يقاس مستوى الرقى والتحضر فى أى مجتمع إنسانى بمستوى الرعاية الصحية ومستوى الدخل القومى ومدى نظافتها فى شوارعها الجانبية والرئيسية وأزقتها وحواريها. وكانت مصر قبل الثورة فى عهد الاحتلال تتمتع بالنظافة والرقى فى كل شىء ثقافيًّا وجماليًا وحضاريًّا. لكننا دخلنا القرن الواحد والعشرين ومازلنا عاجزين عن نظافة شوارعنا وأتينا بشركات فرنسية وأسبانية لرفع زبالتنا ولكنها فشلت أيضا بسبب عدم الوفاء بمستحقاتها أو عدم تعاون الجمهور وعدم التزامه بوضع القمامة فى الصناديق الخاصة بها فى مواعيد محددة فى الصباح والمساء. وكل دول العالم المتقدم لا تجد ورقة فى شوارعها وميادينها لأنها شعوب تحترم النظام والقانون، كما أنها تسثمر زبالتها اقتصاديا وتجرى عمليات تدويرها بنجاح وتستثمر كل شىء فيها من المخلفات العضوية من بقايا الطعام او الجامدة من البلاستك والزجاج والكرتون. والمعروف ان الزبالة ثروة قومية لكل شعوب الأرض إلا عندنا لأننا بطبيعتنا نهدر كل شىء له قيمة حولنا ولا نحافظ على الثروات التى منحنا لها الله من ثروات بشرية وطبيعية ومخلفات صلبة أيضا ومنها المخلفات الزراعية والصناعية والزبالة كانت من محاور عمل وزارة البيئة ثم انتقلت إلى وزارة التطوير الحضرى والعشائيات بصدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1252 لسنة 2014. ولدينا 63 مصنعًا لتدوير القمامة على مستوى محافظات الجمهورية ولكنها تعمل بعدم كفاءة وفاعلية وغير اقتصادية فى تشغيلها كما أننا ننتج سنويا 20.5 مليون قمامة ولا نستثمر منها إلا حوالى 15% وال 85% الباقية مهددة وتضيع على الدولة من ورائها استثمارات هائلة فى مخلفات البلاستيك والورق وعدم الاستفادة من المخلفات العضوية فى صناعة الأسمدة لتخصيب الأرض الزراعية. ويرى الدكتور يحيى عبد الله مدير عام المخلفات الصلبة بوزارة البيئة أن القطاع غير الرسمى ويتمثل فى جامعى القمامة أو الزبالين غير الرسميين اكثر فاعلية فى التعامل مع الزبالة والذين يضعونها فى صناديق القمامة المخصصة لذلك ولكن الخطورة فى النباشين الذين يقلبون صناديق القمامة على الأرض ويقومون بجمع الكرتون وزجاجات البلاستيك ويتركون باقى الزبالة ملقاة على الأرض وعادة ما يكون معظمها زبالة عضوية من بقايا الطعام او مايطلق عليها «الزبالة الطرية» والتى تستخدم فى صناعة السماد العضوى فى مصانع التدوير بالمحافظات ويبلغ معدل الاستفادة فى القطاع غير الرسمى لجامعى القمامة والفرازين حوالى 25% وذلك فى حالة جمع الزبال الأهلى القمامة من البيوت ونقلها بمعرفته إلى مخازن قمامة او مقالب تجميع وهناك فرازون يقومون بفرز كل نوع من الزبالة على حدة من الكرتون والبلا ستك ثم يتولى تاجر شراء هذه المخلفات من معلم الفرز ويبيعها لمصانع الورق والكرتون والبلاستيك لإعادة تدويرها من جديد.