انتهت الأزمة الصاخبة بين وزارة الأوقاف وبين الدعوة السلفية بحصول عدد من أبناء الدعوة السلفية على تصريح خطابة واعتلاء المنابر الأمر الذى أثار تساؤلات كثيرة أبرزها هل استعانت وزارة الأوقاف بالسلفيين لمواجهة الفكر المنحرف التكفيرى وخاصة بعدما انضم شباب مصر لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"؟ من جانبه أكد الشيخ محمد عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، والدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، حضرا إلى وزارة الأوقاف بعد أن قدما الأوراق والشهادات الحاصلين عليها من الأزهر الشريف، وتقدما إلى الاختبار وتم اختبارهما بالفعل فى رئاسة القطاع الدينى بالوزارة، وحصولهما على تراخيص الخطابة لانطباق جميع الشروط عليهم. وأشار وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، فى تصريح له، إلى أن كلا من "برهامى ومخيون" وقّعا على التزام بما تصدره وزارة الأوقاف من خطبة موحدة وعدم التحدث فى السياسة بالمساجد أو استخدام المنابر للدعاية الانتخابية. وأضاف وكيل وزارة الأوقاف: "وتم التوقيع على ميثاق الشرف الدعوى الذى تصدره وزارة الأوقاف، وتم استخراج كارنيهات وتصريحات خطابة لهم، ولكن إلى الآن لم يتم تسليم الكارنيهات وستصدر خلال أيام"، مؤكدا أنه تم عمل إقرار بوجوب الالتزام بالخطبة الموحدة من خلاله، والتى تنشر على موقع وزارة الأوقاف. وكشف الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، عن كواليس حصول الدعوة السلفية على تصاريح من وزارة الأوقاف للخطابة خلال الفترة الأخيرة لاعتلاء المنابر. وقال برهامى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" إنه تم إخباره بأن تصريحه من الأوقاف للخطابة قد ظهر لكنه لم يستمله حتى الآن، مشيرا إلى أنه والدكتور يونس مخيون أصبح لديهم تصريح للخطابة فى المساجد. وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أنه بعد رفضه حضور امتحانات وزارة الأوقاف لاعتلاء المنابر منذ ما يقرب من شهرين، تم التواصل بينهم وبين الوزارة من خلال مؤسسة الأزهر، وذهب كل من برهامى ومخيون لوزارة الأوقاف لأداء امتحانات الخطابة داخل الوزارة. وأشار برهامى إلى أنه أدى اختبار وزارة الأوقاف منذ أكثر من شهر ، بعد تدخل الأزهر، مؤكدا أنه لا يوجد أى خلاف بين الدعوة السلفية ووزارة الأوقاف على الإطلاق. وأوضح نائب رئيس الدعوة السلفية، أن المرحلة الحالية تحتاج أن نكون يدا واحدة فى مواجهة المخاطر، وأن مصر تعانى من تفجيرات وقتل للجيش والشرطة، وهو ما يتطلب تكاتف الجميع لمواجهة هذه المخاطر بكل جدية. وأكد برهامى أن هناك 400 قيادة من الدعوة السلفية حاملين شهادة أزهرية تقدموا خلال الفترة الأخيرة إلى اختبارات وزارة الأوقاف لاعتلاء المنابر ، موضحا أنه من المقرر أن تظهر نتيجة الاختبارات خلال الفترة المقبلة. وأوضح نائب رئيس الدعوة السلفية، أن الجميع يعلن بالاتجاهات المعتدلة للدعوة اللسفية، ولم تتورط منذ نشأتها فى سفك دم حرام ولم تأمر بعنف على الإطلاق ، ويجب على الجميع ألا يزكى روح الخلاف ، ولكن على تزكية الوئام بين الجميع لأن المرحلة الحالية تحتاج تعاون لمواجهة الأفكار التكفيرية. وأكد برهامى أن الدعوة السلفية تتعرض لهجوم كبير سواء من جماعة الإخوان المسلمين، أو من التيار المدنى خلال الفترة الأخيرة، والبعض يصفنا بأننا دواعش مصر فى الوقت الذى تكفرنا فيه داعش ، ونحن نواجه الفكر التكفيرى من خلال ندوات ومؤتمرات وهو ما يجعل وصفنا بدواعش مصر غير منطقى. ولفت نائب رئيس الدعوة السلفية إلى أن العلاقة بين الأوقاف والدعوة السلفية مبنية على الالتزام بالقانون، فلدينا اعضاء حامين شهادات أزهرية ، فى الوقت الذى يتقدم فيه أعضاء الدعوة السلفية للاختبارات بالوزارة للحصول على تصريح للخطابة. ومن ناحيته وأوضح الدكتور أحمد شكرى القيادى بالدعوة السلفية ان الدعوة السلفية تتواصل مع وزارة الأوقاف وجميع مؤسسات الدولة، مشيرا إلى انهم محترفون فى مواجهة الفكر التكفيرى. وأكد وجود تفاهم بين وزارة الأواقاف وبين الدعوة السلفية، مؤكدا ان الدعوة السلفية تحارب الفكر التكفيرى منذ نشأتها، مشيرا إلى أن الدعوة السلفية بالإسكندرية دائما تدرب أبناءها على مواجهة الفكر التكفيرى.