وافق مجلس إدارة المجلس الأعلى للأثار فى جلسته الأخيرة برئاسة د. ممدوح الدماطى وزير الآثار على الإهداء المقدم من المعهد الفرنسى للآثار الشرقية لمتحف السويس القومى وقد أعرب بافلوبولوس عن تطلع اليونان لتعزيز التعاون والتنسيق مع مصر فى مختلف المجالات وبما يتناسب مع التنسيق السياسى بينهما فى المحافل الإقليمية والدولية ولهذا بادرته قائلاً. ? كيف ترى أهمية انعقاد القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص فى نيقوسيا؟ ?? القمة تأتى للمساهمة فى صياغة التعاون فى مجال الطاقة والتأكيد على عوامل الاستقرار فى المنطقة خاصة أن الدول الثلاث تعد بمثابة صمامات الأمان لأوروبا وللعالم وللتأكيد على دور الدول الثلاث المهم فى ضمان السلام فى منطقة شرق المتوسط، وتمثل أيضا دعوة وتحدياً وحافزاً لقوى أخرى بالمنطقة للعمل ضمن هذا الإطار، لكى تأتى وتسهم فى المسيرة من أجل التنمية، على أساس احترام القانون الدولى واتفاقية الأممالمتحدة للبحار، كما أنه لابد من التنسيق والتعاون المشترك لاستغلال ثروات المتوسط لما سيكون لاستخراجها من مردود إيجابى على اقتصاديات الدول الثلاث، كما أن للتعاون الثقافى أهميةً متقدمة فى ضوء امتلاك الدول الثلاث لحضارات عظيمة. ويمكن للدول الثلاث أن تكون قاطرة تدفع التعاون الأورومتوسطى بما يحقق التقدم المنشود فى مختلف المجالات سواء السياسية أو لتحقيق الأمن والاستقرار أو الاقتصادية بما تشمله من قطاعات الطاقة والاستثمار ? كيف ترون موقف مصر من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان وقبرص؟وما هى سبل حل المشكلة القبرصية؟ ?? موقف مصر من ترسيم الحدود البحرية المشتركة متفهم لطبيعة وضرورة الاستفادة من الثروات الطبيعية،ويختلف عن مواقف دول أخرى تسعى إلى وضع العراقيل وإثارة المشكلات مثل تركيا التى تقوم بإجراء عمليات بحث وتنقيب فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص. ولابد من إنهاء التقسيم غير المقبول للجزيرة القبرصية وإيجاد حل شامل يستعيد وحدتها وفقاً للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ونشكر لمصر موقفها الداعم للقضية القبرصية فى المحافل الدولية، ونحن ندعم مصر فى إطار الاتحاد الأوروبى، واليونان وقبرص «سفيران» لمصر داخل الاتحاد الأوروبى يدافعان عن مواقفها ويؤيدنها. ? هل الأزمة الاقتصادية التى مرت بها اليونان أثرت على مكانتها وتراجع رغبتها فى المشاركة فى حل مشكلات المنطقة؟ ?? اليونان يسعى جاهدا للاستفادة من إمكاناته الجيوسياسية ، على الرغم من أننا فقدنا الكثير من طاقتنا الاقتصادية خلال الأزمة المالية، ولكننا لم نفقد قوتنا الجيوسياسية ولم نبتعد عن القضايا الإقليمية وحل المشكلة القبرصية والإعداد المناسب لإيجاد حل عادل لها، يمكن أن يمثل خطوة إلى الأمام ونقطة انطلاق تستفيد منها اليونان فى تعزيز إمكاناتها الجيوسياسية،ويسهم فى خلق مناخ أفضل للأمن والاستقرار فى العالم الأوروبى، ولا شك أن اليونان وقبرص ومصر تمثل مراكز ثقل واستقرار فى المنطقة ولذلك يجب أن تظل كل منها صامدة وقوية. ? كيف يمكن للدول الثلاث، الاستفادة من الفرص المتاحة أمامها؟ ?? كل من مصر واليونان وقبرص تقع فى منطقة تمر من خلالها مختلف مسارات الطاقة، وتوجد فى قبرص حقول من الغاز الطبيعى، وهناك احتمالات لوجود مخزونات أخرى جنوب جزيرة كريت وقبالة الساحل الغربى لليونان فى البحر الأيونى، مما يحتم وضع الاستراتيجيات المناسبة لاستغلالها وبالشراكة مع مصر واليونان التى تبحث إمكانية أن تصبح نقطة لمرور شبكات الطاقة المختلفة، بما يتضمنه ذلك من نقل الغاز إلى أوروبا، واستغلال النفط والغاز فى قبرص، وهى مجالات ذات أولوية بالنسبة لليونان، لأنها يمكن أن تسهم فى التنمية والأمن فى المنطقة وتعزيز التعاون مع الدول المجاورة خاصة مصر. ? ما موقف اليونان من الهجرة غير الشرعية خاصة أن البحر المتوسط أصبح بمثابة مقبرة مفتوحة؟ ?? يجب على الاتحاد الأوروبى إعداد خطة عاجلة لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة للمهاجرين غير الشرعيين فى منطقة البحر المتوسط و خطة الاتحاد الاوروبى يجب أن تقدم الدعم للدول الأعضاء خاصة اليونان وإيطاليا فى منطقة المتوسط واللتين تتحملان وطأة تدفق موجات المهاجرين واللاجئين القادمين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط وغيرهما. ولابد من تحقيق قدرٍ أكبر من التعاون بين دول شمال وجنوب المتوسط، وكذا تطبيق سياسة الهجرة التى أقرها الاتحاد الأوروبى فى عام 2008 بشكل كامل من خلال تحقيق التنمية فى دول جنوب المتوسط وتنمية اقتصاد الدول المصدرة للهجرة بما يساهم فى القضاء على الأسباب الاقتصادية التى تدفع المهاجرين إلى الهجرة غير الشرعية والتى تودى بحياتهم فى النهاية، وعلى المجتمع الدولى أن يعمل على الحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث. ? كيف ترى السبيل لمواجهة تنظيم داعش؟ ?? هناك خطر كبير متمثل فى الأفكار الجهادية وفى تنظيم داعش ونحن نحاول مواجهة التحديات الأمنية فى المنطقة من خلال مراعاة الأبعاد الاقتصادية فى سياسة الجوار الجنوبى، لاسيما فى ضوء التحديات التى تواجهها تلك الدول التى ينتشر فيها التنظيم الإرهابى. ولابد من تضافر جهود المجتمع الدولى لمكافحة الإرهاب، ونحن نساند الجهود المصرية الدؤوب للقضاء على الإرهاب على الصعيدين الداخلى والإقليمى، ونساند مصر وما تشهده من تطورات سياسية واقتصادية، وبرنامج الإصلاح الاقتصادى. كما ندعمها فى إطار الاتحاد الأوروبى، لما فى ذلك من مصالح حيوية للطرفين المصرى والأوروبى. ? هل تتعاونون مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب؟ ?? نعم بكل تأكيد ونتطلع لتعزيز التعاون مع مصر ودول المنطقة فى مجال مكافحة الإرهاب، الذى تتعين مواجهته للحيلولة دون انتشاره، وقد عبَّرنا عن إدانتنا واستيائنا الشديد جراء حادث اغتيال المواطنين المصريين الأبرياء فى ليبيا. ومواجهة الإرهاب لابد أن تكون على مستويين أولا على مستوى المحافل الدولية من خلال تطبيق القانون الدولى والذى يعطى لنا فرصًا ووسائل كثيرة لإيجاد حلول وتطبيقها، بشرط أن يعرف المجتمع الدولى أن تلك البنود التى وردت فى القانون يجب تطبيقها. أما المستوى الثانى فهو على مستوى الاتحاد الاوروبى بحيث يتم خلق سياسة موحدة لمواجهة المشكلات فى شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط بطريقة تتناسب مع ظروف وحساسيات المنطقة وحينها يصبح التعاون الآلية الأساسية لنجاح العملية. ? ماذا عن موقف اليونان من القضية الفلسطينية؟ ?? القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية فى المنطقة، وتسويتها ستساهم فى تغيير الواقع الإقليمى إلى حد كبير. ولكن يجب تقديم ضمانات للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بما ييسر استئناف المفاوضات وصولا إلى حل الدولتين، وموقف بلادنا ثابت إزاء القضية الفلسطينية وتأييدها لحل عادل لها على أساس حل الدولتين خاصة أن هناك احتياجاً للحل السياسى الشامل المتمثل فى وجود دولتين تتعايشان جنباً إلى جنب فى أمن وأمان، بما سوف يساعد على استقرار المنطقة والعالم بشكل عام، فى مثل هذه الفترة المضطربة، واليونان خصص للشعب الفلسطينى ما يزيد على 26 مليون يورو فى السنوات الخمس الماضية بالرغم من أزمته الاقتصادية. ? الشرق الأوسط يعج بالكثير من المشكلات فهل هناك من رؤية موحدة بين مصر واليونان وقبرص لحلها؟ ?? نحن نؤمن ونعتقد بأن مواجهة المشكلات فى الشرق الاوسط وشرق البحر المتوسط متوقفة على التنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن ومواصلة مرحلة التحول الديمقراطى وتوفير مزيد من التفهم داخل الاتحاد الأوروبى لطبيعة التحديات التى تنفرد بمواجهتها منطقة جنوب المتوسط، وأيضا الدور الرائد الذى تلعبه دول فاعلة ك «مصر» داخل العالم العربى والإسلامى. ? لماذا كانت أول زيارة خارجية لكم لمصر بعد قبرص؟ ?? ليس بالغريب أن تكون أول زيارة لى بعد قبرص إلى مصر حيث توجد بين الدولتين مايقدر من 40 قرنا من التاريخ والحضارة المشتركة ولقد ثبت من التاريخ أن البحر المتوسط لم يفرق بين مصر واليونان وكانتا دائماً دولتين متجاورتين، وتعاونتا عبر التاريخ والأزمان والآثار تشهد على ذلك، ولابد من الحفاظ على تلك العلاقات التاريخية بين الشعبين خاصة فى ظل ظروف خاصة جداً تمر بها المنطقة، وأعتقد أنه كلما كانت الظروف والأحوال صعبة كلما تزداد وتظهر قوة تلك الشعوب وقدرة حكامها، فالقادة البارزون الكبار يظهرون من خلال الأزمات دائماً وهذا ما يجب أن نفعله نحن كقادة جدد نتحمل المسؤولية منذ وقت قصير. مصر تعد الدولة المحورية الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط وتمتلك الثقل الديموجرافى والدور التاريخى والحضارى الرائد، ويكفى جهود مصر على صعيد تسوية القضية الفلسطينية، وكذا مواقفها إزاء مختلف القضايا الإقليمية، فضلاً عن دورها فى رعاية الجالية اليونانية والممتلكات اليونانية المسيحية فى مصر، ونتطلع لامتداد هذه الرعاية المصرية لكافة مسيحيى الشرق الأوسط، ومصر واليونان تتفقان اتفاقاً تاماً بشأن إدانة ومكافحة الإرهاب وأعمال العنف، وندعم مصر فى مكافحتها للإرهاب الذى لا يعرف ديناً ولا وطناً بل تجمع بين كافة جماعاته أيديولوجية واحدة متطرفة ومغلوطة، ومن ثم يتعين القضاء عليه من خلال تضافر جهود المجتمع الدولى. ونسعى لتعزيز وزيادة استثماراتنا فى مصر أخذا فى الاعتبار أن اليونان تعد رابع أكبر الدول الأوروبية المستثمرة فى مصر باستثمارات تبلغ أربعة مليارات يورو، كما أن لديها 180 شركة يونانية عاملة فى مصر وأضاف أن بلاده تتطلع أيضا لتعزيز التعاون فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والتبادل الثقافى.