استقبلت مصر الأسبوع الماضى وفود 26 دولة إفريقية فى قمة التجمعات الاقتصادية الثلاثة «الكوميسا والسادك» واتحاد شرق أفريقيا التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى بالترحيب بالضيوف. وقال الرئيس فى كلمته إن هذه القمة نقطة مهمة وفاصلة فى تاريخ التكامل الاقتصادى لأفريقيا حيث التأسيس لمنطقة للتجارة الحرة الثلاثية تضم فى عضويتها 26 دولة.. لافتا إلى أن القمة خطوة رئيسية نحو إنشاء الاتحاد الاقتصادى لأفريقيا طبقا لخطة لاجوس لعام 1980 ومعاهدة أبوجا لعام 1991 وتماشيًا مع أجندة 2063 التى تمثل رؤية جماعية لقارتنا الإفريقية وخارطة المستقبل للخمسين عامًا المقبلة لتصبح إفريقيا قوة فاعلة على الساحة الدولية بحلول 2063. وأضاف أن مصر لن تدخر جهدًا لدعم ونقل خبراتها لأشقائها الأفارقة استمرارًا للدرب الذى نهجته منذ مساندتها لحركات التحرر الوطنية الإفريقية. ورفض استغلال إرادة شعوب القارة سياسيا واقتصاديًا فمصيرنا واحد.. وأهدافنا المشتركة واحدة.. ومصر على استعداد أن تقدم ما لديها من خبرات وإمكانات فى إطار تلك الجهود والتى من شأنها ليس فقط أن تدعم مصالحنا الوطنية ولكن أيضا لخدمة مصالح وأهداف شعوب القارة الإفريقية. وتابع أن كافة تحركات الدولة الأفريقية تهدف لتأمين مستقبل أجيالنا القادمة وخلق فرص عمل لائقة لها ولمواجهة المشكلات التى نعانى منها جميعا وعلى رأسها البطالة. كما أكد الرئيس السيسى على دور المرأة الإفريقية كشريك أساسى فى جميع الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وضمان التحول المنشود فى القارة الأفريقية لافتا إلى أن تمكين المرأة وخاصة المرأة الفقيرة والمعيلة وتعزيز دورها فى المجتمع اقتصاديًا وسياسيًا والارتقاء بأوضاعها يشكل عاملًا حاسمًا فى القضاء على الفقر ويعظم من مساهماتها فى التنمية. وشدد على أن ما تذخر به منطقتها الإقليمية من قوة بشرية واقتصادية هائلة تزيد على 625 مليون نسمة ومعدلات الناتج القومى يؤهلنا لتنسيق كافة أشكال التنمية المنشودة. كما عقد الرئيس السيسى قمة ثلاثية مع الرئيس السودانى عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هيلاميريام ديسالين، على هامش قمة التكتلات الاقتصادية، تناول خلالها متابعة تنفيذ إعلان المبادئ الثلاثى الذى تم التوقيع عليه فى الخرطوم مارس الماضى. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم الرئاسة أنه تم خلال اللقاء استعراض الخطوات الجارية لمتابعة عمل اللجنة الثلاثية الفنية والخطوات التى سيقوم بها المكتبان الاستشاريان اللذان تم اختيارهما لإعداد الدراسات الفنية مع أهمية الالتزام بالمدى الزمنى الذى تم الاتفاق عليه. واقترح الرئيس السودانى إنشاء لجنة عليا مشتركة بين الدول الثلاث على مستوى القادة تنبثق عنها لجان فرعية فى مختلف المجالات لتعزيز العلاقات بينهم حيث تم الترحيب بمقترح الرئيس البشير والاتفاق على متابعة وزراء خارجية الدول الثلاث لهذا المقترح. كما اجتمع الرئيس السيسى على هامش القمة بعدد من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركة فى القمة التى استهلها باستقبال روبرت موجابى رئيس جمهورية زيمبابوى الذى تقوم بلاده فى قيادة العمل الإفريقى المشترك حيث تتولى زيمبابوى حاليًا رئاسة الاتحاد الإفريقى وقمة التكتلات الاقتصادية ثم استقبل عقب ذلك رئيس مالاوى آرثر موتاريكا كما استقبل كارلوس دور روزاريو رئيس وزراء موزمبيق. ?? وفى كلمته الختامية أكد الرئيس السيسى أن نتائج القمة ستظل فى مخيلتنا جميعا كيوم تاريخى وعلامة فارقة من أجل استكمال آمالنا وطموحاتنا نحو تحقيق التكامل والاندماج الإقليمى على مستوى قارتنا الإفريقية.