أثارت الشقيقات الثلاث إسعاد وإيمان وأحلام يونس إعجاب الحاضرين فى الاحتفالية التى أقامتها أكاديمية الفنون مؤخراً، لمنح الدكتوراة الفخرية للمطربة القديرة شادية وثلاثة من المطربين العرب. وبدأت الشقيقة الكبرى فى ثلاثى الفن الراقى، إسعاد يونس، حياتها كمذيعة فى إذاعة الشرق الأوسط ثم عملت بعدها فى التمثيل، ثم أسست الشركة العربية للإنتاج والتوزيع، ولدت إسعاد يونس 12 أبريل 1950، وكان والدها أحد أفراد تنظيم الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952وبدأت حياتها الفنية عام 1972 من خلال دورها فى فيلم «جريمة لم تكتمل» إخراج نور الدمرداش. وكانت بدايتها الحقيقية عن طريق التليفزيون وليس السينما، حينما قدمت دور صافيناز فى مسلسل «حكايات ميزو» مع النجم سمير غانم عام 1977، وبرزت بشكل كبير فى مسرحية الدخول بالملابس الرسمية التى قدمتها مع الفنان الراحل أبو بكر عزت والفنانة سهير البابلى، و«عروسة تجنن» مع الراحل نجاح الموجى ويوسف شعبان، كما قدمت مسرحية «سك على بناتك» مع الفنان الراحل فؤاد المهندس وشريهان ومحمد أبو الحسن، وكانت تلعب دور فوزية بدلًا من سناء يونس لكن تلك النسخة لم تسجل تلفزيونيًّا. اتسمت أدوار إسعاد يونس بالكوميديا الراقية البعيدة عن الابتذال، مثل أدوارها فى «استقالة عالمة ذرة»، غاوى مشاكل، مين يجنن مين، حسن بيه الغلبان، إضراب المجانين، مسعود سعيد ليه، الأفوكاتو، فوزية البرجوازية، المجنونة، غرام وانتقام بالساطور وغيرها من الأفلام. خاضت إسعاد يونس تجربة التأليف 4 مرات، حيث قدمت فى البداية سيناريو وحوار فيلم «المجنونة» عام 1985، ثم قصة وسيناريو وحوار المسلسل الأشهر «بكيزة وزغلول» عام 1987، وبعدها سيناريو فيلم «ليلة القبض على بكيزة وزغلول»، ثم شاركت الفنان محمد سعد فى كتابة فيلم «تك تك بوم» عام 2011. كما خاضت إسعاد يونس تجربة الغناء حيث قدمت عددًا من الأغانى مع عدد من الملحنين والشعراء على رأسهم صلاح جاهين وسيد مكاوى. خاضت تجربة التقديم التلفزيونى من خلال تقديم برنامج (مساحة حرة) على شبكة قنوات أوربت فى فترة التسعينيات ثم كررت التجربة من خلال تقديم برنامج (صاحبة السعادة) عام 2014. أما الشقيقة الثانية الفنانة إيمان يونس، فهى نجمة فرقة المصريين التى أسسها الفنان هانى شنودة بدعم ومساندة «من الراحل صلاح جاهين» وحققت وقتها نجاحا كبيرا وكانت أشهر أغانيها «ماتحسبوش يابنات إن الجواز راحة» و«ماشية السنيورة» و«بنات كثير قوى من سنى». واعتزلت إيمان الغناء فى منتصف الثمانينيات من أجل التفرغ لعملها ولحياتها الأسرية، ثم أقنعها هانى شنودة بالعودة له مرة أخرى عام 2009، وكانت أولى حفلاتها بعد العودة فى مكتبة الإسكندرية، واستقبلها الجمهور هناك بحفاوة شديدة. وأنشأت إيمان يونس مؤخرا، مدرسة خاصة للصوتيات والفوكاليز، والتى تعد الأولى من نوعها فى مصر وتهدف إلى تخريج دفعات جديدة من المطربين والممثلين المحترفين بأفضل أداء صوتى ممكن لكونها واحدة من أهم أدوات الممثل للوصول إلى جمهوره. أما الشقيقة الثالثة فهى الدكتورة أحلام يونس رئيسة أكاديمية الفنون الحالية وعميد معهد الباليه السابقة. التحقت أحلام بالمعهد العالى للباليه لتشغل به عدة مناصب فور تخرجها منه، حيث عينت معيدة ثم استاذة التصميم والاخراج، ثم وكيلة للمعهد حتى وصلت إلى موقع عمادة المعهد. اسمها هو شعارها فى الحياة.. فهى تعيش فى حالة أحلام دائمة تسعى إلى تحقيقها وتحويلها إلى واقع. كانت أهم أحلامها فى الطفولة أن تصبح راقصة باليه «باليرينا» مميزة ودرست الآداب والباليه فى نفس الوقت، حتى أصبحت من أبرز خبرائه الدوليين وتفرغت للأبحاث والدراسات إلى أن أصبحت رئيسة أكاديمية الفنون، التى تضم سبعة معاهد ثقافية فنية هى المعهد العالى للفنون المسرحية ومعهد السينما ومعهد الباليه ومعهد النقد الفنى ومعهد الكونسرفتوار ومعهد الموسيقى العربية ومعهد الفنون الشعبية. تؤكد الدكتورة أحلام أنها فخورة بالأكاديمية التى تعتبرها بيتها وملاذها نظراً لتميزها عن كل أكاديميات الفنون فى العالم على مستوى المناهج وأسلوب الدراسة الشاملة، حيث تقول: «على سبيل المثال ندرس فن الماكياج وكذا تحويل النص الروائى إلى عمل مسرحى». وتسعى أيضاً إلى افتتاح أربعة معاهد جديدة فى الأكاديمية فى القريب العاجل، وهى المعهد العالى لفنون الطفل، معهد الفن التشكيلى، معهد الترميم، ومعهد الإدارة الثقافية، والأخير معهد جديد من نوعه لتدريس وتعليم كيفية إدارة المؤسسات الثقافية مالياً وإدارياً، مشيرة إلى أنها متحمسة جداً لافتتاح هذا المعهد لأنه يعد خطوة جديدة للمساعدة فى النهوض بالمؤسسات الثقافية. وأضافت أنه تجرى الآن مفاوضات جدية بين الأكاديمية واليونسكو لدعم وإنشاء هذا الصرح العظيم، وأن مركز الدراسات الشعبية سيفتتح أبوابه قريباً، وهو مركز فريد من نوعه سيخدم كل المهتمين والدارسين للفنون الشعبية. تتابع: البيئة والمناخ الذى نشأت فيه كان له الأثر الأكبر فى تفوقى العلمى وتركيبتى الإنسانية، فالوالد كان ضابطاً من الضباط الأحرار وكان مثقفاً مغرماً بالأدب والقراءة والفن، ويبدو أن ذلك كان سبباً رئيساً فى تفوق أحلام علمياً هى وشقيقتيها الفنانة الإعلامية صاحبة السعادة إسعاد يونس والمطربة إيمان يونس، اللواتى شكلت شخصياتهن معاً نموذجاً يحتذى فى الانضباط والثقافة ورقى المشاعر والرغبة فى العطاء.