صرف 1500 جنيه مكافأة للعاملين بجامعة طنطا بمناسبة عيد الأضحى    فلسطين.. طيران الاحتلال يشن غارة عنيفة على منطقة الفالوجا بمخيم جباليا    عاجل - وكيل الأمين العام للأمم المتحدة: حذرنا من أن عملية رفح ستؤدي لمذبحة ولقد رأينا العواقب    إدارة «بايدن» تقيم مدى انتهاك إسرائيل للخط الأحمر في غارتها على رفح    حمدي فتحي: أتمنى انضمام زيزو لصفوف الأهلي وعودة رمضان صبحي    بشير التابعي: الأهلي يعيش في حالة استقرار مالي وإداري عكس أي نادِ آخر في مصر    ترتيب هدافي الدوري السعودي بنهاية موسم 2023- 2024    حريق يلتهم مخزن أجهزة كهربائية في ميت غمر بالدقهلية    نقابة الأطباء: قانون تأجير المستشفيات الحكومية يتسبب في تسريح 75% من العاملين    عيار 21 يسجل رقما جديدا.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم بالصاغة بعد الانخفاض    إستونيا: المجر تعرضت لضغوط كبيرة لتفسير عرقلتها مساعدات الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا    ذاكرة الكتب.. بعد حادثة مصرع «رئيسى».. «هل إيران جمهورية إسلامية أم سلطنة خمينية»؟    باقات الحج لرحلة ميسرة ومميزة تعرف التفاصيل    قيادي في حماس: ادعاء الاحتلال بوجود مسلحين في موقع مجزرة رفح «وقح وكاذب»    الحكومة: زيادة تدريجية بأسعار الكهرباء لتجنب الإثقال على المواطنين بزيادات يصعب تحملها    وزير الصناعة: بدأت الآن على مسار تصنيع السيارات الصديقة للبيئة (فيديو)    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024    شوبير: الشناوي هو أقرب الأشخاص لقلبي    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    مصطفى شوبير: «رايح معسكر المنتخب وأنا الحارس رقم واحد في مصر»    مدرب الألومنيوم: ندرس الانسحاب من كأس مصر بعد تأجيل مباراتنا الأهلي    دويدار مهاجما إدارة الزمالك: «هذه الأخطاء لا يقع فيها مراكز الشباب»    «من حقك تعرف».. هل تتنازل الزوجة عن قائمة المنقولات الزوجية عند طلب الخلع؟    مفاجأة كشفتها معاينة شقة "سفاح التجمع" في مسرح الجريمة    تغير مفاجئ في الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم وتحذر من ظاهرة جوية متوقعة    نتائج السادس الابتدائي بالعراق 2024 الدور الأول    غرق طالب أثناء استحمامه فى ترعة «السوهاجية» ب سوهاج    محمود فوزي يرحب بدعوة مدبولي لإشراك الحوار الوطني في ملف الاقتصاد    «دير البرشا» تستقبل بطلات «كان» بمظاهرة حب    طالب فرنسي يهاجم معلمته والدوافع مجهولة    وزير التجارة والصناعة: الدولة تستمع لمشاكل وطلبات القطاع الخاص بصفة مستمرة    الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تستعد لإقامة احتفالية بمناسبة عيد دخول السيد المسيح أرض الكنانة    عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك 2024    إدارة المقطم التعليمية تستقبل وفدا من مؤسسة "حياة كريمة"    متحدث الحكومة: رئيس الوزراء يحرص خلال زيارته على مناقشة طلبات توسع المشروعات    اتصالات النواب تكشف مفاجأة بشأن رابط شوف صورتك بعد سنوات    4 أعراض للإصابة بمرض الربو، تعرف عليها    فوائد مذهلة لتجميد الخبز قبل أكله    الحق في الدواء: 90% من المواد الخام تستورد من الخارج ونعاني من نقص الأدوية    محمد رمضان منفعلًا بسبب أحداث رفح: "مكسوف لنفسي ولكل عربي" (فيديو)    اليوم.. الإعلان رسميًا عن الفائزين بجوائز الدولة لعام 2024    رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية يكشف لمصراوي أبرز تحديات