سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش الليبى يعزز سيطرته على بنغازى ويطالب الأهالى بتسليم الإرهابيين.. مسلحون يشاركون قوات حفتر فى الهجوم ضد المتشددين.. والجزائر تنسق مع قيادات وقبائل غرب ليبيا لإنشاء منطقة خالية من التكفيريين
أعلن الناطق الرسمى باسم الجيش الوطنى الليبى محمد حجازى فى بيان رسمى، عن تشكيل وحدة خاصة لمداهمة المنازل والمخابئ التى يتواجد فيها المسلحون، وناشد حجازى الأهالى بتسليم أبنائهم الذين شاركوا فى عمليات إرهابية ضد الليبيين وتقديمهم إلى الجيش من أجل إحالتهم للعدالة. ويشارك مدنيون مسلحون إلى جانب قوات اللواء خليفة حفتر فى الهجوم الجديد لاستعادة بنغازى التى سقطت فى يوليو الماضى بأيدى ميليشيات مسلحة بينها جماعة أنصار الشريعة المتشددة. يأتى ذلك فيما يواصل الجيش الوطنى الليبى مساعيه لاقتحام العاصمة طرابلس وتحريرها من الجماعات المسلحة التى تسيطر عليها. وكان الجيش قد عزز تقدمه فى مدينة بنغازى شرق البلاد وسيطر على معسكر 17 فبراير التابع لتنظيم أنصار الشريعة، ومجلس ثوار بنغازى المتطرف بعد سيطرته على حى الكويفية، وانتشرت قواته فى حى السلام وجامعة بنغازى، بالإضافة إلى مناطق الكويفية وسيدى خليفة وأرض زواوة، وبدأت فى تمشيطها بمساعدة السكان المحليين، الذين بدأوا حملات إزالة مخلفات المعارك الدامية التى شهدتها هذه المناطق على مدى الشهور القليلة الماضية. وعثرت وحدات الجيش خلال المداهمات على ترسانات من الأسلحة والذخائر فى منزل قائد ما يعرف بالقوة الأولى للواء درع ليبيا فى منطقة الكويفة شرق بنغازى، وترسانة أخرى من الأسلحة والذخائر فى منزل أحد قياديى أنصار الشريعة وسط المدينة. واحتدمت المواجهات بين قوات الجيش ومجموعات مسلّحة تابعة لتنظيم أنصار الشريعة، استهدفت إحدى البوابات العسكرية المتمركزة على مقربة من مطار الأبرق الدولى، بقذائف "هاون"، ما تسبّب فى أضرار مادية كبيرة، فيما أصيب عسكريون بإصابات متفاوتة الخطورة. ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش والمتطرفين فى الشريط الساحلى لمدينة بنغازى، فى الوقت الذى يشن فيه الطيران الحربى عدة غارات على مواقع بمنطقة بودزيرة والكويفية، هذا ولا يزال الغموض يلف العاصمة طرابلس رغم دعوات الحكومة للسكان بإعلان العصيان المدنى ضد الميلشيات المسلحة التى تحكم قبضتها على العاصمة منذ الشهر الماضى. جاء ذلك فيما قال مصدر مطلع: إن الجزائر قررت اعتماد سياسة دفاعية جديدة على الحدود مع ليبيا تعتمد على خلق تحالفات قبلية وسياسية مع القبائل والوجهاء المحليين وإقامة علاقات قوية مع سكان المناطق الجنوبيةالشرقية فى ليبيا، وذلك بعدما أشارت تقارير أمنية إلى أن أمام ليبيا مالايقل عن ثلاث سنوات لبسط سيطرة الدولة بالكامل على الإقليم الليبى الشاسع. ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن مصدر أمنى قوله "إن مخططا أمنيا وسياسيا انطلق منذ عدة أشهر يهدف إلى مساعدة سكان جنوب غرب ليبيا على خلق منطقة آمنة ومستقرة ومنع التيارات التكفيرية من الانتقال للمنطقة ومطاردة المسلحين التكفيريين بالاعتماد على مبادرات السكان المحليين"، مشيرة إلى أن الجزائر بدأت مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية مع ليبيا على ضوء تقارير أمنية حذرت من احتمال تواصل الفوضى فى ليبيا لسنوات قادمة فى ظل زيادة نفوذ الجماعات السلفية الجهادية وتراجع دور الحكومة الليبية المركزية. وقال مصدر أمنى جزائرى رفيع: إن المبادئ الأساسية التى تقوم عليها السياسة الخارجية والعقيدة الدفاعية للجزائر تنص على عدم جواز التدخل فى الشئون الخارجية للدول، وعدم التحاور مع جماعات مسلحة وعدم إرسال قوات جزائرية إلى الخارج إلا أن الخطر الذى يمثله تمدد تنظيم "داعش" فرض على الجزائر محاولة نقل تجربة التفاهم بين السلطات الجزائرية وسكان إقليم أزواد إلى جنوب غرب ليبيا، من أجل فرض الاستقرار فى المنطقة، لأن البديل فى المستقبل قد يكون تواجد داعش على الحدود الجنوبيةالشرقية للجزائر.