على الرغم من الانتقادات الكبيرة الموجهة لحزب النور، باعتباره حزبًا ذا خلفية دينية، فإنه لايمكن إنكار أن الحزب يتمتع بشعبية كبيرة فى الشارع المصرى، تؤهله للمنافسة على مقاعد البرلمان القادم. وقد نفى الدكتور أشرف ثابت نائب رئيس الحزب، تلك الانتقادات مؤكدًا أن حزبه، يتضمن كثيرًا من الأعضاء الذين لاينتمون للفكر السلفى، بل إن منهم أقباطًا. وأكد ثابت فى حوار ل «أكتوبر»، أن حزبه يمتلك رؤية إصلاحية لمستقبل مصر، كما أكد أن منهجه قائم على السلمية والعلانية بعيدًا عن التخطيط والعمل فى الخفاء. وعن استعدادات «النور» للانتخابات، ورأيه فى البرلمان القادم، وموضوعات أخرى نقرأ السطور القادمة. ? بداية متى بدأت الدعوة السلفية فى مصر وما علاقتها بالإخوان المسلمين؟ ?? بدأت الدعوة السلفية عام 1970 وكان من أبرز قياداتها أبو إدريس ومحمد إسماعيل المقدم وسعيد عبد العظيم وأحمد فريد وأحمد حطيبة، وكانت بداياتها فى النشاط الطلابى بالجامعات المصرية تحت مسمى الجماعة الإسلامية وتزامن ذلك مع فترة خروج الإخوان من السجون وتواصلهم مع قادة الجماعات الإسلامية لمحاولة احتوائها والسيطرة عليها وحدثت مراجعات لزعماء الإخوان ومنهم عاصم عبد الماجد وكرم زهدى. وقد حدث انشقاق بين أعضاء الدعوة السلفية وبعضهم اندمج مع الإخوان والبعض الآخر رفض.وأطلق على من رفض من السلفيين الاندماج مع الإخوان «المدرسة السلفية» التى انتشرت فى الإسكندرية وفى محافظات الصعيد بزعامة الدكتور ناجح إبراهيم الذى قضى نحو ربع قرن فى السجن. وانتشرت المدرسة السلفية بالإسكندرية تحت زعامات الدكتور ياسر برهامى وأحمد حطيبة ومحمد المقدم وأحمد فريد وهم يمثلون جيلين أو ثلاثة أجيال متوالية كان لهم الفضل فى توسيع وانتشار مؤيديها ومريديها. وتحولت المدرسة السلفية إلى الدعوة السلفية وهى عبارة عن تيار فكرى وشكل دعوى بحت وليس لها تيار سياسى. ? ما علاقة الدعوة السلفية أو المدرسة السلفية بالفكر التكفيرى والجماعات الجهادية؟ ?? حاربت الدعوة السلفية أو المدرسة السلفية الفكر التكفيرى والجماعات الجهادية فى السبعينيات كما كان لها دور بارز فى حدوث المراجعات مع الإخوان. ويعتمد المنهج السلفى على تحصين أعضائه من الشباب وذلك عن طريق الندوات والمحاضرات التى تدعو إلى الدعوة الإسلامية بالإقناع والفهم دون إكراه أوعنف أو ضغط لكيلا يجنح أعضاؤه للفكر التكفيرى أو العنف الجهادى. وظلت الدعوة السلفية بعيدة عن السياسة طوال نحو 40 عاما حتى ثورة 25 يناير 2011 حيث خرج بعض أعضاء الدعوة السلفية وكونوا حزبًا سياسيًا وهو حزب النور. ? وهل يوجد انشقاق داخل الدعوة السلفية؟ ?? تعتمد الدعوة السلفية فى المقام الأول على عنصرين جوهريين هما السلمية والعلانية حيث إن المنهج السلفى يعتمد على الدعوة بالمعروف دون إكراه من أى نوع وكذلك العلانية وعدم اللجوء أو ممارسة العمل السرى. وهناك بعض الجماعات أو الأفراد تطلق على نفسها جبهة سلفية أو جماعة التوقف والتباين أوجبهة الضمير وقد يكون مجموعة من السلفيين جبهة يسمونها الجبهة السلفية وهى جبهة ليست تأصيل فكرى التيار السلفى وهناك بعض الخلافات بين الاتجاهات وليس هناك الجماعة السلفية أو المدرسة السلفية. والدعوة السلفية شىء واحد وليس جماعة إنما منهج وأيديولوجية تعتمد على السلمية والعلانية وأى جماعة تدعى أنها سلفية وتخرج عن المنهج السلفى لا علاقة لها بالسلفية التى لا تستطيع أن تحجر على فكر ورأى واتجاهات الآخرين. ? وكيف يستعد حزب النور لانتخابات مجلس الشعب القادم؟ ?? يجرى العمل حاليا لعمل مجمعات انتخابية من الشياخة والقرية والمركز والقسم والمحافظة ثم الهيئة العليا للحزب لإقرار ما توصلت إليه المجمعات من القاعدة من تعديل أو تغيير. والحزب ليس له اتجاه دعوى وإنما يعتمد فى برنامجه الانتخابى على مواقفه الوطنية والحفاظ على مصلحة واستقرار المجتمع، وأصبحت السلفية تيارًا مصريًا يحمل فصائل متعددة بينها بعض الخلافات الفكرية وحصل بعض الإضافات والحذف على المنهج السلفى وهناك فصائل أقوى من بعضها الآخر وهذه طبيعة الاتجاهات السياسية من يمين ويسار ووسط ورغم أن عمر حزب النور ثلاث سنوات فقط إلا أن مواقفه السياسية كانت دائمًا وستظل فى صالح المجتمع. كما أن رؤية الحزب وبرنامجه الانتخابى يعتمد على ما توصلت إليه لجنة التخطيط لمصر حتى عام 2022. والتى وضعها خيرة علماء وقيادات مصر فى التخطيط والمستقبل. ويضع الحزب رؤيته لتذليل العقبات التى تعترض هذه الخطة التى تسعى لتنمية موارد الدولة التنموية والقومية والاستراتيجية ولعل أبرز هذه العقبات الإجراءات الإدارية والهيكلية والروتين. ? وما هى رؤيتك للانتخابات البرلمانية القادمة؟ ?? الانتخابات القادمة للبرلمان ستبين قوة حزب النور ونأمل فى بناء حياة سياسية جديدة وأن يكون هناك توازن داخل البرلمان عن طريق اختيار كل قوة سياسية اختيارًا جيدا. ليقوم البرلمان بدوره التشريعى والرقابى بصورة جيدة. وكان لنا فى البرلمان السابق موقفان جيدان عندما توليت رئاسة لجنة تقصى الحقائق فى مذبحة بورسعيد والوصول إلى تقرير قريب من الحقيقة وكذلك رئاسة لجنة الرد على بيان الحكومة ورفض هذا البيان مع تقديم رؤية يتبناها الدكتور كمال الجنزورى فى حكومته المؤقتة واستمراره حتى انتخاب رئيس جديد. كل ذلك فى إطار الحرص على مصلحة المواطن المصرى. وللأسف فإن قانون مجلس الشعب الذى تم إعداده لن يقدم برلمانًا متوازنا حيث إن توزيع النسبة بواقع 20% قائمة مطلقة و80% مقاعد فردية لن يحدث تمثيل حقيقى للشعب المصرى لأنه فى حالة الإعادة لن تحصل بعض القوائم على نسبتها وإهدار أصوات القائمين المنافسين وبالتالى لن يكون هناك تمثيل حقيقى لها فى البرلمان سواء فى المقاعد المغلقة أو الفردية. ? ما هو الحل للخروج من هذا الإهدار للأصوات الانتخابية ؟ ?? المقترح الأفضل فى رأيى أن تكون القوائم المغلقة نسبها 20% والمقاعد الفردية 40% والمقاعد النسبية 40% وكل قائمة تأخذ عددًا من أصواتها وبالتالى لا يتم إهدار أصوات انتخابية ويتم ضمان تمثيل متوازن لكل القوى السياسية. والسبب فى حالة الخلط والازدواجية أن من قاموا بإعداد قانون الانتخابات البرلمانية فنيون وليسوا سياسيين. وسوف يأتى ببرلمان يرفضه شريحة كبيرة فى المجتمع المصرى وسوف يترتب عليه فراغ تشريعى. ? هل نظم الحزب قوافل دعائية؟ ?? ينظم حزب النور قوافل علاجية وصحية وأيضا بيطرية والقوافل العلاجية تقدم الكشف المجانى لأهالى القرى وللعشوائيات والقوافل البيطرية لعلاج مواشى الفلاحين باعتبارها رأس مالهم الذى يتعايش منه المزارع. وهناك أيضا قوافل لنشر التوعية السياسية والتحذير من أعمال العنف والفوضى فى فترات الدعاية الانتخابية. ? هل توجد قيود على الالتحاق بحزب النور؟ ?? لا توجد أية شروط لدخول الحزب والشرط الوحيد أن يكون الراغب فى دخول الحزب يحمل الجنسية المصرية ولا يشترط أن يكون سلفيا أو يسير على المنهج السلفى بدليل أن الحزب يضم فى عضويته أقباطًا وشبابًا من اتجاهات فكرية وسياسية مختلفة. ? ما هو موقف الحزب من تورط بعض الشباب فى تنظيم داعش؟ ?? منهج الدعوة السلفية يعتمد على السلمية والعلانية والحزب يرفض أساليب العنف والصدام والتكفير والعنف. ولا يعرف إن كان هناك فى تنظيم داعش أعضاء سلفيون أو من حزب النور.