العمل الأهلي في مصر    ياسمين رئيس أنيقة بالأسود وفنانة تحتفل بعيد ميلاد ابنة شقيقتها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    فوز الطالب أحمد حنفي بلقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة    هل وصل متحور كورونا الجديد إلى مصر؟.. رئيس اللجنة العلمية يوضح    «صحة القليوبية»: رفع درجة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى المبارك    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية المتنقل ‫    رئيس جامعة المنيا يشهد ختام فعاليات المُلتقى السنوي الخامس للمراكز الجامعية للتطوير المهني    حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 28-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    وزير المالية: تنمية الموارد وترشيد الإنفاق عنصران أساسيان لتكون الموارد بقدر المصروفات    أخبار 24 ساعة.. وزير الأوقاف: إجمالى المساجد المجددة منذ تولى الرئيس السيسي 12 ألفا    وزير التعليم يشهد فعاليات الحفل الختامي للدورة الثامنة بمسابقة "تحدي القراءة العربي".. ويكرم الفائزين    تعرف على فضل وحكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    الإفتاء: الفقهاء وافقوا على تأخير الدورة الشهرية للصيام والحج    المؤتمر: مجلس أمناء الحوار الوطني يحرص على التفاعل السريع مع القضايا الوطنية    هل يجوز تعجيل الولادة من أجل السفر لأداء الحج؟.. أمينة الفتوى بدار الإفتاء تجيب    أحكام العمرة وفضلها وشروطها.. 5 معلومات مهمة يوضحها علي جمعة    «الشيوخ» يناقش سياسة الحكومة بشأن حفظ مال الوقف وتنميته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى مؤتمر للقضاء على الإرهاب بالإسكندرية.. المصالحة العربية الشاملة أول الطريق لمواجهة التطرف
نشر في أكتوبر يوم 11 - 01 - 2015

"تصدى المؤسسات الدينية للمفاهيم الخاطئة التى تروج فى المجتمع خاصةً بين الشباب، وفتح أبواب الاجتهاد والمعرفة الأصيلة بمقاصد الشريعة وإحياء جهود المجددين من أعلام الإسلام والتوافق مع مواثيق حقوق الإنسان، وتدشين «مرصد لمجابهة التطرف» بمكتبة الإسكندرية على غرار مرصد الإصلاح العربى لمواجهة فكر التطرف، وتجميع المبادرات الثقافية الرامية لمواجهته، والدعوة إلى توحيد نظم التعليم وترسيخ ثقافة الديمقراطية. تحديث النظم التعليمية بغية تعزيز قيم التعددية والتعايش الإنساني، كانت أهم التوصيات التى وضعها مؤتمر نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف» والذى نظمته مكتبة الإسكندرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وبالتعاون مع وزارة الخارجية وجامعة الدول العربية تنفيذًا لدعوة الرئيس السابق المستشار عدلى منصور بعقد مؤتمر يضم المثقفين العرب لوضع استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب.
"
شهد المؤتمر على مدى ثلاثة أيام مناقشات مكثفة وثرية شارك فيها ما يزيد على 250 من رجال الفكر والثقافة والدين العرب وذلك للوصول إلى رؤية متكاملة لمواجهة خطر التطرف والإرهاب الذى اجتاح العالم العالم العربى وهدد أمنه واستقراره.
وأشار د. نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن إرهاب الدولة، الذى تمارسه الدولة الإسرائيلية بفلسطين هو النوع الأكثر إرهابا، وهى آخر معاقل العنصرية والاستعمار بالعالم، مؤكدًا أن مواجهة التطرف الدينى من أكثر القضايا، التى تؤرق الدول العربية، إذ أن التطرف الفكرى ظل على مر العصور يعمل على تمزيق النسيج الاجتماعى عبر التاريخ.
