أنت تعيش فى بيتك كافى خيرك شرك.. وتعيش يوم حلو ويوم مر.. أهو بيتك والسلام، أهو بيتك والسلام، ممكن يكون عايز شوية دهانات، أو حتى تجديد أشياء كل ذلك مقدور عليه، لكن بين يوم وليلة تصبح مهددًا وتصبح مش عارف فين حتعيش بقية عمرك، بيتك الذى تعودت عليه وعلى كل طوبة فى جدرانه وبقى بينك وبين الشارع الذى تسلكه كل يوم ذاهبا إلى العمل وعائدًا منه وبكل ما فيه من محلات ودكاكين وسكانه عشرة سنوات طوال.. فجأة يأتى واحد تندب فى عينيه رصاصة يقول لك أترك شقتك وعزل وروح دور لك على سكن آخر، أصل أنا سأبنى برج مكان هذا البيت.. سأمنحك شوية جنيهات تسكن فى شقة أخرى، إيه البشاعة ده، إيه هذا التعسف الذى نراه من الإنسان تجاه أخيه الإنسان.. هو جرى إيه الناس ما بقاش عندها دم واللى بيجرى فى عروقها شوية ماء ويا ريته ماء نظيف ولا مؤاخذة لا أريد التفسير. معناه إيه أنك تجبرنى لكى أترك بيتى علشان سيادتك عايز تبنى برجا مكان بيتى وسكنى والحيطان الذى تحمينا من البرد والحر.. برجا تتاجر فيه وتكسب من ورائه ملايين وتلم منه تحويشة عمر ناس.. صحيح اللى قالوها حكمة (اللى اختشوا ماتوا)، عايز تبنى برجا.. يا سيدى اذهب إلى الصحراء وإلى الأماكن الجديدة الأراضى براح وأرخص، اشترى وعمّر وابنى وربنا يسهلك، لكن بيتى لا وألف لا.. عشت فيه 40 عاما أنا وزوجى وأنجبت أول ابن لى لمحته هناك فى هذا الركن فى الصالة الفسيحة يحبو.. ثم يمشى ويجرى وأجرى وراءه.. بيتى ملىء بذكرياتى وذكرياتى مع زوجتى وأولادى وأحفادى وتريد أن تجردنى منه سيادتك علشان تبنى برجا سكنيا تبيع فيه الشقة بمليون جنيه نظرًا لتميز مكان البيت وموقعه وقربه من كل مكان فى وسط البلد. شغلى قريب من بيتى واحتياجاتى واحتياجات أولادى ومدارسهم وجامعاتهم قريبة من مكان بيتى.. عم محمد البقال وعم شحاتة الحلاق وعم أحمد الفرارجى وشادر السمك فى الدوران الشهير، حتى بياع الكشرى عم حسنين، كلهم بينى وبينهم صداقات وسنوات عمر طويلة.. وسيادتك يا بتاع البرج تريد أن تجعلنى أهجر كل هؤلاء وأتركهم وأترك حياتى كلها من أجل أن سيادتك فجأة طلع فى دماغك استثمار بيتى وشقتى على حسابك، وأروح أنا فى أى ( ... ) أليس هناك حياء والله الحياء خلص من الدنيا. هو كل واحد معاه قرشين جمعهم بالحلال ولا حتى بالحرام وما أكثر الحرام عايز يشترى وييبع فى خلق الله، جشع وصلف وتعسف بخلق الله.. واللى مالوش ظهر بينضرب على بطنه، ونحن ليس لنا غير ربنا والقانون إذا كان فعلا سيكون نصيرنا على هذه البلوى المفاجئة، ونقول يا رب أنت المستعان على هؤلاء. وفى الحقيقة ما حفزنى لتناول هذه القضية أنها أصبحت منتشرة فى هذه الآونة لناس كثير جالسين فى بيوتهم مطمئنين وفجأة يخرج عليهم هؤلاء بطمعهم فى منازلهم دون أى حياء، خصوصا فى الأحياء القريبة من وسط البلد مثل شبرا والجيزة والحدائق وغيرها.. كما قلت من قبل الصحراء واسعة والأراضى فيها تعتبر رخيصة ويمكن البناء فيها بسهولة.. وإذا كان القانون يمنع أى صاحب بيت من إخلائه لأى سبب.. المسألة فى حاجة لبعض الضمير..