حرص على زيارة القاهرة لتقديم التهنئة للرئيس وأكد حضوره مؤتمر شرم الشيخ ويدعم عودتها لدورها الريادى. يعد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وقائد العمل الإنسانى من بين أبرز الشخصيات العربية والإسلامية فى العصر الحديث والتى ساهمت فى صنع تاريخ وطنها، فهو أحد أعمدة الدبلوماسية العربية والإقليمية وأحد أهم حكمائها بل لا نجافى الحقيقة إذا ما قلنا أنه أهمهم على الإطلاق فالدور الذى لعبه سموه على مدى أربعة عقود كوزير للخارجية فى التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية خير شاهد على ذلك، فقد تمكن من وضع دولة الكويت فى موقعها اللائق على الساحتين الإقليمية والدولية.عندما تمت مبايعته بالإجماع لتولى مسئولية حكم البلاد عبر أعضاء مجلس الأمة فى 29 يناير 2006 استقبله الشعب الكويتى بفرحة غامرة وابتهاج وأمل فهم يدركون مكانته جيداً وتاريخه المضىء والمشرف وقدرته على القيادة وحكمته وصبره وعطاءه المخلص للوطن الغالى وحبه لأشقائه وأبنائه من الشعب الكويتى الذى أفنى سنوات عمره فى أجلهم، فمشهد رفعه لعلم الكويت فوق مبنى الأممالمتحدة بعد انضمامها إليها فى 11 مايو 1963 سيظل خالداً فى ذاكرة كل كويتى.. وتمر الأيام ليحتفل الكويتيون مع أشقائهم العرب بالذكرى التاسعة لعيد الجلوس فى ظل أجواء احتفالية تتناسب مع انجازاته فى كافة المحالات. حنكة دبلوماسية كانت خبرة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح العريقة ومصداقيته العالية محط احترام وثقة وتقدير الجميع وفى هذا الشأن يؤكد الساسة الغربيون الذين عاصروه واحتكوا به فى مختلف المحافل الدولية على قوة شخصيته وحنكته الدبلوماسية فهو دبلوماسى من الطراز الأول صارع فى ميادين السياسة الدولية دفاعاً عن قضايا وطنه وأمته العربية وعاصر تغيرات راديكالية فى النظام الإقليمى والدولى من الثنائية القطبية وعصر الحرب الباردة إلى الأحادية القطبية الأمريكية وأخيراً النظام متعدد الأقطاب مما أكسبه خبرات متميزة فى العمل الدبلوماسى وقدرة على التعامل مع الأزمات المحلية منها والعربية و العالمية. المخطط والمنظر يعد الشيخ صباح الأحمد هو المفكر والمنظر الذى وضع لبنات وأسس السياسة الخارجية الكويتية والتى ارتكزت على عدد من المبادئ تعكس رؤيته الحكيمة للبلاد ودورها على الساحتين الإقليمية والدولية من أبرزها أنها : دولة داعية للسلام، راعية لحقوق الإنسان، لا تتدخل فى الشئون الداخلية لغيرها من الدول، تعمل من أجل التنمية العالمية الشاملة، وتقديم المساعدات إلى مختلف دول العالم المحتاجة، وبصفة خاصة الأكثر فقراً والأكثر حاجةً، تؤمن بالحياد الإيجابى والوسطية فى اتخاذ المواقف والقرارات. يؤمن بأن استقرار وسلامة أمن منطقة الخليج مرهون بمتانة العلاقات بين دولها سواء أكان ذلك على المستوى الثنائى أو الجماعى عبر منظور سلمى تعاونى يحقق مصالح الجميع فى ظل تنامى الأخطار التى تحدق بمنطقة الخليج العربى. ومن ناحية أخرى يرى وجوب العمل الجاد من أجل وحدة عربية حقيقية وتألف قومى ضد التهديدات الخارجية التى يتعرض لها الوطن العربى، لذا لطالما أكد على أن التضامن العربى هو الوسيلة الوحيدة لاكتساب احترام الآخرين والتصدى لتلك الأخطار. يرى أن الثروة الحقيقية للكويت تتمثل فى أبنائها فهم عماد المستقبل وأمله فى غد أفضل ولن تقوم أى نهضة إلا بهم لذا كان حريصًا على تطوير التعليم لتوفير فرصة للتسلح بالعلم الحديث والذى يعد متطلب رئيسى للحفاظ على استمرارية مسيرة الديمقراطية وعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد بما يحفظ للكويت مكانة رائدة ليس فقط على المستوى العربى أو الإقليمى بل على الساحة الدولية أيضاً. قناعته الراسخة تقوم على أن القائد لا يمكنه أن ينجح ما لم يكن لديه ظهير شعبى مساند له ولن يتوفر ذلك الرصيد إلا إذا كانت مصالح الوطن والشعب نصب أعينه لذا ركز اهتمامه على الارتقاء بالأوضاع المعيشية لمحدودى الدخل والطبقة المتوسطة ودفع الحكومة ومجلس الأمة للتخفيف من الأعباء المعيشية التى يتحملونها. فارس الدبلوماسية كان لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح دور بارز فى تأسيس المجلس الوزارى المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول المجموعة الأوربية والذى يهدف إلى توثيق الروابط الاقتصادية المشتركة بين الطرفين، ومن خلاله تم إبرام العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع الكثير من دول هذه المجموعة وغيرها من الدول الأخرى بما حقق مكاسب كبيرة للدول الخليجية. وقد استطاع أن يحصل لدولة الكويت على تأييد دولى لم يسبق له مثيل بعد كشفه لممارسات العدوان الذى قام به نظام البعث فى عام 1990 ضد دولة الكويت، الذى كان من نتيجته أن أصدر مجلس الأمن قراره رقم 678 فى التاسع والعشرين من نوفمبر 1990 على إثر الموقف المتصلب الذى اتخذه ذلك النظام وضربه عرض الحائط بجميع القرارات التى اتخذها المجلس بدءاً من القرار رقم 660 الذى صدر عقب الغزو مباشرة والقرارات اللاحقة ذات الصلة بالعدوان العراقى على الكويت. يضاف إلى ذلك وقوفه كفارس للدبلوماسية العربية والإسلامية فى مختلف المحافل السياسية متصدياً للهجمة الغربية الشرسة على العروبة والإسلام ومحاولة وصمهما بالإرهاب، ليؤكد على إن الإسلام هو دين السماحة والتسامح، وأن كل ما يثار من تلك الآراء و الاتجاهات هى حملات مغرضة لتشويهه. وبالطبع فلا يمكن أن نتحدث عن القائد الإنسان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت دون أن نذكر علاقته بمصر والمصريين تلك العلاقة التى يضعها دائما فى مقدمة أولوياته ويعتبر مصر ظهيرا للكويت وسندا لها ويحرص على تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة القائمة معها ولا يكاد يفوت مناسبة دون ان يعبر عن اعتزازه بمصر ودعمه لخيارات الشعب المصرى، ومن ثم أحبه المصريون وثمنوا وقفته الدائمة مع بلادهم وتأييده التام لحقهم فى التنمية والاستقرار، ولعل حرصه على زيارة مصر فى يونيو الماضى لتقديم التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة انتخابه رئيسا لمصر وتأكيده على المشاركة فى قمة شرم الشيخ الاقتصادية فى مارس القادم فضلا عن دعمه الدائم لمصر واستقباله للرئيس السيسى فى الكويت قبل عدة اسابيع وتوجيهاته المعلنة بتعزيز التعاون الثنائى ما يبرهن على تقديره لمصر وحرصه على عودتها السريعة لممارسة دورها الريادى على الصعيدين العربى والدولى.