وأشار العربى إلى أن مجلس جامعة الدول العربية يدرس حاليا التحديات، التى تواجه الأمن القومى العربى، واتخذ قرارا بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة والتصدى لجميع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، مع التأكيد على التزام الدول العربية باتخاذ التدابير لرد الاعتداء، وضرورة بلورة إجراءات عربية قابلة للتنفيذ.
وقال العربى إن الأمانة العامة للدول العربية قامت بعدد من الإجراءات فى ذلك الشأن، وتنظيم عدد من المؤتمرات فى عدد من الدول العربية والعالمية، بالإضافة إلى إعداد دراسة بمشاركة عدد كبير من المفكرين والمثقفين بالدول العربية لمواجهة الظاهرة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج سيتم الاستمرار فى دراستها وتوسعها، وسيتم عرضها على الأمانة العامة للجامعة نهاية الشهر الجاري.
وأشار العربى إلى أن مواجهة التطرف والإرهاب يتطلب استراتيجية كاملة، وصياغة مشروع شامل يتضمن الجانب الفكرى والسياسى والاجتماعى والتعليمى والخطاب الدينى، ليكون دافعا إلى تقدم الأمة وإعادة الاعتبار لمكارم الأخلاق.
وطالب أمين عام جامعة الدول العربية بضرورة إعادة النظر فى المنظومة الفكرية العربية بأسرها ووضع المقررات، التى تكفل تحرير هذه المنظومة من التطرف والتخلف الفكرى والثقافى وإحياء منظومة فكرية جديدة، مؤكدا على دور المفكرين والمثقفين فى هذا الشأن، حيث وصف الخطاب الدينى المتزمت بأنه وصمة فى جبين العرب والمسلمين، مشيرا إلى أن حرية الفكر والإبداع تتطلب إرساء قيم الحكم الرشيد.
من جانبه، حذر د. عز الدين ميهوب؛ المفكر الجزائرى، من جنى الأجيال القادمة خطر التطرف الحالى، ومواجهة تكفير المجتمعات، من خلال التخلص من قبضة جماعات تحاول السيطرة على المجتمعات العربية بالتكفير والسيطرة، مبينا أن الدين الإسلامى قائم على المحبة والتسامح، وضرورة التوجه إلى إصلاح دينى وثورة دينية. وأضاف أن تلك الاستراتيجيات تستهدف تقليل الفجوة بين المذاهب الإسلامية، وتبرئة الإسلام من تصرفات المحسوبين على فكره، مشددًا أن الأزهر مطالب بتفكيك الألغام الدينية التى زرعها مكفرو المذاهب، ومبينا أن التحديات قائمة على سنة التغيير بما يضمن للأجيال القادمة حياة خالية من الخوف.
ودعا ميهوب إلى ضرورة العمل على إنقاذ الإسلام ممن يشيعون اسمه بالإرهاب والأفعال التى لا تنتمى إليه، منتقدًا القنوات ووسائل الإعلام التى تسعى إلى إشعال الفتن.
وفى كلمته التى ألقتها نيابة عنه السفيرة عائشة الزهراء عتمان وكيل أول وزارة الخارجية قال سامح شكرى وزير الخارجية إن الحل الأمنى ليس وحده قادر على مواجهة التطرف والإرهاب، ولابد من جهود أهل الفكر والمثقفين.
