابتغاء مرضاته ولأننا علمنا أنها توافق الدين وتسعى لصالح الإسلام وأوطانه، إننا نعتبر المبادرة بمثابة الإصلاح الداخلى للجماعة الإسلامية التى تغيرت بعدها إلى الأحسن والأفضل والأكثر علما والأوسع رحمة وعادت ترفع لواء الحب والولاء لجميع المسلمين .. جمع ولا تفرق .. تبشر ولا تنفر .. عادت لتعالج باطن الإثم مع ظاهره .. عادت للاقتراب لا للاحتراب ..عادت لتهدى الخلق إلى الحق..وتحبب الناس فى رب الناس ورغم ذلك كله فإن كل الناس لهم منابر ووسائل متعددة لتوصيل فكرهم مهما كان هذا الفكر ومن يوم المبادرة حتى الآن لم يحدث من الجماعة الإسلامية أى عنف حتى لو وقع بعض قادتها فى التشدد أو الصراع السياسى أو دخل بعضهم فى التحالف مع الإخوان .
? هل مازلت على قناعة بأهمية هذه المبادرة ؟!
?? مبادرة «منع العنف» التى أطلقتها الجماعة الإسلامية سنة 1997 وتم تفعيلها أواخر عام 2001 هى تعد سابقة فريدة من نوعها فى الحركة الإسلامية عامة وفى الحركات السياسية خاصة وذلك للأسباب الآتية: أولًا : أن هذه أول حركة إسلامية تراجع نفسها وتصحح مسيرتها بنفسها وتقوم بعملية نقد ذاتى صحيح تقر فيه ما كان صحيحًا من عملها مثل الدعوة إلى الله وهداية الخلق إلى الإسلام وتربية النفوس على الفضيلة والنقاء وترك المنكرات الظاهرة والباطنة وتنفى ما كان فى مسيرتها من أخطاء وهنات ومثالب وتعترف بمسئوليتها عن هذه الأخطاء فى صراحة كلفتها الكثير فى الدنيا ولكنها ستكون لها ذخرا عند الله.. إن لم يكن عند العقلاء والحكماء من الناس عامة والمسلمين وعلمائهم خاصة.
ثانيًا : هذه أول حركة إسلامية تعترف بكل العمليات التى قامت بها فلم تقل إن الدولة هى التى دبرتها من أجل الإيقاع بها .. ولم تعترف بنظرية المؤامرة التى تسود على نطاق واسع فى الحركات الإسلامية والعربية والقومية .. ورسخت مبدأين للتغيير فى الإسلام وهما منافيان لنظرية المؤامرة المعروفة مبدأ التغيير الإيجابى: ودليله قوله تعالى Mه ه ے ے ? ? ? ? ? ?L? .ومبدأ التغيير السلبى ودليله قوله تعالى M? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ?.L
? بعد كل هذه السنوات وبعد استقالتك من الجماعة الإسلامية هل أنت راض عما قمت به فى المبادرة؟!
?? أنا أتقرب إلى الله بهذه المبادرة أكثر من أى شىء أكثر من الصلاة أو الزكاة أو العبادات فهذه المبادرة حقنت الدماء فى مصر من سنة 1998 وحتى ثورة يناير 2011 وكانت سببا فى شيوع الأمن والأمان بين الدولة والإسلاميين وكانت سببًا فى خروج 12 ألف معتقل وجعلت المعاملة فى السجون فى منتهى الرقى فتحولت السجون المصرية بسببها من أسوأ السجون إلى أحسن سجون المنطقة العربية وتم وقف أحكام الإعدام وأنا لو لقيت الله يوم القيامة وسألنى عن أرجى عمل أرجوه به سأقول هذه المبادرة وقد تعلمت منها شخصيًا الكثير.
? ماذا تعلمت منها ؟!
