فى خطوة غير مسبوقة تستحق أن يحتذى بها عبر قارتنا السمراء وتؤكد توافر الملمح الديمقراطى فى توجهاتنا السياسية القادمة وتكتم مصادر الصراخ والتباكى من أعضاء الجوقة التى تمارس صراخها – المعتاد على الحريات الضائعة بعيداً عن خطوط حدودهم الوردية بينما يصمون الآذان عن همسات الأمل المتصاعد منا نحن سكان العالم الثالث كما يزعمون قرر أكثر من 20 ألف عضو ينتمون لحزب ساحل العاج الحاكم إعلان موافقتهم الجماعية على ترشح الحسن وتارا لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة التى ستعقد فى أكتوبر القادم للفوز بفترة رئاسية ثانية لتكون بمثابة انتصار جديد يلحق بشخصيتنا التى نتحدث عنها وأول سؤال سنبادر بالإجابة عنه هو: من هو الحسن وتارا؟ هو أول رئيس يفوز بمنصب رئاسة كوت ديفوار فى انتخابات رئاسية نزيهة جرت على مرحلتين عام 2010 رغم رفض منافسه العنيد الرئيس السابق لوران جباجبو الاعتراف بنتائجها وقيامه ومؤيديه بمحاصرة الرئيس الشرعى وأعضاء حكومته ومنعهم من ممارسة مهام مناصبهم وكان للرئيس الشرعى وتارا دور فى عدم تصعيد الخلاف منعا لوقوع حرب داخلية قد تؤدى لسقوط آلاف الضحايا حتى حسم الخلاف نهائياً بتدخل المؤسسة الأممية وبمباركة فرنسية أمريكية للاعتراف بأحقية الحسن وتارا لشغل منصبه الرئاسى. وجدير بالذكر أن الرئيس وتارا ولد عام 1942 فى مدينة ديمبوكرو بوسط ساحل العاج، وقد نال العديد من الشهادات الجامعية، كما نال شهادة الدكتوراه فى مجال الاقتصاد، وهو متزوج من سيدة فرنسية، وقد شغل وتارا العديد من المناصب الداخلية والخارجية، ونتيجة لخبرته فى مجال الاقتصاد فقد اختاره رائد الإصلاح الإيفوارى الرئيس الراحل هوفوت بونييه لشغل منصب رئيس الوزراء فى حكومته الإصلاحية والذى ظل يشغله حتى وفاة هوفوت وهنا يؤكد المقربون من الرئيس هوفوت أن وتارا كان يحظى بثقة الرئيس وأنه كان الحاكم الفعلى للبلاد حتى وفاته خاصة بعد إصابة هوفوت بمرض السرطان، وقد تعرض وتارا بسبب شعبيته الجارفة فى المجتمع الإيفوارى لمحاولات القتل والنفى خاصة بعد وفاة الرئيس هوفوت والتى انتهت بهروبه خارج البلاد ليشغل منصب نائب لصندوق النقد الدولى ثم محافظ للبنك المركزى لغرب أفريقيا ونتيجة لتصاعد حدة الخلافات الداخلية فى بلاده وتصاعد حدة الاحتجاجات ضد الرئيس السابق جباجبو بسبب ممارساته العنصرية تجاه الأغلبية المسلمة والمتمركزة فى شمال البلاد قرر وتارا الاستقالة من منصبه الدولى والعودة كى يشارك فى الانتخابات الرئاسية والتى حرم من المشاركة بها عامى 2000 و2004 بسبب ادعاءات كاذبة تتعلق بجذوره العاجية ورغم ذلك لم يتخل وتارا عن حلم الإصلاح لبلاده فقد قرر المشاركة فى الانتخابات الرئاسية عام 2010 ليفوز بها بدعم شعبى كبير ليكون أول رئيس مسلم يحظى بدعم داخلى وخارجى متحديا بذلك طبيعة المجتمع الإيفوارى المتعدد الأديان والأعراق والذى أجمع على اختياره ليكون رئيساً للبلاد غير غافلين أنه قد حظى فى السابق بثقة رائد الإصلاح الرئيس الراحل هوفوت.. وتأتى كلمات الرئيس وتارا أثناء افتتاحه لمؤتمر إقليمى عن اقتصاد الدول الأفريقية الناشئة لتحسم بشكل نهائى الخلاف الدائر حول أحقيته فى استكمال سياسته الإصلاحية حيث أكد أن «بلاده حققت معدلاً للنمو بنسبة 9% وأنها ستلحق بركب الدول الناشئة بحلول عام 2020».