قد لا يعرف البعض ملامح الملكة ولكن الجميع يعرف شكل التاج الملكى ولعل ليتيسيا أورتيز الملكة الوحيدة التى قلبت المعادلة لدى الشعب الإسبانى فحضورها الطاغى جعل التاج يستشعر الحرج.. فهى ببساطتها وعفويتها وأناقتها اللافتة منحت قبلة الحياة للملكية فى إسبانيا بعد أن نالت الفضائح من سمعة الملك السابق خوان كارلوس الذى أمضى أكثر من 35 عامًا فى سدة الحكم وأعلن بشكل مفاجئ تنازله عن العرش لصالح ابنه الوحيد الأمير فيليبى (47عامًا) عله يستطيع إنقاذ الملكية بعد أن أثقلتها الأزمة الاقتصادية والبذخ وسيل الفضائح والتجاوزات الضريبية التى نالت من شعبية الملك كارلوس وابنته وصهره، بالإضافة لارتفاع معدلات البطالة فى البلاد، وفى خطوة غير متوقعة خاطب الملك الأب شعبه وتنازل لابنه الوحيد فيليبى عن العرش الذى يحظى بشعبية ممزوجة بالاحترام لدى الشعب الإسبانى، وقد نجح الملك الشاب وزوجته ليتيسيا فى إنقاذ سمعتهما من تلك الفضائح التى نالت العائلة المالكة، وتقول عنه الملكة الأم صوفيا إنه قد تم إعداد فيليبى لهذا اليوم جيدًا وكى يكون قادرًا على تطبيق نظام الملكية البرلمانية التى أنشأها ورسخها والده، وقال عنه أيضا أنطونيو دوريس أستاذ القانون الدستورى إن فيليبى قد حرص على تعزيز صورته كوريث للعرش عصرى بتميزه العلمى وزواجه من ليتيسيا الصحفية الحسناء، وهى مطلقة وتنتمى لعامة الشعب، متجاوزًا كافة الانتقادات التى وجهت لهذا الزواج ومظهرًا حرصه التام على استقرار حياته الأسرية، وقد أسهمت شخصية زوجته الجذابة فى تعزيز مكانة الملك الشاب فرغم كونها ابنة لأب صحفى وأم ممرضة وحفيدة لسائق تاكسى فقد حرصت ليتيسيا منذ بداية حياتها على التصرف ببساطة وتلقائية، وهى ميزة جعلت منها مذيعة متميزة فى التليفزيون الإسبانى وصحفية جريئة فقد قامت بإجراء تحقيقات صحفية عن تفجيرات 11 سبتمبر 2001 وغزو العراق وقامت بالبث المباشر من أكثر الأماكن اشتعالا فى العالم، وأثناء تغطيتها لأحداث غرق ناقلة البترول الإسبانية بريستيج وما سببته من كارثة بيئية شمال البلاد فى نوفمبر 2002 التقت لأول مرة بالأمير فيليبى الذى سافر هناك ليقدم دعم العائلة المالكة للأهالى التى تضررت من تلك الكارثة ووقعا منذ ذلك الوقت فى الحب الذى أحاطته السرية لعدة أشهر حتى تم الإعلان عن الخطوبة عام 2003، وقد سعد الشعب بهذه الزيجة وقال عنها رجال الساسة إنها «ملكة القرن ال21»، وقالت عنها والدتها «إنها كانت أكثر أبنائها طموحًا»، وقال عنها زملاؤها إنها ذكية وطموحة وصاحبة إرادة فولاذية، فقد عملت فى بعض الأعمال البسيطة كبيع السجائر لتكمل تعليمها ودرست الصحافة وعملت كصحفية تحت التمرين فى عدة صحف حتى نالت درجة الماجستير وعملت مذيعة جوالة لدى التليفزيون الإسبانى وشبكة الأخبار العالمية «سى إن إن» وقد منحتها جمعية مدريد للصحافة جائزة لارا لأبرع صحفية لتكون بذلك أصغر صحفية حصلت على تلك الجائزة، وقد حرصت ليتيسيا على استقلالية حياتها الأسرية وتحديها أحيانًا للتقاليد الملكية، خاصة بعد أن رزقت بابنتين، حتى تنقذ أسرتها الصغيرة من متاعب الحياة الملكية، وقد أسهمت تلك السياسة فى تجنب عائلتها الملكية لكافة الانتقادات التى وجهت للملك السابق وعائلته، وزيادة شعبية الملك الشاب وزوجته الأنيقة التى حرصت دائما على الترويج لمنتجات بلادها، الأمر الذى جعلها سفيرة لصناعة الأزياء الإسبانية وأكد أيضا وطنيتها التى جعلتها معبودة إسبانيا الأولى .