أطلق الأزهر الشريف فى الفترة الأخيرة العديد من القوافل الدعوية بمختلف محافظات مصر مع التركيز بشكل كبير على محافظتى شمال سيناء وجنوب سيناء نظرًا لطبيعتهما المختلفة عن باقى محافظات مصر فى إطار الحملة التى تم شنها لمواجهة الفكر المتطرف والمتشدد. أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن الأزهر أطلق العديد من المبادرات والقوافل العلمية والدعوية التى تهدف إلى رفع درجة الوعى والحصانة العلمية والدينية التى تحول دون الاستجابة للشبهات والشائعات التى تريد النيل من مكانة مصر وأزهرها الشريف لافتًا إلى أن هذه القوافل التى تجوب المحافظات لم تكن أبدًا «رد فعل» للحادث الإرهابى الأخير الذى وقع فى كرم القواديس بسيناء والذى أسفر عن وقوع 31 شهيدًا وإصابة 28 مجندًا آخرين بل إن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف حريصون على القيام بهذه القوافل منذ فترة بعيدة لكن سيكون هناك تكثيف لها خلال الفترة المقبلة لمواجهة ذلك الفكر المتشدد والمتطرف لافتًا إلى أن الأزهر قام بتعديل بعض المناهج الدراسية بالمعاهد الأزهرية. وأوضح وكيل الأزهر أن هناك أيضًا إلى جانب القوافل الدعوية بالمساجد حملات ومبادرات للتوعية الدينية بالمعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر نذكر منها «حملة نظف كليتك بإيدك» والتى تهدف إلى أن تكون الجامعة هى بيت الطالب وبالتالى تعزيز روح الانتماء إليها،بالإضافة إلى حملة «حب الوطن من الإيمان» والتى تهدف إلى تحصين الشباب بالمنهج الأزهرى ضد الأفكار المتطرفة والشاذة وتصحيح المفاهيم الملتبسة. وفى هذا السياق أكد الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والمشرف على إحدى هذه القوافل أننا نهدف إلى الحث على حب الوطن والتشديد على أن حب الوطن من الإيمان، وأن الولاء لمصر لا يتنافى مع الولاء للدين وأن حب الوطن واجب دينى ووطنى وأن ذلك يتحقق بالقراءة والمعرفة والعمل الجاد والذى يسهم فى دفع مسيرة التنمية والبناء، وأوضح أن قوافل التوعية الثقافية انتشرت فى عدد من الأماكن فى محافظاتالقاهرة والجيزة والقليوبية وستتوالى هذه القوافل للوعاظ والأئمة فى كافة أنحاء الجمهورية من أجل التوعية والتحصين ضد الأفكار التكفيرية والمتطرفة ولبيان المعالم السمحة للإسلام وتحرير المفاهيم الملتبسة. كما أكد الدكتور محمد مختار جمعة مبروك عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية وعضو المكتب الفنى للإمام الأكبر لشئون الدعوة والإعلام الدينى أن هذه القوافل تأتى من منطلق الواجب الشرعى والدعوى التاريخى بالحكمة والموعظة الحسنة فى أرجاء مصر كلها وستعمل على نشر الفكر الإسلامى الصحيح وتصحيح الأفكار الخاطئة وتقاوم الأفكار الهدامة. وأشار إلى أن تلك القوافل تأتى فى إطار سماحة الإسلام وسيرة وسعة أفقه وكونه رحمة للعالمين فالشريعة الإسلامية قامت على اليسر ورفع الحرج ورفض التشدد بكل أشكاله ورفض التسيب والتفريط بكل أشكالهما فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير. وقال إن هذه القوافل تركز على ما يرقى بالأخلاق والسلوك القيم ما يدفع إلى العمل والانتاج ويقاوم الهدم والإفساد وتقف بالمرصاد لكل من ينال من ثوابتنا أو مقدساتنا الإسلامية.