?? تعلمت أن القائد الحقيقى هو الذى يخرج أبناءه من السجون وأنه هو الذى يدعو للصلح والسلام .. لا الذى يدعو للحرب والنزال والتكفير والتفجير وأن مصر تحتاج إلى المصالحة الوطنية، وإن إدخال الناس إلى السجون سهل وميسور وإخراجهم منها صعب وشاق وإن إغلاق السجون سهل وفتحها صعب.. وأن البدء بالحرب سهل وإنهاءها صعب جدا وأن كل من يصنع سلاما وصلحًافى الوطن العربى يشتم ويهان من كل الأطراف، لقد تعلمت من هذه المبادرة فقه الصلح وهو من أعظم أنواع الفقه الذى لا يهتم به أحد وتعلمت منها إنك إذا لم ترحم أبناءك وتلاميذك فلا تنتظر أن يرحمهم أحد وأن القائد الفاشل هو الذى يزج بأبنائه فى السجون والمعتقلات ويحشرهم فيها حشرا .. الخلاصة أننى تعلمت الكثير والكثير .
? وكيف كانت السجون بعد المبادرة ؟!
?? بعد المبادرة الوضع قد تغير تماما إلى الأحسن والأفضل فالسجون السياسية لا يدخلها أحد ولكن يخرج منها العشرات بين الحين والآخر. ويودع الخارجون كل عدة أيام بالهتافات والأناشيد والفرحة فى القلوب والدموع حتى باب السجن فى مشاركة جميلة من المأمور وضباط المباحث والأمناء ومجموعات كثيرة من الإخوة يصلحون كهرباء السجن وآخرون للسباكة وفريق ثالث يدهن السجن والامتحانات للطلبة فى مدرسة السجن بعد أن كانت ممنوعة والكتب كلها تدخل دون استثناء..والطعام أصبح جيدا.. والعجول تذبح فى عيد الأضحى فى السجن كهدية من مصلحة السجون وتوزع على الجميع .. ومسرحيات يقدمها الإخوة فى الأعياد من تأليفهم وإخراجهم يحضرها ضباط المباحث والمأمور أحيانا.. فضلا عن المسابقات والزيارات وصلاة العيد التى كان يحضرها الضباط وهناك رعاية اجتماعية للفقراء فى الأعياد وعشرات الحاصلين على الشهادات المختلفة بدءاً من الليسانس وحتى الدكتوراة وأكثر من ألف معتقل يزورون بيوتهم للعزاء فى والديهم أو للتهنئة فى زواج أولادهم أو لرؤية والديهم المرضى وبعضهم كان محكوما عليه بالإعدام فذهب وعاد دون ضجيج أو خلل للأمن أو محاولة للهروب .
الرعاة الاقليميين
? هل من الممكن أن يكرر الإخوان التجربة ويقوموا بالمراجعة كما فعلت الجماعة الإسلامية ؟
?? الجماعة الإسلامية عندما أقدمت على المراجعة أعلنت توقفها نهائيا عن اعمال العنف والتحريض ضد الدولة من جانب واحد ودون أن تنتظر ماذا سيفعل نظام مبارك، أما بالنسبة للإخوان فأعتقد أن هناك صعوبات تحول دون ذلك، منها تمزق القرار داخل الإخوان فهناك جزء كبير من القيادات داخل السجن وجزء آخر بالخارج ، ايضا العلاقات الإقليمية فهى مثلما أفادت الإخوان خلال الفترة الماضية اضرتها بمعنى أن الإخوان لايستطيعون الآن اتخاذ أى قرار مصيرى كقرار المصالحة أو المراجعة دون الرجوع للرعاة الاقليميين مثل تركيا وقطر وهذا ما يصعب الأمر عليهم الآن، كما أن الإقدام على خطوة المراجعة ونقد الذات معروف تاريخيا أن له ثمنا باهظًا يدفعه من يقدم عليه من القيادات حيث ستكون الاتهامات جاهزة له من قواعده وزملائه فى التنظيم واعتقد أنه لا يوجد حاليا قائد فى الإخوان يستطيع تحمل توابع ونتائج خطوة كهذه .
أما بالنسبة للدولة فهناك أيضا صعوبات تتمثل فى شهداء الشرطة والجيش وأسرهم الذين يمثلون ضغطا كبيرا على الدولة نحو عدم قبول أى خطوة فى هذا الاتجاه، وهناك أيضا بعض القوى السياسية التى تفضل أن تكون الساحة السياسية خالية من الإخوان، كما أن الشارع نفسه ألمته كثيرا أعمال التفجير والعنف التى مورست ضد الدولة وساعد فى شحنه الإعلام وبالتالى هو الآخر غير مهيأ لقبول هذه الخطوة .