وثمن مبادرة الأزهر الشريف بتسليط الضوء على صحيح الدين والوسطية بما يجسد دور المؤسسة المحورى فى تصحيح الفكر المغلوط، الذى تعمد الإرهاب تسليطه لتبرير الفكر المنحرف. وأوضح شكرى أن التنظيمات الإرهابية تشكل شبكة واحدة من المصالح تعمل على مساندة بعضها؛ مشيرًا إلى أن سياسات التركيز على تنظيم محدد بغض الطرف عن الآخر سيأتى بنتائج عكسية.وشدد على ضرورة العمل على اجتثاث جذور الظاهرة سواء كانت اجتماعية أو نفسية بما يعكس قضايا الهوية الممتدة عبر الأجيال، معربًا عن ثقته فى قدرة المفكرين العرب على تحليل ظاهرة العرب بما ينشر قيم التسامح والتعددية والمواطنة بتزويد الأجيال الجديدة برصيد فكرى وثقافى لتحقيق التواصل الممتد بين الفكر والسياسة لبلورة استراتيجية عربية جامعة كصحوة تنويرية جديدة تنتشر بين شرائح الوطن العربى جميعًا.
وقد تضمن المؤتمر على مدى أيامه الثلاثة عددًا من الجلسات الحوارية حول العديد من الموضوعات منها المواجهة الفكرية للتطرف، وإعادة بناء الفكر الإسلامى المعاصر، والإعلام فى مواجهة التطرف،والمرأة فى مواجهة التطرف، والتعليم فى مواجهة التطرف، والثقافة فى مواجهة التطرف.
العدل الاجتماعى
وحول المواجهة الفكرية للتطرف أكد د. مصطفى الفقى أن التطرف ليس حكرًا على دين أو بلد أو طائفة بعينها، وأنه ليس ظاهرة جديدة أو مفاجئة، إنما له العديد من الجذور والأسباب فى مجتمعاتنا، أهمها افتقادنا للتطبيق الصحيح لمفهوم «العدل الاجتماعى» وانتشار الجهل والفقر والظلم المجتمعى، بالإضافة إلى سوء إدارتنا لأزماتنا ومشكلاتنا المختلفة، وأهم هذه الأسباب هى تهميش الشباب وضعف المنظومة التعليمية فى بلادنا، كما وجه الفقى نقدًا لاذعًا للخطاب الدينى الحالى وتقصير رجال الدين فى توصيل صحيح الدين إلى عامة الناس، ودعاهم إلى التواصل مع الآخر ومحاورته وتطوير خطابهم الدينى بما يناسب متطلبات الزمان والمكان.
وفى رده على ما قيل عن رجال الدين وخطابهم الموجه للعامة، أوضح الشيخ أحمد تركى، إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية، أن السياسة هى من خطفت الدين وجذبته وليس العكس، فالأزهر على سبيل المثال كان مخطوفًا من قبل الدولة على مدار عقود طويلة، وعلينا الآن أن نقدر الجهود التى يبذلها الأزهر الشريف من أجل تجديد الخطاب الدينى وإعادة المساجد للدعوة ومنع استغلالها سياسيًا. وفيما يخص التطرف وعلاقته بالدين، أوضح تركى أن الإنسان يتطرف ثم يوظف الدين لتحقيق غاياته وأهدافه الشخصية، وأننا إذا ما قارننا بين أسامة بن لادن وجورج بوش، سنجد أن أوجه التشابه بين الشخصيتين أكبر من التشابه بين بن لادن والمسلمين، أو بوش والمسيحيين.
أما فى محور إعادة بناء الفكر الإسلامى المعاصر فقد أشار الشيخ أسامة الأزهرى إلى أن التيارات الفكرية المتطرفة والإرهابية بدءًا من تنظيم الفنية العسكرية والتكفير والهجرة والجهاد وحتى داعش، ترجع أطروحتها إلى كتاب فى ظلال القرآن لسيد قطب، وقال إنه قام بفحص الكتاب وإخرج ثمانية أفكار تحتاج الى مراجعة ومنها الحاكمية والتكفير وإراقة الدماء. وقال إن هناك فوضى كبيرة فى الإفتاء فى مصر وأننا نعيش أزمة حادة ولدت مفاهيم مشوشة تبعد عن دين الله عز وجل وأدت لإراقة الدماء من البعض.
