بالفعل؟.. أم لا يزال هناك سنوات وقرون لا نعرف عددها بعد أمامنا؟ كل فترة يهل علينا بعض المهووسين بأن خلاص القيامة قربت والساعة آتية لاريب فيها. والدنيا تقوم وتقعد على الفاضى.. وتأويلات وتهويلات وفى النهاية لايعلم سرها غير الله سبحانه وتعالى .. لكن مع بعض التحفظ حولنا ونراه على شاشاتنا الصغيرة والكبيرة أحيانا من الجرائم البشعة التى تهز وتزلزل الإنسان هزا وتوجع القلب وتفتت المشاعر وتقلب رءوسنا وحالنا.. بل نقف حيالها بكثير من الألم والأسى والغضب والحزن.. ونتساءل ما الذى حدث لأعذب المخلوقات التى خلقها الله على الأرض ، أين المشاعر الرقيقة وأين الإنسانية وأين الرحمة والحب الذى منحه الله لخلقه وعلمهم أياه .. هل بعد كل ما وصل إليه البشر من تقدم ورفاهية وعلم وفلسفة وشعر وفن وملأ حولنا الكون ببساطة العيش وسبل الراحة من الحر والبرد وميكنة وتكنولوجيا سهلت للبشر حياتهم.. الناس يقتلون بعضا ويحرقون بعضا ويسحقون بعضا ويذلون بعضا حتى وإن كانت لديك أسبابك فلا يجب أن تصل الأمور بين البشر إلى هذا الحد.. منذ فترة ليست قليلة طل علينا زوج قتل زوجته أثناء مشاجرة ولم يكتف بذلك بل مثل بجسدها إلى 4 قطع ووضعها فى برميل وردم عليها اسمنت لكى يكتمل سقف الدور الأول.. هذه خناقة داخل بيت من البيوت المصرية .. وهذا وارد بين أى زوجين أن يختلفا لكن إلى هذ الحد، هذا يحتاج مئات الدراسات الاجتماعية والبحوث العلمية، واقعة أخرى شابان يستدرجان بنتًا، ويعتدون عليها وعندما تقاوم يقتلوها والشابان صغيرا السن ، جريمة بشعة، ولد يغتصب طفلة ويلقيها من آخر دور فى العمارة.. أبشع من الحادثة الأخرى ، الأبشع جرائم الأسرة العم والأب الذى يهمل أولاده، ويتركهم بلا طعام ولا شراب، ثم العم البشع الذى يلقى بابنة أخيه فى الزبالة لتأكلها الكلاب الضالة وهو بقلب بارد ووجه سافر ولا حياء.. هل ماتت القلوب.. هل وئدت المشاعر.. هل نسينا أن الله يرانا ويراقبنا وسيحاسبنا.. أى زوج هذا الذى يقتل زوجته ويمثل بجسمها ويضع عليها الأسمنت، أى عم هذا، أى بشر هذا الذى يغتال براءة طفلة.. هو فيه أيه.. هو الناس تناست ربنا سبحانه وتعالى ولا هذه العلامات الكبرى لقرب قيامة القيامة.. أين الأساتذة وعلماء الأجتماع يشخصون ويشرحون ويقدمون العلاج لهذه الأمراض التى تهاجم المجتمع المصرى. لدينا معهد علمى عريق وهو المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، لماذا لا يقدموا لنا جهودهم لخدمة المجتمع وخدمة الوطن ومنهم كثير من العلماء المتحمسين ولديهم كل أمراضنا الإنسانية ويمكن تقديم العلاج لكنهم يعملون فى صمت ولايستعان بهم كثير فيفضلون التوارى تعففا ولكنهم وحدهم القادرون على ذلك.. وعلى أرفف المركز القومى للبحوث مئات الأبحاث التى تقدم العون والمساعدة. تخيل نفسك تشاهد فيلمًا من الأفلام التى تعرضها الفضائيات للتسلية. كله حرب وضرب وناس بتقطع فى لحوم بعض وخناجر تشق الحلوق والأجساد وفقع عيون وأموات تهاجم بشرًا ويأكلونهم ورجل خاطف مجموعة من النساء والرجال وعمال يعذبهم ويضربهم ويدخلهم فى متاهات بشكل كله سادية وهو مستمتع على الآخر وكل شوية يكلمهم عبر ميكروفون بالخطوة التالية وطريقة تعذيبهم ( فيلم saw) 6 أجزاء منتهى السادية.. لكن الذى يحدث أن هذه الأفلام تجعل العنف مشوقا وسهلا وبسيطا بل تثير الأعصاب وتتعب النفوس وخطورتها على الأطفال مرعبا.. أنهم يصدرون العنف والبغض لنا ونحن لا ندرى. الإلحاح بمثل هذه الأفكار سيىء على كل الأعمار فالقلوب تتحجر ويصبح منظر الدم والقتل شيئًا عاديًا.. الزوج الذى مثل بجثة زوجته والعم الذى مات ضميره وقلبه وألقى ببنت أخيه فى الزبالة، هؤلاء ناس تجمدت مشاعرهم الإنسانية وصاروا كالحجارة.. أصبح الخطر والعيب والخطأ شيئًا عاديًا؟ ولا القيامة قربت ونحن اقتربنا من آخر الزمان..