أكد السياسى البارز «جورج إسحاق» القيادى بالتيار المدنى الديمقراطى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن قانون التظاهر الحالى عليه عدة ملاحظات مشددًا على ضرورة إلغاء عقوبة حبس المتظاهرين وأن يكون التظاهر بالإخطار وليس بالموافقة بحسب نص الدستور. وأبدى إسحاق -فى حواره مع أكتوبر- رفضه التام تأجيل الانتخابات البرلمانية مؤكدًا أن هناك دستورًا قويًا يحتاج إلى تفعيل القوانين الجيدة التى يتضمنها، وقال إن البرلمان القادم سيكون دوره الأساسى التشريع وليس تقديم الخدمات للمواطنين.. وفى سياق الحوار طالب إسحاق بتعديل قانون الانتخابات البرلمانية، وأبدى رأيه فى التحالفات السياسية الحالية، وفى دعاوى التصالح مع الإخوان، وطردهم من قطر، وأوضاع حقوق الإنسان فى مصر.. وإليكم تفاصيل الحوار. * أثار قانون التظاهر منذ صدوره جدلاً كبيرًا بين القوى السياسية والحكومة .. حتى إن المجلس القومى لحقوق الإنسان أبدى اعتراضه على القانون.. فكيف ترى هذه الحالة من الجدل؟ ** المجلس القومى لحقوق الإنسان ومنذ صدور قانون التظاهر قام بتقديم 14 اعتراضا على هذا القانون أهمها إلغاء عدم عقوبة حبس المتظاهرين وأن يكون التظاهر بالإخطار وليس بالموافقه، فلو حدث هذا التعديل لأصبح كل المسجونين بسبب التظاهر دون موافقة خارج السجون، حيث إنه سبق وعقدنا اجتماع مطول مع د. حازم الببلاوى رئيس الوزراء السابق لبحث هذا القانون واقترح تحويله إلى الحوار المجتمعى وبالفعل قمنا بمناقشته فى حوار مجتمعى ولكن لم يتم تفعيله، بعدها عرضنا الأمر على الرئيس السابق عدلى منصور وأخيرا وعند تولى الرئيس السيسى جرى لقاء بينه وبين د. محمد فايق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان للمطالبة بإعادة النظر فى هذا القانون وتم تحويله من قبل الرئيس للجنة التشريعية التابعة للعدالة الانتقالية ولدينا أمل أن يتم تعديل هذا المشروع فى مجلس النواب المقبل، لاسيما وإن الإفراج عن علاء عبد الفتاح أحدث انفراجة بين الشباب ونأمل فى الإفراج عن بقية المسجونين ضمن قضايا التظاهر بضمان أولياء أمورهم وهذا مطلبنا من النائب العام. * ما أهم المواد التى ترى ضرورة تعديلها فى قانون التظاهر؟ ** تركيزنا ينصب على إلغاء عقوبة الحبس للمتظاهرين، وأن يكون التظاهر بالإخطار بحيث يتم إخطار وزارة الداخلية بتنظيم مظاهرة دون انتظار الموافقة إعمالا بإنه حق مكفول وموجود فى دستور2014، وما يحدث على الساحة الآن من أعمال إرهابيه ترتكبها بعض الجماعات وقتل بالرصاص الحى أو الخرطوش أو المولوتوف يعد عنفا لا يختلف عليه أحد ولا يمكن تسميته بالمظاهرات وهو ضد القانون لذا أرى أنه لا داعى لقانون التظاهر على اعتبار وجود قانون الجنايات وأى تجاوز جنائى يعاقب به. تحالفات سياسية * جرت محاولات عديدة مؤخرًا لبناء تحالفات سياسية وانتخابية بين بعض القوى والأحزاب ، ولكنها لم تستمر طويلا، كيف ترى التحالفات الحزبية فى هذه المرحلة؟ وما شروط نجاحها؟ ** قانون الانتخابات لابد من تغييره كليًا والمجلس القومى لحقوق الإنسان قدم اقتراحات عديدة لتعديل هذا القانون حيث طالبنا بزيادة القائمة أو أن تكون نسبية ولكن لم يحدث شىء نهائيا على الإطلاق ونحن فى انتظار تقسيم الدوائر، كما أن المباحثات التى تتعلق بالتحالفات موجودة ومستمرة فهناك تحالف التيار المدنى الديمقراطى لبحث وثيقة الوفد التى وضعها عمرو الشوبكى وسوف يتم عرضها على كل القوى السياسية، والشروط الواجب توافرها لنجاح هذه التحالفات هى العدالة الاجتماعية ويجب أن يكون هناك كتلة برلمانية داخل الانتخابات القادمة وأن تكون محققة من ناحية الكفاءة والشعبية كل هذه العوامل مهمة جدا ويجب أن تتوفر لعمل تحالف سياسى جيد. * ما رأيك فى التحالف السياسى الذى يدعو إليه رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزورى؟ ** هو حر فى رأيه ولكن ليس من حقه أن يكون فى هذه الاجتماعات وزير التنمية المحلية وبعض القيادات السيادية والأمن الوطنى، وهذه التحالفات سوف تكون فى مصلحة الشعب لأن هناك اتجاهين يريدان الدخول فى العملية الانتخابية وهما الحزب الوطنى المنحل والإخوان المسلمين وهذا تنافس مقبول ولكن نحن سوف نخرج وثيقتنا بما فعل الحزب الوطنى من مفاسد وما قام به الإخوان من جرائم لكى ينتخب الشعب الأشخاص وهم على بينة. * هل تصب التحالفات فى مصلحة الحياة السياسية أم هى لمتطلبات المرحلة؟ ** بعض التحالفات تعمل لصالح الحياة السياسية مثل تحالف التيار المدنى الديمقراطى الذى يقوم بعقد اتفاقية مع حزب الوفد وسيتم عرضه على القوى السياسية. * البنود التى تراها متميزة فى الدستور الحالى؟ ** الدستور به مواد جيدة جدا لابد من سرعة ترجمتها إلى قوانين مثل حرية التعبير والرأى والنقد شريطة أن يسيروا فى مسارهم الصحيح. * مارأيك فى وضع المرأة فى الدستور وهل حصلت على حقوقها كاملة؟ ** إذا تكتلت المرأة فى انتخابات مجلس الشعب القادمة سوف تحصل على نصف مقاعد المجلس وهناك شهادة من أحد القضاة جراء الانتخابات الرئاسية والاستفتاء أن المرأة لها النصيب الأكبر فى المشاركة كما أن دورها فى ثورة 25 يناير كان ملموسا وظاهرا. * التقى رئيس الجمهورية برجال الأعمال والإعلاميين وغيرهم، من وجهة نظرك ما سبب تأخر لقائه بالأحزاب والتيارات السياسية؟ ** الرئيس يرى أن هناك حالة تشرذم فى الأحزاب وطالبناه أكثر من مرة بعقد لقاء لأن هناك قوى موجودة تعمل فى الشارع ولكى يكون لها وجود وتظهر فى الصورة بشكل صحيح لابد من الاجتماع بهم والعمل على تقويتهم بدلا من إتهامهم بالضعف. برلمان للتشريع * البرلمان القادم ما له وما عليه من وجهة نظركم؟ ** البرلمان القادم يعتبر برلمان فترة انتقالية لذلك لابد أن يأتى البرلمان لمساندة الشعب المصرى ويفى بمتطلباته وتكون الوظيفة الأساسية له التشريع وصياغة القوانين ومناقشتها وإلا يكون مجلس خدمات لأنه سيأتى بعد انتخابات مجلس النواب انتخابات المجالس المحلية والتى من شأنها الاهتمام بالخدمات وهناك حوالى 24ألف شاب وفتاة يحاولون خوض الانتخابات المحلية . * هل أنت مع تأجيل انتخابات البرلمان كما يطالب البعض ؟وكيف ترى أهميته فى تحقيق مصالح الشعب وتطور واكتمال الحياة السياسية؟ ** لا أوافق مطلقا على تأجيل الانتخابات لأن هناك دستور قوى يحتاج إلى تفعيل القوانين الجيدة الموجودة به، فلن تتكرر أن يكون هناك قوانين لا تحتاج إلى مجلس نواب كمفوضية عدم التمييز ومفوضية الانتخابات التى يقوموا بصياغتها الآن، فالانتخابات من أهم بنود تحقيق الديمقراطية، والديمقراطية مناخ وهذا المناخ يتطلب حرية الرأى وقدره على الاختيار فمثلًا كثيرون عابوا على بعض المصريين فى اختيارهم محمد مرسى لرئاسة الجمهورية لكن هذا كان أمرا طبيعيا فمصر كانت منذ 30 عاما تعانى من عدم وجود سياسة حقيقية ومن الطبيعى أن حرية الرأى تؤدى إلى الخطأ أو الصواب فالديمقراطية حديثة على الشعب المصر ولم يعتادوا عليها من قبل وأرى أن فترة تولى محمد مرسى كانت إيجابية بكل المقايس حيث أحيت الوعى السياسى لدى الشعب مرة أخرى وأهم استفادة حدثت من ثورة 25 يناير رجوع المصريين إلى حضن مصر من جديد وسبب فشل مرسى إنفراده بالحكم دون مشاركة ونحن نريد مشاركة وطنية حقيقية والطبيعى أن يعبر البرلمان القادم عن مصالح الشعب دون تلاعب أو تزييف للإرادة الشعبية. * المشاريع القومية مثل قناة السويس الجديدة وتنمية الساحل الشمالى وبناء شبكة طرق على مستوى الجمهورية وغيرها، كيف تراها الآن؟ ** هذه المشاريع صحوة من الموت بعدما كنا فى حالة من الخراب والدمار ونحن الآن «ننحت فى الصخر» ونسابق الزمن لكن هذه المشاريع تحتاج إلى جدية وصبر وقدرة على التنفيذ وكل هذه الشواهد تعطى مؤشرا لنجاحها. * ماذا تقول لأصحاب دعاوى المصالحة مع الإخوان الآن؟ ** هذه مؤشرات سلبية فكيف نقوم بعمل مصالحة وسط هذا العنف يجب أن يتوفر المناخ لعقد هذه المصالحة ويقوم الإخوان بالاعتذار للشعب المصرى مع وقف أعمال العنف فورًا مع إعادة هيكلة صفوفهم من جديد وهذا لن يتم قبل 10 سنوات .كما أن الجماعة جاءت لها فرصة من ذهب ولن تتكرر مرة أخرى ولم تحافظ عليها وتعاملت معها بتعالى شديد وإنفراد بالسلطة فقد تم التعاون معهم منذ عام 2004 وقد تأكدنا من خلال المعاملة أنهم يمتازون بالخيانة ونقض العهد والكذب فهم أول من نادوا بالمشاركة وعندما تولوا الحكم قاموا بالانفراد بها مما جعلهم يفشلون هذا الفشل الذريع. اختبار حقيقى * فى ظل الصعوبات السياسية والاقتصادية هل نحن قادرون على تخطى تلك المرحلة الصعبة؟ ** مصر الآن أمام اختبار حقيقى إما أن تكون دولة قوية أو تنهار ويجب أن نتحمل الصعوبات ونتنازل عن بعض الحقوق لفترة محدودة حتى نعبر هذه المرحلة ونراعى الفقراء أولا لأنهم أصحاب المصلحة الحقيقية وإذا توافرت هذه الاشياء سنكون فى طريقنا إلى الازدهار والتميز . * كيف ترى القرارات القطرية الأخيرة بطرد سبعة من قيادات الجماعة خارج البلاد؟ ** قطر واقعة تحت ضغط من المملكة السعودية والولايات المتحدةالأمريكية وما تفعله الآن أمر طبيعى لا قطر دولة تابعة لأى دولة أخرى فهى عبارة عن قرية رافعة علم، وللأسف نحن نعطيها أكثر من قيمتها الحقيقية فهى عبارة عن «بوق» ليس أكثر ويجب أن يخرس لأنها عندما تتحدث تكذب دائما ودون جدوى. * وهل هو تحول فى السياسة القطرية تجاه دعم الجماعة؟ ** قطر لم تتحول كل ما تقوم به هو تنفيذ لأوامر وتعليمات أمريكا فهى ليست دولة ذات كيان سياسى مستقل وإنما هى تابعة، ويوجد بقطر أكبر قاعدة أمريكية فيمكن القول عليها إنها لا تمتلك قرارها. * من وجهة نظرك هل ستتأثر أو تتغير سياسة قناة الجزيرة كمنبر للإخوان تجاه مصر؟ ** بالطبع سوف تتأثر ولكن هذه المسألة صعب التحدث عنها الآن فهناك أقويل حول غلق الجزيرة والجزيرة مباشر مصر، كما أن القناة قامت برفع قضية ضد مصر فى محكمة المفوضية الدولية ولكن رفضت لأن مصر غير مدرجة فى التوقيع على تلك المفوضية. * كيف تقيم وضع حقوق الإنسان فى مصر الآن؟ وهل هذه القضية كما يدعى البعض ذريعة لتدخل القوى الأجنبية؟ ** الوضع سئ بالنسبة لحقوق الإنسان فى مصر والمجلس القومى لحقوق الإنسان يقوم الآن بإعداد تقارير عما قام بإنجازه خلال الفترة الماضية والذى لم يستطع إنجازه، ومن أهم الإنجازات التى قام بها تعديل لائحة السجون وهذا التعديل كان من الصعب القيام به ولكن تم تنفيذه وتعديل قانون المجلس من حيث أحقية المجلس فى زيارة السجون دون إذن وأحقيته أيضا فى وجود مندوب للمجلس فى أقسام مصر وأيضا قانون عدم التوريث والذى يمنع توريث المناصب وأن تكون المناصب بالانتخاب والاعتماد على الكفاءت، والإدعاء بأن حقوق الإنسان ذريعة أجنبية فى مصر خطأ كبير لأن المجلس القومى لحقوق الإنسان مستقل ولا يتلقى أية تعليمات من أى جهة سواء داخلية أو خارجية. * ما تقييمك لأداء جهاز الشرطة الآن فى ضوء الحملة الإرهابية ضد الجهاز وأيضا ما يقدمه الجهاز من تضحيات وشهداء؟ ** ما يحدث مع جهاز الشرطة يعتبر معركة يضحى فيها رجال الأمن بأنفسهم من أجل مصر ومن المؤكد أن الشعب المصرى يقدر ذلك والمجلس بيقوم بالتعاون مع ضحايا العنف منهم والبعض منهم يستجيب لتلك المعاونة. * هل تعتقد أن تجاوزات بعض الضباط أو أمناء الشرطة تجاوزات شخصية أم أنها سياسة وزارة؟ ** هذا السؤال يطرح دائما من المجلس لوزير الداخلية ويؤكد أنها تجاوزات شخصية، ولابد من عقاب من يقوم بهذه التجاوزات من رجال الأمن فهذه التجاوزات لا تحدث إلا من ضباط وأمناء الشرطة حديثى التخرج فأى تجاوز يعلم به المجلس يقوم بإبلاغ النائب العام فورا. * موقف مصر من داعش يراه البعض على عكس إرادة أمريكا؟ ** داعش جماعة إرهابية إجرامية لا تمت للإسلام بصلة نهائيا فأمريكا هى من صنعت تنظيم القاعدة وهى من أسست داعش ولكن كل هذه التنظيمات الإرهابية سرعان ما تنقلب على أمريكا وموقف مصر جيد جدا تجاه داعش ما دامت لم تمس مصر بسوء وكل ما تفعله مصر الآن هو ضد إرادة أمريكا. * هل تعتقد أن الغرب يسعى لاستغلال وجود تلك الجماعات لتحقيق مكاسب فى الشرق الأوسط؟ ** ما يحدث اليوم فى الشرق الأوسط هو ما يعرف بمرحلة ما قبل التقسيم ولذلك نحن مستعدون للتغاضى عن أى تجاوز يحدث فى مصر وتحمل الصعوبات حتى نتجاوز تلك المرحلة الصعبة وحتى لا يحدث الانقسام ويجرى بها كما يحدث فى العراق وسوريا الآن. * وما الأسلوب الأمثل لمواجهة داعش؟ ** مصر دولة قوية ولديها ما يميزها عن غيرها من الدول فهى تتميز بجيش قوى وشرطة جيدة مع الوضع فى الاعتبار أنها تحتاج إلى المزيد من التدريب فمصر بإمكانها القضاء على داعش ولكن العبء الأكبر سوف يكون على الجيش المصرى لأنه الأساس. * أخيرًا مصر إلى أين؟ ** مصر فى مرحلة انتقالية وتتصف هذه المرحلة بالدقة والصعوبة فلابد من تخطى هذه المرحلة بكل حزم وقوة.