20 قنبلة ذرية، هى قوة الزلزال الذى ضرب نيبال مؤخرا، وأسفر عن كوارث لا حصر لها فى الأرواح والبنية التحتية حيث أودى بحياة أكثر من 5000 شخص إضافة إلى إصابة أكثر من 10.000 آخرين، والأرقام مرشحة للزيادة. وقد وصف البعض خسائر الزلزال من كوارث فى الأرواح والبنية التحتية بأنها قد تعيد نيبال إلى القرن التاسع عشر، حيث تحول ميدان دربا الأثرى القديم وهو أحد مواقع التراث المسجلة لدى اليونسكو إلى أنقاض، فى الوقت الذى يعيش فيه الأهالى حالة من الذعر عقب أكثر من مائة هزة ارتدادية أدت إلى العديد من الانهيارات الثلجية فى جبل افريست حيث قتل 18 من جراء هذه الانهيارات ويضاف إلى حصيلة الضحايا فى نيبال نحو 90 قتيلا سقطوا فى الدول المجاورة التى تأثرت بالزلزال المدمر لاسيما فى الصين والهند، فى حين لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول للعديد من المناطق السكنية القريبة من مركز الزلزال بسبب التشققات والانهيارات التى تعرضت لها الطرق المؤدية إليها. وعلى الرغم من قوة الزلزال الذى ضرب نيبال، فإن العلماء أكدوا أن البنية التحتية الضعيفة ومعايير البناء الرديئة جعلتها أقل قدرة على مواجهة الكوارث الكبرى. ومن ناحية أخرى، نشر موقع «ديلى ميل» البريطانى تصريحات لعدد من علماء الجيولوجيا، أكدوا فيها أن الزلزال لم يكن مفاجئا وأن الكارثة متوقعة، حيث تقع نيبال على بقعة من الكرة الأرضية معرضة دائما لخطر الزلازل. وقبل أسبوع واحد من وقوع الكارثة تجمع أكثر من 50 خبيرا فى علم الكوارث الطبيعية فى العاصمة النيبالية كاتماندو للتباحث حول كيفية مواجهة الزلزال المتوقع وتفادى آثاره المدمرة. ووصف جيولوجيون الزلزال الذى ضرب نيبال وبلغت شدته 7,8 درجة على مقياس ريختر بأنه كان امتدادا لزلزال آخر هائل وقع قبل أكثر من 80 عاما ودمر تماما نحو ربع مساحة كاتماندو وقتل أكثر من 17 ألف شخص. وكان لوران بولينجر من وكالة «سى إى إيه» البحثية فى فرنسا وزملاؤه، قد اكتشفوا النمط التاريخى للزلازل خلال بحث ميدانى فى نيبال الشهر الماضى، وتوقعوا حدوث زلزال كبير تماما فى المكان الذى وقع فيه الزلزال الحالى، وأجرى الفريق فى السابق أبحاثا على جزء من الصدع فى مكان قريب يقع شرقى كاتماندو، وتبين أن هذا الجزء شهد زلازل شديدة فى عام 1255 وفى فترة متأخرة لاحقا فى عام 1934 وعندما رأى بولينجر وزملاؤه النمط التاريخى للزلازل شعروا بقلق بالغ. ويعد الزلزال الأخير هو خامس زلزال مدمر يضرب نيبال خلال ال 205 أعوام الأخيرة. ويقول بولينجر، إن الحسابات الأولية أشارت إلى أن الزلزال الأخير ربما ليس قويا بما يكفى لكى يشقق كل الطبقات الأرضية وصولا إلى السطح ولذلك فإنه ما زال من المرجح وجود مزيد من الضغط المختزن ويجب علينا أن نتوقع زلزالا كبيرا آخر يقع فى مناطق غرب وجنوب الزلزال الأخير خلال العقود القادمة. ويقول بول مابونيير من مركز المسح الجيولوجى فى سنغافورة إن كلا من كاتماندو وبوخارا ستكونان الآن معرضتين للزلازل لأنه عندما يحدث زلزال شديد فمن الشائع أن تنقل حركة الضغط إلى أمام خط الصدع، وهذا ما يبدو أنه قد حدث عام 1255وخلال ال89 عاما التالية تراكم الضغط وتشقق فى عام 1344، والآن التاريخ يعيد نفسه حيث إن صدع عام 1934 نقل الضغط باتجاه الغرب من خط الصدع مما أدى للزلزال الأخير بعد 81 عاما. وتوقع بعض الجيولوجيين أن تشهد العاصمة النيبالية حزمة أكثر رعبا من الزلازل فى الأيام المقبلة، وتوقعوا كذلك أن تشهد تلك المنطقة دمارا واسع النطاق لوجودها داخل حزام زلزالى ليس له نظير فى العالم.