على مدار تاريخها الذى يناهز 40 عامًا، وعبر 1999 عددًا، استطاعت «اكتوبر» التأثير بصورة واضحة فى الوسط الفنى المصرى بكل مجالاته، وعبر «باب الفن» الأسبوعى كان ل أكتوبر العديد من الخبطات الصحفية التى جذبت الأنظار لقضايا سينمائية ومواقف فنية وإنسانية ومواهب غنائية.. وكانت «أكتوبر» حديث الوسط الفنى فى الكثير من المناسبات.. وإليك عزيزى القارئ التفاصيل: قدم باب الفن فى «أكتوبر» مسابقة «الصوت المحظوظ» التى كانت الأولى من نوعها فى ذلك الوقت واكتشفت العديد من المواهب الغنائية الذين أصبحوا الآن نجوماً مثل إيهاب توفيق وآمال ماهر وعمرو مصطفى وغيرهم. كما قدمت «أكتوبر» العديد من الأصوات الجيدة التى لم تأخذ نفس الحظ من الشهرة والنجومية، ولكنها لاقت إعجاب النقاد وجمهور الطرب الراقى، ومن أقوى تلك الأصوات، الصوت العذب للمطرب الشاب الراحل حمدى هاشم، والمطربة سحر ناجى، والمطربة سمرة، والمطرب محمد محب. وقدم بعض هؤلاء المطربين والمطربات مقدمة ونهاية وأغنيات مسلسل «طارق من السماء» بطولة عزت العلايلى وإخراج الراحل عادل صادق، وألحان محمد قابيل. وقد أشاد موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب ببعض تلك الأصوات، ووافق على استقبالهم فى بيته، وقدموا أمامه بعض الأغنيات من تلحينه، وأعطت رعاية «عبد الوهاب» لمسابقة «أكتوبر» زخماً ومصداقية كبيرة. ومن المفارقات أن لجنة تحكيم مسابقة الصوت المحظوظ التى كانت تضم بالإضافة إلى «قابيل» الموسيقار حلمى بكر والإعلامية سهير شلبى والموسيقار الراحل صلاح عرام، رفضت إجازة المطربة عايدة الأيوبى التى غنت وعزفت أمام اللجنة على الجيتار أشهر أغنياتها «على بالى»، وكان رأى اللجنة أن صوتها يصلح لأداء الأغنيات الغربية ولا يتناسب مع المقامات الشرقية. وشارك فى تحكيم مسابقة «الصوت المحظوظ» العديد من كبار الملحنين والموسيقيين فى مصر، ومنهم الموسيقار الكبير حلمى بكر، والموسيقار الراحل صلاح عرام، والمطرب الكبير الراحل محرم فؤاد، والمطربة نادية مصطفى، والموسيقار صلاح الشرنوبى، بالإضافة إلى الإعلاميتين نجوى أبو النجا، وسهير شلبى. ونتيجة إعجابها الشديد بالمسابقة، نقلت رئيسة إذاعة الشباب والرياضة ، وقتها، نجوى أبوالنجا فكرة المسابقة من «أكتوبر» إلى الميكروفون ليتم التنسيق بين المجلة وإذاعة الشباب لاكتشاف المواهب الشابة معاً، مما حقق لها رواجاً كبيراً. وتم تطوير المسابقة لتشمل اكتشاف مواهب شعرية شابة، بالإضافة إلى المواهب الغنائية، وقام بتحكيم مسابقة الأشعار الغنائية الشاعر الكبير الراحل عبدالوهاب محمد لفترة طويلة، وتوقفت المسابقة الشعرية بوفاته. وعن هذه المسابقة قال الكاتب الصحفى والفنان الراحل محمد قابيل: «الفضل الأول يرجع للكاتب الراحل أنيس منصور الذى كان رئيس تحرير مجلة أكتوبر آنذاك، فقد قال لى بما أنك ملحن وكاتب صحفى حاول أن تكتشف أصواتًا وتلحن لها وتكتب عنها وبعدها قابلت المخرج عادل صادق وطلب منى أصواتًا جديده لمسلسل له فكانت الفرصة من هنا حيث إننى وجدت الجائزة. ومن ثم بحثت عمن ينال هذه الجائزه». وتابع «قابيل» فى حوار صحفى منشور له: «كانت الصحافه منذ الثلاثينات تقوم بمسابقات لوجه سينمائى ليصبح غلاف مجلة فنية أو ممثلة وهكذا اكتشفت زيزى البدراوى وغيرها الكثيرون، ومن هنا خطر ببالى تحويل هذا النوع من المسابقات إلى مسابقة اختيار أصوات جديدة ولاقت المسابقة نجاحًا أكبر من المتوقع وامتدت إلى مرتين وفى كل مرة كان الموسيقار عبد الوهاب الحكم الأخير بها وهكذا كان اختيار إيهاب توفيق وآمال ماهر وغيرهما». حملات فنية وعلى مدار أعداد المجلة ال«2000» قامت «أكتوبر» بمجموعة كبيرة من الحملات الصحفية التى تسبب بعضها فى استصدار قرارات جريئة لضبط الحركة الفنية فى مصر، وعلاج فنانين كبار على نفقة الدولة وكشف بعض المخالفات فى العديد من المؤسسات الثقافية والفنية. ومن بين تلك الحملات حملة قام بها الزميل الراحل محمد قابيل حول تزوير أشرطة الكاسيت وبيعها، مما كان يؤدى إلى خسائر كبيرة لشركات الإنتاج الغنائى، واستجابت شرطة المصنفات الفنية لتلك الحملة بتشديد الرقابة على محلات وأكشاك بيع الكاسيت وضبط آلاف الأشرطة المزيفة. إلغاء عزف السلام وتسبب تحقيق صحفى أجراه الزميل محمد رفعت فى إلغاء تقليعة عزف السلام الوطنى فى مسرح القطاع الخاص قبل بداية العروض المسرحية، حيث لاحظ عدم احترام كثير من المشاهدين للسلام الوطنى وإصرارهم على الاستمرار فى الجلوس فى مقاعدهم وعدم الوقوف احتراماً للعرض، وهو ما دفع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى لإلغاء هذا التقليد. وكان «رفعت» قد كتب قبلها عن واقعة شاهدها بنفسه، وقام فيها الفنان الكوميدى الكبير الراحل أبوبكر عزت بطرد عدد من المتفرجين على مسرحيته التى كانت تشاركه بطولتها سهير البابلى، على مسرح الريحانى، بسبب إصرارهم على عدم الوقوف احتراماً لعزف السلام الوطنى لمصر، وأعاد إليهم قيمة التذاكر. لا يا سينما وفى سلسلة من التحقيقات الصحفية ، تحت عناوين : «السينما المصرية تقول: يا عزيزى كلنا لصوص»..»السينما المصرية تقول: يا عزيزى كلنا حشاشون»..قدم باب الفن بالمجلة رصداً بالصور المشوهة التى تصر السينما التجارية على تقديمها بحجة أن «الجمهور عايز كده» وتسئ لسمعة مصر والمصريين، وكان لهذه التحقيقات بعض الأثر فى مواجهة موجة سينمائية لأفلام المخدرات والراقصات واللصوص فى فترة بداية التسعينيات، ورفض الرقابة للتصريح بالعديد من السيناريوهات السينمائية التى تدور فى نفس الإطار وقتها. قنديل وفاطمة ومن المقالات الإنسانية التى نشرتها المجلة لمساندة الفنانين الكبار فى المحن التى يمرون بها بسبب العجز والكبر والحاجة إلى المال..كتب «قابيل» مقالاً إنسانياً مؤثراً حول مرض الفنان الكبير الراحل محمد قنديل، لاقى استجابة سريعة من حكومة رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقى الذى أمر بعلاجه على نفقة الدولة. كما تبنت المجلة من خلال القسم الفنى فيها حملة لمساندة الفنانة القديرة الراحلة فاطمة رشدى، التى تخلى عنها أهلها فى سنواتها الأخيرة وأصبحت بلا مأوى، وحركت الحملة نقابات الفنانين وانتهت بتخصيص شقة من الإسكان التابع للمحافظة لكى تقيم بها الفنانة الراحلة، كما انتبهت النقابات الفنية لأعضائها الذين يعانون نفس