بدأت ملامح عودة الاستقرار تتضح فى ليبيا بعد أن استطاعت قوات الجيش الليبى المدعومة بالسكان المحليين السيطرة على مدينة بنغازى وتطهيرها من الميليشيات، وقد باركت الحكومة فى بيان لها عملية تطهير بنغازى من بؤر الإرهاب. وأكدت الحكومة أنها ستضع خطة إعادة إعمار بنغازى من مستشفيات ومدارس وغيرها من المرافق فور إعلان رئاسة أركان الجيش اكتمال تحرير المدينة وتطهيرها. وقد أعلنت رئاسة أركان الجيش الليبى عن تحرير مدينة بنغازى بالكامل، وأن المعركة انتهت تقريبًا باستثناء بعض المقاومة اليائسة من المتطرفين.، وقد بدأت بعض مراكز الشرطة تعود إلى العمل للمرة الأولى فى بنغازى بعد توقف دام حوالى العام. والواقع يؤكد أن الإرهابيين قد فقدوا سيطرتهم على بنغازى، وكانت قوات الجيش قد فككت منظومة اتصالات لاسلكية تابعة للميلشيات موجودة بأعلى أحد فناق المدينة، وتواصل قوات الجيش انتشارها فى مختلف أنحاء بنغازى وسط ترحيب السكان، لكن هناك مخاوف بين السكان من لجوء المتطرفين إلى تصعيد الإرهاب للانتقام من قوات الجيش والسكان عبر تنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية، وذكر مصدر بالجيش أن ما يؤجل دخول طرابلس أننا نترك فرصًا لحقن الدماء، فهناك مؤسسات ومبان ومدنيون نضع سلامتهم قبل كل شىء. فالعمل فى طرابلس صعب قليلًا، لأن نصف سكان المدينة نزحوا، سواء نزحوا داخل ليبيا أو إلى تونس.. كما أن العاصمة مدينة كبيرة، وجنود الجيش موجودون الآن فى المنطقة الغربية والجبل الغربى،ونراقب الوضع بدقة.. وقد بدأت الميلشيات من قوات «فجر ليبيا» فى توزيع عناصرها فى مناطق فى وسط البلاد وفى الجنوب، وتوجهت مجموعة كبيرة منهم إلى منطقة سبها. الأوضاع فى ليبيا وعدم الاستقرار الأمنى وانتشار الميلشيات المسلحة ذات الفكر المتطرف تثيرمشاكل حدودية مع جيران ليبيا، وهناك تنسيق أمنى بالتعاون بين وزارتى الدفاع الجزائريةوالتونسية لتأمين الحدود، وتقوم طائرات عسكرية تابعة لقوات البلدين بقصف مواقع يشتبه فى أن العناصر الإرهابية تتحصن فيها، وتتخذها الميلشيات المسلحة كمسارات للتنقل بين ليبيا وتونسوالجزائر، وتنفذ الطائرات الجزائرية طلعات استطلاع يومية. وقال المتحدث الرسمى لوزارة الدفاع التونسية توفيق الرحمونى إنه تم نشر الآلاف من قوات الجيش لحراسة المنطقة الجبلية وتضييق الخناق على تلك العناصر الإرهابية تزامنًا مع عمليات تمشيط واسعة النطاق برًا وجوًا. وقد اعتمدت الجزائر سياسة دفاعية جديدة على الحدود مع ليبيا تستند إلى إقامة تحالفات قبلية وسياسية مع القبائل والوجهاء المحليين وربط علاقات قوية مع سكان المناطق الجنوبية الشرقية فى ليبيا. وتأتى هذه الخطوة بعدما أشارت تقارير أمنية إلى أن أمام ليبيا ليس أقل من 3 سنوات لبسط سيطرة الدولة بالكامل على مجمل الأراضى الليبية. ورغم تأكد مخابرات الدول الغربية من عدد وعتاد الميليشات المتطرفة والتكفيرية على الأرض الليبية، إلا أن الغرب لايريد أن يتعامل بجدية مع الأمر فى ليبيا. لقد اعترف الغرب بأنه تأخر فى التصدى لتنظيم «داعش» حتى استفحل وتضخم، ومازال الغرب يكرر الخطأ ويترك الجيش الليبى بمفرده يواجه الميلشيات المسلحة. لقد جرى تدمير الجيش الليبى أثناء ثورة 17 فبراير من جانب حلف «الناتو» ومعظم الأسلحة جرى تدميرها، والآن لايملك الجيش الليبى أكثر من 3 طائرات يستخدمها فى حربه ضد المتطرفين. فالجيش كان متهالكًا منذ 2011، وتم البدء فى تجميعه من جديد منذ انطلاق معركة «الكرامة»، ولكن مازالت قرارات مجلس الأمن بحظر بيع السلاح إلى ليبيا سارية، ويتطلع الجيش الليبى لإمداده بطائرات ودبابات حديثة حتى يستطيع القضاء على الميليشيات المتطرفة وتطهير كافة الأراضى الليبية وإلى الآن يكتفى المجتمع الدولى بإرسال ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة هو برنار دينو ليون، من أجل تفعيل حوار وطنى يعتمد على ثوابت هى احترام الشرعية واحترام الديمقراطية، كلام جميل ثبت فشله فى اليمن، ولا أتوقع له النجاح فى ليبيا، فمادامت طلقات المدافع تدوى فلا مجال لحوار بين أطراف لاتعترف بوجود أو شرعية الآخر أصلًا، فعن أى حوار يتحدثون.. مازالت الفرصة الأخيرة قائمة بتسليح ودعم الجيش الليبى وحليفه اللواء متقاعد خليفة حفتر، والحكومة الشرعية برئاسة عبد الله الثنى من أجل القضاء على الميلشيات المتطرفة، وإعادة الاستقرار والأمن وبسط نفوذ الدولة على الأراضى الليبية.