فاز بنيامين نتنياهو مرة أخرى فى حلبة الانتخابات الإسرائيلية مصيباً إسرائيل والعالم بصدمة مفاجئة بحصوله على30 مقعدًا من الأصوات الإسرائيلية بفارق ستة مقاعد بينه وبين رئيس الحزب الائتلافى «المعسكر الصهيونى» إسحاق هيرتسوج، ليشق طريقه لحقبة جديدة بحزب الليكود كرئيس وزراء لإسرائيل، وأصبحت القضية الفلسطينية فى مأزق كبير، بل أصبحت فى موقف أكثر سوءًا مما سبق فهى ستبدأ معه فترة جديدة مطولة من الاحتلال بلا مفاوضات وبلا محادثات، وسيسعى بها نتنياهو لإصدار المزيد من القوانين العنصرية لفرض المزيد من القيود على الفلسطينيين. وعلى الرغم من وصف نتنياهو على أنه شخصية براجماتية تميل إلى التغيير، ولكن التغيير هنا سيكون للأسوأ ليس على الفلسطينيين فقط بل يمكن أن يكون على إسرائيل أيضًا، فقد فاز على الرغم من رغبة الكثيرين داخل الحكومة الإسرائيلية بالإطاحة به لأنه أصاب إسرائيل بحقبته السابقه كرئيس وزراء لإسرائيل بكبوة اقتصادية شديدة، لم يفعل خلالها إلا كسب المزيد من عداوة العالم لإسرائيل، خاصة أمريكا ووضعها فى عزلة لن تستطيع الخروج منها ولو حتى على المدى البعيد. وأكد القيادى الفتحاوى د. أيمن الرقب بأن فوز نتنياهو لن يأتى بجديد للفلسطينيين والقضية الفلسطينية على الرغم من أنه أصبح غير مقبول أوروبيا، فنتنياهو لن يغير سياسته ولن تكون هناك دولة فلسطينية، وسنظل نناضل ونكافح لإعادة أموال ضرائبنا وأنا لا أتوقع بقاء نتنياهو أكثر من سنتين ولكنهما سيمران بصعوبة على الشعب الفلسطينى، والمطلوب الآن حراك فلسطينى مدعوم بحراك عربى، سننتظر تشكيل الحكومة، ولكن هذا الحراك لن يكون قبل القمة العربية، سيكون التوجه للجنائية الدولية واستمرار الحراك الدولى لانتزاع اعترافات بالدولة الفلسطينية والقيام بحل الدولتين وكشف الدور الاسرائيلى. كما أشار الرقب فى حديثه إلى أنه أخطر ما فى أمر فوز نتنياهو هو ماقامت به حماس لدعمه من خلال استعراض الصواريخ وتجربتها فى البحر وكذلك إرسال الطائرات الاستطلاعية جميعها خدمت نتنياهو ليصبح الأمر أكثر تطرفا، ولأن الناخب الإسرائيلى لا يريد إلا الأمن داخل إسرائيل لهذا لجأ لإنتخاب نتنياهو، فكان هو الكارت الرابح له خلال معركته مع هيرتسوج. ومن ناحيته يعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه بفوز نتنياهو اختار الإسرائيليون إيقاف حل الدولتين ودفن عملية السلام مع الفلسطينيين إلى الأبد ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت كلام أبو مازن بالصدمة التى ستجعل الفلسطينيين يغيرون مساراتهم وحساباتهم الفتره القادمة، يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه مسئولون فلسطينيون على الخطوات التى تتخذها الآن السلطة الفلسطينية لتدويل الصراع العربى الإسرائيلى من خلال محكمة العدل الدولية، وتسريع انضمامهم إلى المنظمات الدولية.