وشدد الأزهرى على ضرورة محاربة التطرف والإرهاب من خلال إعادة بناء منظومة الفكر الاسلامى لنثبت للعالم أن الإسلام جاء للإحياء وليس للإماتة، كما طالب بإعادة فتح باب الاجتهاد والذى لم يغلق من الأساس، وقال إن الإمام السيوطى ذكر أن الاجتهاد فرض فى كل عصر، وفى تاريخ الإسلام 5000 مجتهد.
مواجهة التطرف
ومن جانبه أكد د. السعود سرحان من السعودية أن العلماء هم خط الدفاع الأول القادر على تجريد المجموعات المتطرفة وجماعات الإسلام السياسي، من شرعيتها المزعومة، وبيان خروجها عن الإسلام الصحيح وتفكيك الخطاب الذى تقوم عليه جماعات الإرهاب والمؤسسات الدينية الرسمية، وعلمائها الفضلاء الذين يمثلون الامتداد الحقيقى لفقهاء الإسلام الذين واجهوا أسلاف هؤلاء الإرهابيين، وعلى رأسهم الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
وأضاف: من الضرورى أن ترافق دعم المؤسسات الدينية التقليدية ودور الإفتاء جهود جبارة لإصلاح هذه المؤسسات؛ لتكون أكثر انفتاحًا واستيعابًا، لكن أمثال هذه المشروعات الإصلاحية يجب أن تكون نابعة من داخل المؤسسات الدينية التقليدية، وغير مفروضة عليها من الخارج، وقال د. سعود السرحان إنه من الشجاعة بيان إيضاح أن المواجهة مع هذه الجماعات بعدم الخوف من إظهار الحكم الشرعى للتعامل مع هؤلاء الخوارج.
فى حين أكد د. الزبير عروس من الجزائر أن الفقر والجهل فقط ليس السبب الوحيد للتطرف وإنما هناك خريجو جامعات ومثقفون هم أعمدة التطرف، وأنه يجب مواجهة التطرف بالفكر وليس أمنيًا، وقال إن التطرف ليس ظاهرة جديدة.
التطرف والمرأة
وطالبت مريم أمين بأن تتبنى مؤسسة الأزهر الشريف مشروع لإعداد كوادر من الأكاديميات اللاتى يقمن بالتدريس بجامعة الأزهر، وهن مؤهلات فكريًا بدرجة كبيرة، يتوجهن فى قوافل توعية إلى المدارس وبخاصة فى مرحلة التعليم، وبخاصة فى المناطق الفقيرة وذات الدخل المحدود، لإعطاء ندوات وورش عمل ليس مع التلاميذ فقط ولكن بمشاركة أولياء الأمور للوقوف على أنماط الأفكار فى تلك الشرائح الاجتماعية وتصحيح المفاهيم الفكرية والدينية المغلوطة. خاصة لأنه عند النظر إلى علاقة التطرف بالمرأة يظهر لنا موجودتان فى عالمنا العربي، وهما التطرف ضد المرأة، ومشاركة المرأة فى التطرف نفسه، وفى كلتا المظهرين تخرج المرأة فيها عن إنسانيتها إما بالجبر بأن يمارس ضدها التطرف سواء كان فكريًا أو ماديًا، وإما بإجبارها بأن تشارك فى عملية التطرف فتصبح متطرفة.
المصالحة الفلسطينية
أما فى محور الأمن القومى العربى فى مواجهة التطرف فقال اللواء محمد إبراهيم، رئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، إن تردى الأوضاع الحالية فى سيناء يعود إلى غياب الدولة وخروجها من خريطة التنمية للمشروعات، والتحول فى عقيدة الجماعات من محاربة إسرائيل إلى محاربة الدولة المصرية ذاتها.