? هناك من يرى ان جماعة الإخوان خسرت كثيرا عندما صعدت فى المواجهة مع الدولة فما هو رأيك؟
?? استمرار الصدام يكلف الإخوان الكثير والكثير وإذا كانت الجماعة لم تفهم وتقرأ الواقع حتى الآن وخصوصا بعد تجربة العاميين الماضيين، يكون لديها مشكلة أما فى الفكر وإما فى عدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب.
? لك تجربة فى الحركة الإسلامية لا يمكن لأحد أن يتجاهلها تنقلت بين حماسة الشباب والانخراط فى أعمال عنف ضد النظام كان نتيجتها ربع قرن داخل السجون، وصولا إلى المراجعات والاهتمام بالجانب العلمى وبحيث أصبحت أحد المفكرين للحركة فماذا تقول بعد كل هذه السنين للأجيال الحالية ؟
?? أقول لقد كانت فترة الشباب فترة اندفاع وحماسة غير منضبطة، اندفاع نحو التغيير حتى لو كان بالقوة، ومن هنا كانت الأخطاء، لقد خلصت بعد خبرة السنين إلى أن الشباب يحتاج إلى ترشيد حتى لا يقع فى العنف، كما أن فلسفة وجود جماعات سرية تمارس العمل السياسى أو الدعوى لابد أن تنتهى مهما كان القهر أو الضغوط التى تتعرض لها الحركة الإسلامية، أيضا لا يمكن القبول بأى حال من الأحوال بفكرة تكوين الأجنحة العسكرية لحماية الدعوة، فالأجنحة العسكرية هى الخطيئة الكبرى للحركة الإسلامية لأنها قتلت الدعوة وزجت بأبنائها إلى السجون والمعتقلات، لقد كان من أخطاء الحركة الإسلامية خلال الفترة الماضية أن الدعاة الذين يمثلونها كانوا يركزون على فقه الحرب والمواجهة والقتال ويتجاهلون فكر الصلح، تناسوا فقه المصالح والمفاسد وفقه الأولويات وفقه النتائج، ركزوا على الخصومة مع الحكام وتصويرهم على أنهم العدو الرئيسى ضد الإسلام رغم أن تجربتنا أنه عندما تخلصنا من السادات جاء لنا مبارك الذى أذاقنا الأمرين فى سجونه.
السلطة والدعوة
? هل يعنى كلامك هذا اعتراف بخطأ الحركة الإسلامية عندما ركزت عداءها على الحكام ؟
?? لقد خلصت بعد تجربة السنين الطوال انه يجب على الحركة الإسلامية ألا تجعل الحكام ندا لها اذا قالوا شرقا قالت غربا وإذا ساروا يمينا سارت شمالا، بل يجب أن تدرك ان لكل حاكم إيجابياته وسلبياته، ولا يجب أن يكون كل هدفها هو الصدام معه، ولا تنسى أن الصدام مع الحكام ادخل أبناء الحركة الإسلامية إلى السجون، إن أعظم شىء تفعله الحركة الإسلامية هو «تحالف القرآن مع السلطان»، بمعنى أن تعمل الحركة فى الدعوة وتترك السلطة للحاكم لأنها إذا وضعت الحاكم فى رأسها وسعت إلى خلعه سيؤدى ذلك إلى غياب الديمقراطية والحريات والزج بأبنائها إلى السجون، أى أنه إذا أرادت الحركة الإسلامية السلطة والدعوة معا خسرت الاثنين.
? وأخيرا ماذا يقول د. ناجح إبراهيم إلى هؤلاء المتشددين الذين يتعالون على الناس بإسلامهم ؟
?? أقول لهم لقد خلصت بعد هذا العمر الطويل من العمل فى الحركة الإسلامية ومن كتابة المقالات وتأليف الكتب وإلقاء الخطب، أن تدين أمى رحمها الله احسن من تدينى، لقد كان تدينها وامثالها من النساء تدينا فطريا وهو اعظم تدين، كان عندها توكل على الله وصبر استقر فى قلبها، وهنا يحضرنى قول العلامة الإسلامى الكبير ابو حامد الغزالى الذى ألف أعظم الكتب وأعمقها وذلك فى أواخر عمره عندما قال «ياليتنى أموت على ما ماتت عليه عجائز نيسابور».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.