حالة من الجدل أثارتها عودة بعض مشايخ السلفية للخطابة واعتلاء منابر وزارة الأوقاف، حيث حذر البعض من استغلال مشايخ الجبهة السلفية للمنابر فى السياسة والدعاية الانتخابية لمرشحى حزب النور السلفى، فى الوقت الذى أكد فيه آخرون عدم وجود إشكالية فى ذلك خصوصًا مع تطبيق موضوع الخطبة الموحدة فى جميع مساجد الأوقاف.ففى البداية أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أنه لا تهاون مع المقصرين فى أداء واجبهم الدعوى أو المخالفين لقانون الخطابة نافيًا وجود اتفاقيات غير معلنة مع أى تيار دينى لمساعدة الأوقاف ودعاتها فى مواجهة الفكر الإرهابى المتطرف، أو ما يعرف بتنظيم "داعش". كما أكد الشيخ محمد عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية والدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور قدما الأوراق والشهادات الحاصلين عليها من الأزهر الشريف أحد شروط التقدم لاختيارات الأوقاف للحصول على تصريح خطابة، وبالفعل تم اختيارهما وحصلا على تراخيص الخطابة لانطباق جميع الشروط عليهما. وأضاف عبد الرازق أن كلا من برهامى ومخيون وقعا على الالتزام بما تصدره وزارة الأوقاف من خطبة موحدة وعدم التحدث فى السياسة بالمساجد أو استخدام المنابر فى الدعاية الانتخابية، كما وقعا على ميثاق الشرف الدعوى الذى تصدره الوزارة وثم استخراج كارنيهات وتصريحات خطابة لهما. فى حين قال الدكتور محمود مهنى الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر مؤسسة إسلامية عالمية ولا يصح أن يرتقى المنبر أحد إلا بإذن من الأزهر ووزارة الأوقاف، لأن دعاة الوسطية لا يميلون إلى فرق ولا ينادون سياسات تناصر ذلك أو ذاك، لافتا إلى أن دعاة الأزهر تعلموا بأن ينادوا بالأخوة بين البشر جميعًا التزامًا بقوله تعالى "ولقد كرمنا بنى آدم".. وقوله "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة".. فى حين تعلم فيه الأزهر فرقًَا وجماعات وأحزاب رفضها القرآن. وأضاف أن الأزهر درس القرآن وكتب التراث والقياس والحديث والفقه وغير ذلك من الأمور الغائبة عن هؤلاء دعاة السلفية الذين درسوا ظواهر السنة وظواهر القرآن.. فهؤلاء يريدون دنيا. وأعلن الأستاذ بجامعة الأزهر أنه ضد منح رموز السلفية أمثال الشيخ ياسر برهامى أو يونس مخيون تصاريح خطابة من وزارة الأوقاف لأنهم كما قلت ينادون بالفرق والجماعات فى حين قال تعالى فى كتابه "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء إنما أمرهم إلى الله".. فإما أن نكون مسلمين وإما نكون غير ذلك.. لأن الإسلام إسلام وكفى.. حتى لو وقعوا على التزامهم بموضوع الخطبة الموحدة التى تفرضها الوزارة فهؤلاء لا يصدق كلامهم. وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن الدعوة إلى الله حث عليها الشرع لمن يحسنها فقال تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن" وقال النبى ? "بلغوا عنى ولو آية".. لكن فيما يتعلق بهذا التيار السلفى فهو لا يخدم الإسلام كدين ولكنه يخدم فرقة من المسلمين.. فهم يدعون عصبة وينصرون عصبة وهذا منهج الجاهلية.. فقال ? "ليس منا من دعا إلى عصبة".. وقال أيضا "دعوا العصبة فإنها فتنة". وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر أن هؤلاء يكفرون من سواهم فقد حكموا على جميع المسلمين بغير العقيدة وفساد الاعتقاد ومن أخر إصداراتهم كتاب "منهج الأشاعرة" حكم فيه المؤلف على جميع أهل القبلة بفساد العقيدة، موضحًا أن هؤلاء يكفرون أيضا الأزهر الشريف، وبناء عليه منحهم تصاريح والسماح لهم بصعود منابر الأوقاف إقرار منا على تكفيرهم لنا. وتابع أن تقديم أوراق وشهادات تثبت أنهم درسوا بالأزهر الشريف ليست جواز مرور، فإنهم حتى لو يحملون درجات أزهرية فمنهجهم وهابى متشدد، فالحكمة ليست فى المبانى إنما الحكمة فىا لمعانى. مختتما كلامه قائلا: "هؤلاء قنابل موقوتة يجب حماية بيوت الله منها". كما وصف الدكتور أحمد عمر هاشم الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء عودة رموز الدعوة السلفية للصعود للمنابر وحصولهم على تصاريح خطابة من وزارة الأوقاف بالمبادرة الخطيرة التى لا تبشر بالخير. وأوضح أن الفترة المقبلة سيتضح خلالها التزامها بخطبة وزارة الأوقاف الموحدة، خاصة أن وزير الأوقاف أعلن مسئوليته عن منحهما التصاريح وأنه سيتم سحب التصاريح حال خروجهما عن المنهج الوسطى وإخلالهما بما تم الاتفاق عليه من التزامهما بموضوع الخطبة وعدم الحديث فى السياسة داخل المساجد