وأكد على أن علاج الأوضاع فى سيناء يرتبط بصهر سيناء فى عمليات التنمية، منوها على ضرورة البدء فى المصالحة الفلسطينية لأنها الحل فى هدوء الأوضاع بسيناء وغزة. وأضاف أن إسرائيل تمثل نموذجًا حيًا لما يمكن وصفه ب «إرهاب الدولة»، وخلال الانتخابات الإسرائيلية المبكرة تشهد صراعا بين اليمين المتطرف والأشد تطرف بما يتهدد الأمن القومى العربى، فى أعقاب إندثار اليسار الإسرائيلى.
وقال د. محمد مجاهد، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن الرابح الأكبر فى الأزمة العراقية هم الأكراد، خاصة فى مساعيهم إلى استقطاع أرض لهم من العراق، مؤكدا أن المقاومة العراقية لداعش حاليا تشكلها قوات من الجيش بالإضافة إلى مساندة شعبية، بالإضافة إلى 11 ميليشية شيعية تدين بالولاء إلى إيران، بالإضافة إلى قوات من الحرس الثورى الإيراني، بما يهدد الأمن القومى العراقى، وأشار إلى أن الأمن القومى العربى هو حصيلة مجموع الأمن القومى لكل الدول العربية وتنمية المجتمعات العربية بصورة أساسية.
وحذر د. جمال يوسف، الخبير بالشئون الأفريقية، من تحول كبير طرأ على الجماعات المتطرفة التى كانت تستخدم فى الماضى أسلحة خفيفة، لتتحول إلى استخدام أسلحة ثقيلة يمكن اعتبارها عداد جيوش كاملة، وأكد أن الإدارة الأمريكية تدعم بعض الكيانات والتنظيمات التى تحاول الخروج عن النظم الحاكمة، مشيرًا إلى أنها تسعى إلى إسقاط دول ولا تسعى إلى إعادة لم الشمل فى هذه الدول، فضلا عن دعمها لجماعة الإخوان فى فترة من الوقت.
تجديد الفكر
وأكد ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامى أن العالم العربى ليس فى حاجة إلى تجديد الخطاب الدينى، ولكن تجديد الفكر الدينى وتجديد الدين بعيدًا عن المس بثوابته لإحيائه على النحو السليم وأوضح عبد العزيز إن الدولة العربية لا تحارب التطرف وإنما تستخدمه لتحقيق مصالحها السياسية، فإذا كانت تريد استمراره تغذية وتتيح له المجال وإذا ما أرادت التخلص منه ستتمكن من ذلك. وأشار عبد العزيز إلى مقوله خاطئة تتردد بأن الإعلام يستطيع أن يقهر التطرف، وهذا مفهوم خاطئ لأنه ليس رأس حربة، قائلاً «البعض يريد نقل الإعلام من المهنية إلى الجندية»، ومطالبًا بتجديد المحتوى الدينى على أن يتضمن شروط المهنية وأهما ألا يدعو إلى التطرف.
وقال د. عمرو الشوبكى، أستاذ العلوم السياسية، إن أهم أسباب انتشار الإرهاب هى الإستراتيجية الأمريكية، التى تعتمد على الحل الأمنى والعنيف فى مواجهة الإرهاب، منتقدًا ما تردد من قبل البعض أن الإرهاب انتشر فى مصر بسبب دخول الجيش للسياسة، قائلاً: «هذا خطأ ففى البلاد التى لا علاقة لها بالسياسة يكون هناك إرهاب ويستهدف الجيش»، مستشهدًا بما حدث فى تونس خلال الأيام الماضية من استهداف لحافلة نقل جنود جيش على الرغم من أن الجيش لا علاقة له بالسياسية بها.