المشكلة، وتم تخصيص شقق ومعاشات ثابتة لهم تغنيهم عن سؤال الناس. مأساة الظاهرى ونشرت أكتوبر خبراً عن المأساة التى تعرض لها أشهر واضعى الموسيقى التصويرية للأفلام، الفنان الراحل فؤاد الظاهرى، والذى تحايل عليه بعض أقاربه واستولوا على الشقة التى كان يقيم بها فى وسط البلد، وألقوا به فى أحد دور رعاية المسنين، وتابعت المجلة الخبر بسلسلة من التحقيقات الصحفية، التى تحمست لها الفنانة الكبيرة نادية لطفى، وانتهت بإنقاذ الظاهرى من المؤامرة التى تم تدبيرها ضده وإعادته إلى شقته، وتولت الفنانة ناديه لطفى أمر رعايته بالتنسيق مع نقابتى السينمائيين والموسيقيين. نقاد أكتوبر وتميز باب الفن فى «أكتوبر» منذ صدورها بالكتابات النقدية المتخصصة بأقلام نجوم الباب من النقاد المتميزين، خريجى المعاهد الفنية وكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وهم: الناقد والملحن والمؤرخ الموسيقى الراحل محمد قابيل، الذى تولى رئاسة قسم الفن بالمجلة لأكثر من 25 عاماً، قدم خلالها للساحة الفنية العديد من النجوم الشباب. والكاتب الصحفى الكبير ومدير تحرير مجلة أكتوبر الحالى أيمن كمال، وكتاباته النقدية عن برامج التليفزيون المصرى، وحواراته العديدة مع نجوم الإعلام المصرى والعربى، وعضويته فى لجان تحكيم مهرجان الإعلام فى دوراته المختلفة. والناقد المسرحى الراحل مختار العزبى، خريج معهد الفنون المسرحية. والكاتب المسرحى المعروف، والراحل الدكتور خالد حمدى الحاصل على درجة الدكتوراة من معهد السينما. والناقد السينمائى الكبير باهر التهامى مدير تحرير المجلة السابق، وأحد أبرز خريجى معهد السينما، وصاحب القلم الموضوعى الجرئ، والناقد السينمائى المتميز محمود عبدالشكور. تحقيقات مثيرة وقدم القسم الفنى فى «أكتوبر» على مدار تاريخ المجلة عدداً من التحقيقات الساخنة التى أثارت الجدل وردود الأفعال فى الوسط الفنى والصحفى، ومن تلك التحقيقات موضوع حول رأى رجال الدين فى موائد الرحمن التى تقيمها بعض الراقصات والفنانات، وهل تناول الإفطار فيها حلال أم حرام. ومن التحقيقات المهمة أيضاً، تحقيق آخر حول دور وزارة الداخلية فى حماية نجوم الأدب والفكر والفن، عقب تعرض أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ للاعتداء من أحد الإرهابيين الجهلة، والذى حكم عليه بالكفر بسبب رواية «أولاد حارتنا»، قبل أن يعترف بعد ذلك بأنه لم يقرأها ولكنهم قالوا له ذلك وحرضوه على اغتيال الأديب الكبير الراحل طعناً بالسكين. سعاد وسعاد كشف الزميل أحمد النومى من خلال سلسلة من التحقيقات الجريئة الكثير من الخفايا والأسرار حول ملابسات وفاة سندريلا السينما المصرية الراحلة سعاد حسنى فى ظروف غامضة بالعاصمة الانجليزية لندن. وقدم «النومى» أيضاً عدداً من التحقيقات الفنية الجريئة حول المتسبب فى وفاة الفنانة الكوميدية الراحلة سعاد نصر بسبب خطأ طبى، والصراع بين ورثتها على التركة. وتابع الصراع الساخن داخل نقابة الموسيقيين، وكشف بالوثائق والمستندات حجم المخالفات المالية والإدارية بالنقابة. وأجرى أحمد النومى العشرات من الحورات الصحفية المتميزة مع نجمات ونجوم الفن، ومن