شهد مطار القاهرة مؤخرًا عددًا من الأحداث بدأت بحادثة تسلل حمار إلى داخل مطار القاهرة مرورا بتعدى سيدة على ضابط داخل صالة السفر إلى أن جاءت الأزمة الكبرى والخاصة بالطيارين العاملين بالشركة القومية للطيران بعد أن أعلن ما يقرب من 260 طيارًا استقالتهم اعتراضا على عدم موافقة شركة مصر للطيران على تعديل اللائحة المالية الخاصة بالأجور مطالبين بزيادة مالية 25% كمرحلة أولى وجاء هذا فى الوقت الذى صرح فيه رئيس شركة الخطوط الكابتن هشام النحاس أن الشركة تقوم حالياً باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للنظر فى قبول الاستقالات خلال المدة المنصوص عليها بالقانون. وأكد النحاس أن تشغيل رحلاتها منتظم وأنه لم يحدث أى تعطيل أو تأخيرات فى مواعيد الرحلات، وأن مصر للطيران تعتبر مرفقًا عامًا حيوى لا يجوز تعطيله وفقا لأحكام القانون، وأن الشركة تؤكد ثقتها فى ولاء طيارى مصر للطيران لشركتهم التى ترفع علم مصر على مدار 83 عاما حول العالم، وأنه يعمل بمصر للطيران حالياً 850 طيارًا يتلقون أعلى مستويات التدريب والتأهيل وبأحدث الأنظمة العالمية. وكانت الشركة قد عقدت على مدار الأشهر الماضية عدة اجتماعات مع الطيارين لمناقشة بنود اللائحة. هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه نقابة الطيارين مساندتها لأعضائها متحدية الشركة الوطنية للطيران وأكد الطيار أشرف عبد الباقى نقيب الطيارين أن النقابة تدعم موقف طيارى مصر للطيران فى مطالبهم المشروعة وحقوقهم المسلوبة منذ سنوات عديدة، ومن ثم قررت النقابة تأييد موقف الرابطة والوقوف بجوارها خاصة فى ظل حالة الاحتقان المتزايدة بين صفوف طيارى مصر للطيران وتجاهل الشركة للمطالب القانونية التى من شأنها تحسين بيئة العمل فى قطاع حيوى. وأضاف عبد الباقى أن النقابة سوف تتخذ جميع الوسائل القانونية التى أقرها القانون والاتفاقيات الدولية، التى صدقت عليها مصر إلى حين تحسين الأوضاع الحالية لهم. وجاء رد رئيس رابطة الطيارين الكابتن طيار شريف المناوى، متضامنًا مع زملائه حيث تقدم باستقالته من منصبه كمدير عام منوب فى مركز العمليات بشركة مصر للطيران وأعلن الرجوع إلى صفوف الطيارين مرة أخرى. ومن جانب وزارة الطيران المدنى، صرح الطيار حسام كمال، وزير الطيران أنه يجب النظر لمصلحة مصر أولًا فى تلك الظروف، وليس للمصالح الشخصية ونحترم مطالب جموع الطيارين وتضحياتهم فى الفترة السابقة ومساندة الشركة فى أزماتها المالية، وعدم وجود أى زيادات مالية لهم، لكن فى ذات الوقت يجب أن يعوا جيدًا الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد من الناحية الاقتصادية وظروف مصر للطيران. وعن الزيادة المالية المطلوبة من جانب الرابطة، أكد كمال أن تطبيق تلك الزيادة من رابع المستحيلات فى تلك الفترة، أسوة بما طبق مع جميع العاملين بالشركات الأخرى، ويجب على الجميع مراعاة المصلحة القومية عن المصالح الشخصية وندرس الموقف بالكامل، الخاص بالتلويح بالاستقالات من جانب بعض الطيارين. وأوضح وزير الطيران انتظام الحركة الجوية وإقلاع كافة الرحلات فى مواعيدها، والتزام كافة الطيارين بعدم تعطيل أو تأخير الرحلات. جدير بالذكر أن تصعيد الطيارين ومطالبتهم بزيادة مستحقاتهم المالية استقبله كافة العاملين فى الطيران المدنى بموجة من السخط خاصة أن الطيارين يحصلون على أعلى عائد بالمقارنة بكافة العاملين فى القطاعات المختلفة فى الطيران المدنى.