مصالحة شاملة
وأكد البطريرك غريغوريوس لحام الثالث بطريرك انطاكية والإسكندرية واورشليم لكنيسة الروم الكاثوليك أن خطاب السيسى الأخير فى المولد النبوى الشريف يعتبر نموذجًا عالميًا للخطب السياسية ينبغى تدريسه وعرضه بشكل حرفى بعيدًا عن العرض الإعلامى الذى لم ينصفه بالشكل اللائق.. وطالب غريغوريوس بضرورة عقد مصالحة عربية وتكوين مجموعة عربية مسيحية إسلامية تعمل على وضع ميثاق عربى بخلاف جامعة الدول العربية وبناء فكر إسلامى معاصر يعمل على فهم القرآن الصحيح، مشيرًا إلى أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى هو سبب 50% من مشاكل التطرف والأفكار التكفيرية فالصهيونية هى حصان طروادة الجديد الذى تسبب فى هجرة المسيحيين قبل المسلمين من المنطقة.. مؤكدًا أن الكنيسة هى للعرب والإسلام فالإسلام حين قدم للعالم فى القرن السابع الميلادى كانت هناك حضارة مسيحية قدمت للمسلمين أجمل ما عندهم وقامت بتعريب الحضارة اليونانية.
وأشار غريغوريوس أن هناك تحديات مشتركة يواجهها المسيحيون والمسلمون ولابد لكليهما أن يتفهم معنى العيش المشترك وقبول الآخر واحترامه وإعطاء حقوقه كمواطن وكإنسان. وأكد الأنبا بولا أسقف طنطا أن دستور 2014 روح جديدة تظلل فى سماء مصر على الأقباط فهو صنع مرحلة فارقة فى تاريخ الأقباط فى مصر لأول مرة يتم الاعتراف فى دستور مصرى بالدور الوطنى للكنيسة وقال خلال جلسة دور المسيحيين العرب فى مواجهة التطرف أن دستور 2014 يكفل حقوق المواطنة للأقباط يشمل حق الترشح للبرلمان وممارسة الشعائر الدينية ويعظم تاريخ الأقباط.
فى حين رفض الناشط السياسى جورج اسحق دور بيت العائلة بين الأزهر والكنيسة واصفًا إياه بأنه مجرد لقاءات يتبادل فيها الجميع القبلات فقط بين المسيحيين والمسلمين.. وأكد أن العلاقة ساءت بين المسلمين والمسيحيين خلال عهد مبارك المستبد رافضا مفهوم العيش المشترك لأنه تمييزى ضد المسيحيين، كما طالب باستبدال مصطلح حوار الأديان بأنه حوار أهل الأديان حتى لا يدخل الحوار إلى حائط سد وطالب بضبط العلاقة بين الدولة والكنيسة.
وقد خلص المشاركون فى المؤتمر إلى وضع مجموعة من التوصيات أهمها تصدى المؤسسات الدينية للمفاهيم التى تروج فى المجتمع خاصةً بين الشباب، وفى مقدمتها التفسيرات المشوهة لمفهوم الجهاد والردة ووضع المرأة، وكذلك الدعوة إلى تغيير الأوضاع القائمة بالعنف والخروج عن دولة القانون والمؤسسات. وفتح أبواب الاجتهاد والمعرفة الأصيلة بمقاصد الشريعة والاعتراف بالمنظور التاريخى للتشريع وتطويره للتلاؤم مع مقتضيات العصر وإحياء جهود المجددين من أعلام الإسلام والتوافق مع مواثيق حقوق الإنسان، مع إطلاق مبادرة عربية لمراجعة المعايير المهنية والأخلاقية وسنّ التشريعات التى تجرّم نشر المواد الإعلامية التى تبث الكراهية وتحرِّض على العنف، وتدشين برامج إعلامية مشتركة بين وسائل الإعلام العربى تفند فكر التطرف، وتهتم بقضايا العلم والتنوير، وتكشف الممارسات اللاإنسانية المنافية للدين والأخلاق والقيم التى تمارسها التنظيمات المتطرفة ضد المواطن العربى. والالتزام بالبث فى ساعات الذروة للمواد الإعلامية ذات المستوى الثقافى الرفيع من مسرح عربى، وموسيقى، وسينما، وفنون تشكيلية، وعروض للكتب الفكرية وسير وتراجم لكبار الأعلام، واكتشافات علمية وتكنولوجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.