تحت رعاية وحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وفى مبادرة هى الأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات بالقطاع الثقافى، وقعت مؤسسة دار المعارف ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة الأحد الماضى مذكرة تفاهم وتعاون فى المجال الثقافى والفكرى، تضمنت عددا من البنود منها التعاون فى مجال إعادة نشر وطباعة عدد من إصدارات مؤسسة دار المعارف من أمهات الكتب الفكرية والعلمية وتحقيق التراث التى نشرت على مدار 125 عاما هى عمر الدار . وتأتى المذكرة حرصاً من الطرفين على تحقيق وتعزيز الهوية العربية الإسلامية والحفاظ على اللغة العربية وتقديم الثقافة التى تبنى المجتمعات وتنهض بها وتحقيق التعايش بين البشر، فى تحضر وسلام وانفتاح على العالم ورغبة فى توطيد أواصر العلاقات بين الشقيقتين الإمارات ومصر وتحقيقاً لرؤية القيادتين السياسيتين فى كل من مصر ودولة الإمارات فى مجال تمكين المؤسسات الفكرية من أداء دورها العربى والإسلامى.وقع الاتفاقية عن مؤسسة دارالمعارف الدكتور حسن أبوطالب رئيس مجلس الإدارة وعن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عفراء الصابرى وكيل الوزارة، والأستاذ أحمد شبيب الظاهرى مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وعدد من قيادات موظفى الوزارة . وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عقب توقيع المذكرة إن هذا التعاون بين الوزارة ومؤسسة دار المعارف يأتى فى إطار الرؤية الشاملة لقيادة وحكومة الدولة لتوطيد أواصر العلاقات بين الإمارات ومصرفى جميع القطاعات والمجالات، وعلى رأسهم القطاع الثقافي، وتأكيدا على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين وتجسيدا للاهتمام بالعمل المشترك بين البلدين وتقديرا لدور مصر التاريخى فى المنطقة العربية الذى أكد عليه من قبل كثيراً المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأضاف وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإمارات أن التاريخ المشترك بين كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، والقائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وبما يخدم المصالح العربية الكبرى يعد مثالا ونموذجا يحتذى به فى العلاقات العربية العربية. وأوضح أن الاتفاقية ضمت عددا من البنود المهمة والتى تعود بالنفع على جميع الأطراف؛ منها إعادة نشر الكتب التى يتم اختيارها من خلال لجنة عمل متخصصة لمطبوعات مؤسسة دار المعارف سواء أكان ذلك النشر ورقياً أو إلكترونيا، باللغة العربية وبلغات أخرى،على أن تحمل جميع الإصدارات التى يتم نشرها ضمن المشروع المشترك شعار وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مع شعار مؤسسة دار المعارف كما تضمنت المذكرة إطلاق تطبيق إلكترونى للأجهزة الذكية بهدف نشر جميع الأعمال التى يتضمنها المشروع وأن تكون جميع الإصدارات المنشورة إلكترونيا فى إطار المشروع متاحة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن المذكرة تضمنت ايضاً دعم وتشجيع الكتاب والأدباء والمثقفين والمبدعين الإماراتيين بهدف تعزيز قدرات الموهوبين من خلال طباعة المؤلفات والكتب التى سبق نشرها لهم أو لم تنشر بعد فى دار المعارف، لضمان وصول إبداعاتهم الفكرية والأدبية إلى القارئ العربى والعالمي، بجانب التمكين الفعال للمؤلفين والكتاب والأدباء والمثقفين والمبدعين الإماراتيين من خلال الحضور الفعال على المستوى العربى والعالمي، بالإضافة إلى التعاون المشترك فى تبادل الخبراء والفنيين فى مختلف التخصصات من خلال إجراء البحوث والدراسات الاستشارية التخصصية فى مجال تعزيز الثقافة وتنمية المجتمع. وكشف وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن المبادرة تضمنت إطلاق مشروع ترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى لمجموعة من إصدارات دار المعارف التى تبرز القيم والتيارات الوسطية فى الحضارة والثقافة الإسلامية، كما تضمنت المذكرة تشكيل لجنة عمل مشتركة تجتمع دورياً لإعداد وتنفيذ البرامج والفعاليات المشتركة، وللتنسيق بينهما، ومتابعة وتقييم تلك البرامج وتقديم الدعم المتبادل، لتنفيذ بنود هذه المذكرة والتواصل مع الجهات المختلفة بشأنها، وتقييم النتائج بناءً على الأهداف المشتركة ورفع التوصيات والمقترحات اللازمة التى من شأنها تحقيق الأهداف العامة لموضوع المذكرة. وفى الختام قدم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الشكر للحضور ومؤسسة دار المعارف على مبادرتهم الطيبة فى توقيع مذكرة تفاهم تعود بالفائدة على جميع الأطراف، وعلى القطاع الثقافى فى الوطن العربى بأكمله مشيداً بدور دار المعارف المصرية على مر العقود فى إثراء الساحة الثقافية بالعديد من الإصدارات القيمة وطباعة مؤلفات للعديد من كبار الكتاب أمثال مصطفى محمود وطه حسين وتوفيق الحكيم والمازنى ومحمد مندور وإبراهيم ناجى وأحمد حسن الزيات وعائشة عبد الرحمن وشوقى ضيف وأحمد مستجير وغيرهم الكثير. ومن جانب آخر أكد الدكتور حسن أبوطالب رئيس مجلس الإدارة أن مؤسسة دار المعارف تسعى من خلال هذه المذكرة إلى مد جسور التعاون بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تحقيق الفائدة المشتركة بتطبيق أفضل وأرقى الأساليب والممارسات للارتقاء بالمستوى الثقافى والمجتمعى فى الدولتين، مشيرا إلى أن الاتفاقية تعد نموذجا بين المؤسسات الثقافية الكبرى فى مصر والإمارات حيث تكامل القدرات بين الطرفين مما يسهم فى التفاعل الحضارى والثقافى فى العالم العربى وتقديم صورة صحيحة عن الإسلام والشعوب والثقافة العربية للعالم أجمع. وأشاد أبوطالب بالجهود الكبيرة، التى تبذلها دولة الإمارات ودور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع فى دعم الحركة الثقافية فى الإمارات مما يسهم فى إثراء الحركة الثقافية فى المنطقة العربية. وأشار أبوطالب إلى أهمية الاتفاقية فى دعم الُكتاب والمبدعين والموهوبين الإماراتيين وتوفير الكُتب لأهم الكتاب العرب التى تنشرها دار المعارف بين يدى الجمهور الإماراتى والعربي، ليزيدوا من ثقافتهم من خلال الاطلاع والقراءة وتيسير المعرفة والثقافة حتى يكونوا على مستوى الواقع العالمى. وفى النهاية أعرب أبوطالب عن تمنيه أن تكون الاتفاقية بداية تعاون أكثر فى مجالات الثقافة المتعددة وخدمة المجتمعين الإماراتى والمصرى.