لتحسين البيئة الاستثمارية فى مجال التعمير والتنمية الشاملة، شهد الأسبوع الماضى فعاليات ملتقى «بناة مصر» فى نسخته الأولى والذى افتتحه المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بحضور وزراء التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى والتموين والشباب والرياضة والقوى العاملة والهجرة والإسكان وعدد من سفراء الدول العربية وصانعى القرار بقطاع المقاولات . ملتقى « بناة مصر « يعد أول تجمع يضم ممثلين من كافة القطاعات الاقتصادية ،ومجتمع الأعمال ومسئولى الدولة لدعم التوجه الحكومى لجذب الاستثمارات فى تنفيذ كبرى مشروعات التنمية الاقتصادية المتكاملة والمتمثلة فى محور قناة السويس الجديدة فضلاً عن مشروعات الإسكان المليونية والخطة القومية للطرق التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى. وأكد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب أن «الملتقى» يوضح التكامل العربى فى قطاع المقاولات مشيراً إلى أن هذا القطاع من القطاعات الفريدة بعد أن احتلت المقاولات العربية مكاناً فى قوائم أكبر شركات المقاولات على مستوى العالم. وقد شهدت الجلسات مناقشة دور المشروعات القومية فى الانطلاق بالاقتصاد المصرى نحو المستقبل وتحقيق التنمية التى تنشدها البلاد وذلك من خلال استعراض ومناقشة المشروعات القومية التى طرحتها الحكومة مؤخرا وأبرزها قناة السويس الجديدة مع الخطة القومية للطرق ومليونيتى الإسكان الاجتماعى التى تنفذها أربتيك وتنمية الساحل الشمالى والمركز اللوجيستى العالمية بمدينة دمياط للحبوب إلى جانب توفير العمالة المؤهلة والمدربة لتنفيذ تلك المشروعات. وكشف هانى ضاحى وزير النقل والمواصلات عن عزم الوزارة الانتهاء من المشروع القومى للطرق والمتضمنة تنفيذ 3400 كم خلال عام بتكلفة إجمالية 34 مليار جنيه. وأوضح ضاحى أن منظومة الطرق الجديدة ستكون شبكة الشرايين الرئيسية للتواصل بين كافة المناطق والمدن الجديدة مع نظيرتها القديمة، لافتا إلى أنه جار حاليا تنفيذ نحو 90% من المشروع حتى يتسنى الانتهاء منه فى زمن قياسى. وأضاف أنه متبقى نحو 600 كم من المشروع القومى للطرق لم يتم إسنادها بعد، داعياً الشركات الإقليمية للمشاركة فى عمليات تنفيذ تلك الطرق. ومن جانبه، توقع المهندس يحيى زكى المدير التنفيذى لشركة دار الهندسة المسئولة عن المخطط العام لمحور قناة السويس أن يبلغ عدد العمالة فى المنطقة حوالى مليون فرصة عمل خلال 15 عاما من بدء التشغيل مؤكدا على وجود عدد كبير من المحاور يجب توفيرها قبل إتاحة الوظائف مثل توفير المرافق والخدمات المصاحبة مثل المدارس والمستشفيات. وأضاف نتوقع أيضا خلال 15 عامًا وجود مجتمعات جديدة فى المنطقة تضم ما يقرب من 5 ملايين نسمة، مشيرا إلى أن مساحة المنطقة تستوعب هذا الحجم من العمالة والكثافة السكانية. وقالت ناهد العشرى، وزيرة القوى العاملة والهجرة: إن أكبر تحديات تواجهها الوزارة هى توفير الوظائف ومتطلبات سوق العمل التى تحتاج إليها المشروعات القومية لكى يتم اختيار الأفراد التى تتناسب مواصفاتهم لكى يتم تدريبهم بمراكز التدريب التابعة للوزارة. ومن جانبه أكد الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، أن قطاعى التشييد والبناء من أهم القطاعات التى ستشهد طفرة خلال الفترة المقبلة نتيجة الإعلان عن عدد من المشروعات القومية بالدولة، وارتفاع معدلات الاستثمار بتلك القطاعات، مشيرًا إلى أن المؤشرات الاقتصادية خلال الربع الأول من العام المالى الجارى أظهرت نموًا بنسبة 4.9% فى قطاعى التشييد والبناء مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. فيما أشار الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلى وجود مخطط لدعوة المكاتب الاستشارية العالمية والمحلية لتكوين تحالفات تقوم بتصميم مخطط تنمية المرحلة الأولى من مدينة العلمين الجديدة،على أن يتم تنفيذه خلال 6 أشهر، لافتا إلى أن تنمية الساحل الشمالى تمثل الامتداد الطبيعى لأى تنمية حقيقية بمصر.