بينها حوار مع «جينا» حفيدة الفنان الكوميدى الكبير الراحل نجيب الريحانى. حوار رمزى وأجرت الزميلة شيماء مكاوى العديد من التحقيقات حول برامج «التوك شو» السياسية، وأجرت عدداً من الحوارات المميزة مع نجمات ونجوم تلك البرامج، ومنهم منى الحسينى، ولبنى عسل، وريم ماجد، ومعتز الدمرداش وشريف عامر. كما أجرت «شيماء» حواراً نادراً مع النجم الكبير الراحل أحمد رمزى، بعد أن نجحت فى اختراق العزلة التى كان يفرضها حول نفسه، وكان هذا الحوار هو آخر ما أدلى به فتى الشاشة الوسيم للصحافة. خبطة الفيشاوى ولم تقتصر المشاركة فى النشر بقسم الفن بالمجلة على محرريه، ولكن كانت هناك إسهامات كثيرة من كل الصحفيين بالمجلة فى هذا الباب، وخاصة من جانب الزملاء فى مكتب أكتوبر بالإسكندرية، والذين تابعوا على مدار السنوات الماضية الأنشطة الفنية بعروس الثغر، وعلى الأخص، مهرجان الاسكندرية السينمائى، وعروض المسرح فى فصل الصيف، وعلى رأسهم مدير المكتب الزميل الصحفى محمد الكيلانى والزملاء المتميزين حسام خيرالله وسلوى محمود والمصور الفنان محمد بدوى. أما أهم الخبطات الصحفية الفنية التى قدمتها «أكتوبر» فقد ارتبطت باسم رئيس تحريرها الأسبق الكاتب الكبير صلاح منتصر، الذى استطاع إقناع النجم فاروق الفيشاوى بالحديث عن تجربته فى العلاج من إدمان الهيروين، وتصدر الفيشاوى غلاف «أكتوبر»، وكان لهذا الحوار أصداء واسعة فى الوسط الفنى والصحفى وبين القراء. برلنتى تعترف كما كان للزميل الراحل محمود فوزى، صاحب أشهر الحوارات الصحفية، بصمات عديدة فى هذا المجال، ومن بين الحوارات المتميزة التى أجراها حواره الذى نشرته «أكتوبر» مع الفنانة برلنتى عبد الحميد بعد اعتزالها بسنوات عديدة، وكشفت فيه الكثير من الأسرار حول علاقتها بزوجها وزير الحربية الأسبق المشير عبدالحكيم عامر والرئيس جمال عبدالناصر وبعض اعضاء مجلس قيادة الثورة. خلطة الحميلى ورغم تنقله بين أقسام صحفية عديدة فى المجلة، فإن الموضوعات والمقالات النقدية التى كتبها الزميل الراحل أشرف الحميلى فى باب الفن، كانت بمثابة خلطة من أهم وأمتع ما كتبه فى حياته الصحفية، وخاصة سلسة الموضوعات الصحفية الشيقة التى كان يكتبها عن نجوم الفن العالميين. كما قدم الزميل الصحفى الكبير الراحل محمد سعد العوضى سلسلة رائعة من الحوارات مع نجوم زمن الفن الجميل، فتحوا من خلالها خزائن أسرارهم وتحدثوا معه بصراحة وشفافية وتلقائية، ومنهم فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى وأمينة رزق وصلاح ذو الفقار وأحمد مظهر. أقلام فنية ولم تكتف مجلة «أكتوبر» بالكتابة عن الفن وقضايا الفنانين، ولكنها كانت تحرص دوماً على استضافة نجوم الفن والإذاعة والتليفزيون لكتابة أعمدة ومقالات صحفية، ومن أشهرهم الفنان الراحل فايز حلاوة، الذى استمر لسنوات فى كتابة الصفحة الأخيرة للمجلة بأسلوبه الساخر الجرئ، واشتبك فى كثير من المعارك بسبب انتقاداته اللاذعة لأهل الفن، وكذلك الكاتب الساخر الأشهر يوسف عوف صاحب البرنامج الإذاعى الكوميدى الخالد «ساعة لقلبك»، والمذيعة الكبيرة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة.