أغنيات قليلة لا تزال تعيش فى وجداننا وتذكرنا بالربيع، الذى تحول من فصل الرومانسية وتفتح الزهور إلى فصل العواصف والتراب وأمراض العيون. «آدى الربيع عاد من تانى» كلمات الشاعر الكبير مأمون الشناوى ولحن وغناء الموسيقار فريد الأطرش، وأغنية «يا بدع الورد يا جمال الورد» لقيثارة الشرق اسمهان، و«الدنيا ربيع» للعبقريين الراحلين صلاح جاهين وكمال الطويل، وغناء السندريلا سعاد حسنى، هذه هى أهم أغنيات الربيع، بالاضافة إلى بعض الأغانى التى تتحدث عن الورود مثل رائعة ليلى مراد "يا ورد مين يشتريك"..و" الورد جميل" ، وأغنية العبقرى الراحل محمد فوزى" الزهور زى الستات لكل لون معنى ومغزى". ولم يفلح آلاف الملحنين والمطربين ومؤلفى الأغانى على مدى سنوات طويلة فى تقديم أغنيات تعيش فى أذهاننا وتبقى فى وجداننا لتذكرنا بالربيع، ولم يبق لنا سوى هذه الأغنيات القليلة لنذيعها مرارا وتكرارا فى هذا الوقت من العام، ونحتفل بها بهذا الفصل الذى تحول بفعل التلوث والاحتباس الحرارى والسحابة السوداء من فصل الزهور ورائحة الفل والياسمين التى كنا نشمها زمان إلى فصل الأعاصير والتراب والرمد الربيعى والاختناق والتقلبات الجوية التى تجلب معها المرض. ورغم أن أغنية «آدى الربيع عاد من تانى» قد مر عليها الآن 65 عاماً، حيث تم تقديمها لأول مرة فى فيلم «عفريتة هانم» لسامية جمال ثم غناها الموسيقار الراحل فريد الأطرش لأول مرة فى حفل عام 1950، لكن الكثيرين لم ينتبهوا لكم الحزن والشجن الذى تنضح به كلمات الأغنية ولا تتناسب مع الاحتفال بالربيع، ومن بينها:" لمين بتضحك ياصيف..لياليك وايامك..كان لى فى عهدك أليف..عاهدنى قدامك..كان لى فى قلبك طيف..يخطر فى احلامك..من يوم ما فاتنى وراح..شدو البلابل نواح..والورد لون الجراح..مر الخريف بعده..دبل زهور الغرام..والدنيا من بعده..هوان ويأس وآلام..لا القلب ينسى هواه..ولاحبيبى بيرحمنى..وكل ما أقول آه..يزيد فى ظلمه ويهنى..وآدى الشتا ياطول لياليه..ع اللى فاته حبيبه". والغريب أن كوكب الشرق رفضت هذه الأغنية، وطلبت تعديل بعض الكلمات، ورفض مؤلفها الشاعر الكبير الراحل مأمون الشناوى بشدة طلبها ليعطيها عن طريق الصدفة للموسيقار فريد الأطرش ليغنيها وتحقق نجاحاً مذهلاً، ومن فرط حب فريد والجمهور لهذه الأغنية غناها عشرات المرات وفى كل مرة كان يضيف اليها بعض التوزيعات. أما أغنية السندريلا الراحلة سعاد حسنى «الدنيا ربيع»، فهى من تأليف الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين، وألحان الموسيقار الكبير الراحل كمال الطويل وغنتها ضمن أحداث فيلم «أميرة حبى أنا» عام 1975، وهى أغنية تبعث على المرح والتفاؤل والكلمات البسيطة المعبرة وارتبط بها الملايين لأنها تعبر بالفعل عن الربيع والمرح والشباب. ارتبطت حفلات عيد الربيع بالعندليب الراحل عبد الحليم حافظ وكان يحرص فى كل عام على أن تكون أغنية الجديدة فى ليلة شم النسيم، ومعظم أغنياته الطويلة ارتبطت بعيد الربيع «زى الهوى» 1970 «موعود» 1971 «رسالة من تحت الماء»، «حاول تفتكرني» و«يامالكا قلبى» و«نبتدى منين الحكاية» وأخيراً «قارئة الفنجان» كل هذه الأغنيات كانت فى ليإلى شم النسيم من عام 1970 حتى عام 1976.